أين يقع سد ذي القرنين
مكان سد ذي القرنين
بنى ذو القرنين سداً عظيماً عُرِف باسمه فيما بعد؛ أي "سد ذي القرنين"، إذ طلب منه القوم أن يبنيه للتخلّص من يأجوج ومأجوج، فطلب منهم المعاونة على ذلك، وتم بناء سدٍّ عظيم وقوي، وقد تعدّدت الآراء في مكانه، علما أنه لم يثبت في ذلك أي نص من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة.
والسدّ موجود إلى الآن، لكن ما جاء في مكانه من الأقوال يبقى على سبيل الظنّ والاحتمال، فلا يُقطع بصحّته، ولا يضرّ الجهل به، وبيان أقوال أهل العلم والتأريخ المحتملة فيما يأتي:
- قال بعض أهل التفسير إنّ سد ذي القرنين موجود في شرق الأرض، واستدلوا على ذلك بقول الله -تعالى-: (حَتّى إِذا بَلَغَ مَطلِعَ الشَّمسِ وَجَدَها تَطلُعُ عَلى قَومٍ لَم نَجعَل لَهُم مِن دونِها سِترًا).
- قيل إنّه موجود في ناحية أذربيجان وأرمينيا عند بلاد التّرك، حيث رُوي عن ابن عباس أنّه في جبال القوقاز.
- قيل إنّه في الشمال الأخير من الأرض.
- يرى الآلوسي أنّ المكان من الممكن أن يكون قد اختفى بسبب غمر المياه له -والله أعلم-.
- قيل إنّ سد ذي القرنين موجود في الصّين.
علاقة سد ذي القرنين بقيام الساعة
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ خروج يأجوج ومأجوج من سد ذي القرنين سيكون في آخر الزمان، وجاء في القرآن الكريم ما يدلّ على ذلك، قال -تعالى-: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ* وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (لن تكونَ -أو لن تقومَ- السَّاعةُ، حتى يكونَ قَبْلَها عَشرُ آياتٍ)، وذكر منها: (خروجُ يأجوجَ ومأجوجَ)، ويجدر بالذّكر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر في زمنه أنّ هذا السدّ قد فُتح منه بمقدار حلقة اجتماع أصبعيه السبّابة والإبهام، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها).
التعريف بذي القرنين
ذو القرنين هو ملك صالح مؤمن ورد ذكره في كتاب الله تعالى في سورة الكهف، و سُمّي بذي القرنين في القرآن، قال -تعالى-: (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا)، إلّا أنّ شخصيّته الحقيقيّة كانت ولا زالت محلّ نزاع بين المتخصّصين والمؤرّخين، وقد ذُكرت قصّته في القرآن الكريم، وتعدّدت آراء المؤرّخين فيه، وفيما يأتي بيان أقوالهم المحتملة:
- قيل إنّه الإسكندر الأكبر.
- قيل إنّه واحد من ملوك الفراعنة، وقيل هو أخناتون المصري.
- قيل إنّ ذي القرنين هو كورش الكبير الذي كان في القرن السادس قبل الميلاد، خاصة وأنّ له تمثال له قرنين في إيران.
- قيل إنه ملك فارس والروم.
- قيل هو الإسكندر المقدوني، لكن لم يخضع ذلك الخبر بالتمحيص والتحقق.
- قيل إنّ ذا القرنين هو واحد من ملوك حمير.
- قيل إنه قورش الإخميني.