أين يقع الحطيم في البيت الحرام
أين يقع الحطيم في البيت الحرام؟
تعدّدت الأقوال بين العلماء في تحديد مكان الحطيم بالنسبة إلى البيت الحرام ، ووردت تلك الأقوال على النحو الآتي:
- قال الأزرقي عن ابن جريج؛ يقع الحطيم بين الحجر الأسود ومقام إبراهيم، وزمزم و حِجر إسماعيل .
- ورد في كتب الحنفيّة أنّ الحطيم هو المكان الذي فيه الميزاب.
- عن ابن عباس -رضيَ الله عنهما- أنّ الحطيم هو الجدار، وفصّل فيه الطبري فقال هو جدار حجر الكعبة، ويؤيد ذلك ما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث الإسراء والمعراج، فقال: (بيْنَما أنَا في الحَطِيمِ -ورُبَّما قَالَ: في الحِجْرِ-).
سبب تسمية الحطيم بهذا الاسم
سُمّي الحطيم بهذا الاسم كونه كان محطّماً حينما رفع الناس الكعبة ؛ فبقي دون أن يرفع بسبب تحطيمه، وقيل كان الناس يضعون فيه ثيابهم التي كانوا يرتدونها عند الطواف، فتصبح حطيماً مع مرور الأيام، وذهب الأزرقي إلى أنّه لما كان الناس يقصدونه كانوا يدعون على مَن ظلمه فيهلكه الله، ثمّ من دعا فيه ظالماً حلّت به العقوبة، أمّا سبب تسميته حجراً فكونه جزءاً من حجر الكعبة.
وقال ابن دريد في كتابه الجمهرة أنّ الحطيم متضمّن لقبر هاجر وإسماعيل -عليهما السّلام-، وهو من ضمن الكعبة، لما ورد في حديث عائشة -رضيَ الله عنها- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- عَنِ الجَدْرِ أَمِنَ البَيْتِ هُوَ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلتُ: فَلِمَ لَمْ يُدْخِلُوهُ في البَيْتِ؟ قالَ: إنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بهِمِ النَّفَقَةُ، قُلتُ: فَما شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قالَ: فَعَلَ ذَلِكِ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَن شَاؤُوا، وَيَمْنَعُوا مَن شَاؤُوا، وَلَوْلَا أنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ، فأخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، لَنَظَرْتُ أَنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ في البَيْتِ، وَأَنْ أُلْزِقَ بَابَهُ بالأرْضِ).
الطواف من وراء الحطيم
إذا أراد المسلم الطواف بالبيت فإنه يبدأ الأشواط من الحجر الأسود وينتهي به؛ اقتداءً برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والحرص على القيام بما قام به، ولما قال -عليه الصّلاة والسّلام-: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ)، ثمّ ليجعل البيت عن الجهة اليُسرى منه، وهو قول الجمهور من الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة.
ولما روى جابر بن عبد الله -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتَى الحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ مَشَى علَى يَمِينِهِ، فَرَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا).
وذهب الجهور من فقهاء الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة إلى أنّ الطائف يمرّ من خلف الحطيم، وذلك فرض من فروض الطواف، وعليه فإن دخل من أمامه أو مشى على حدوده كان طوافه خاطئاً بحيث لم يُعتدّ بطوافه، لما ورد عن عائشة -رضيَ الله عنها- حين سألت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- : أهو من البيت، فأخبرها بنعم.