أين ولد الجاحظ
مولد الجاحظ
وُلد الجاحظ في مدينة البصرة عام 776م، وهو أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ أحد علماء الدين المسلمين، ومفكّر، وأديب إسلاميّ، ولقد ورد عنه أنّه قال: (أنا أسنّ من أبي نواس بسنة، وولدت في أوّل سنة خمسين ومائة)، وهذا يعني أنّه وُلد عام 150هـ، أيّ أنّه وُلد في فترة ازدهار العلوم المختلفة في الحضارة الإسلاميّة، فقد ساعدت هذه ظروف على تكوين شخصية الجاحظ كأديب، ولغويّ، وعالم مُميّز، وقد أُطلق عليه لقب الجاحظ بسبب جحوظ عينيه.
محطات من حياة الجاحظ
حفلت حياة الجاحظ بمحطّات عديدة، حيث توفّي والده وهو طفل صغير، وتعلّم أساسيّات القراءة والكتابة في البصرة، ثمّ بدأ يتردّد إلى حلقات العلم في المساجد، وكان يحرص على الذهاب إلى سوق المربد؛ وذلك حتّى يأخذ الفصاحة من شفاه العرب، ويُذكر أنّه كان مُغرماً بالقراءة، ولشدّة حبه للقراءة كان يستأجر دكاكين الورّاقين، ويعتكف عليها ليلاً ليقرأ ما بداخلها، ويستوعب مضامينها، حيث كان حريصاً على طلب العلوم والمعارف.
وكان الجاحظ حريصاً على العمل أيضاً، حيث ولّاه المأمون رئاسة ديوان الرسائل، وعمل به لمدّة ثلاثة أيام، ثمّ تركه وانتقل إلى مجال التأليف، حيث ألّف مئات الكتب والرسائل، وامتازت كتاباته بالواقعيّة، والاستطراد، والإكثار من النوادر والفكاهات، وكان شديد الحرص على الألفاظ والصياغة، ويُشار إلى اعتناقه مذهب المُعتزلة.
كان الجاحظ أحد كبار أئمّة الأدب العربيّ، ورئيس الفرقة الجاحظيّة من المعتزلة، فكان ذكيّاً وسريع الحفظ والخاطر، حتّى اشتُهر وارتفعت مكانته بين الناس، وتلقّى الشعر من العديد من الشعراء كأبي عبيدة، والأصمعيّ، وأبي زيد الأنصاريّ، كما تعلّم النحو من الأخفش أبي الحسن، وأخذ الكلام عن النظام.
مؤلفات الجاحظ
ترك الجاحظ العديد من المؤلّفات المتميّزة، ومنها ما يأتي:
- الرسائل.
- البخلاء .
- البغال.
- المحاسن والأضداد.
- البرصان، والعرجان، والعميان، والحولان.
- البيان والتبيين.
- التاج في أخلاق الملوك.
- الحيوان.
- المختار في الردّ على النصارى.
- العثمانيّة.
- مسائل القرآن.
- العالم والجاهل.
- الكبر المستحسن والمستقبح.
- دلائل النبوة.
- الدلائل والاعتبار على الخلق والتدبير.
وفاة الجاحظ
توفّي الجاحظ في مدينة البصرة عن عمر يتجاوز التسعين عاماً، وذلك عام 255هـ الموافق 869م، وكانت وفاته في خلافة المُعتزّ، وقيل في حادثة وفاته أنّ كتبه قد سقطت عليه عندما كان شيخاً كبيراً، فقضت عليه ومات، وهكذا كانت وفاة الجاحظ صاحب الشخصيّة القوية، والإرادة الصلبة، فقد كان دائم التفاؤل والسرور، ومتميّزاً بالبساطة، والتواضع، والإخلاص في كافّة مواعيده، والوفاء لأصدقائه، والصدق في أقواله، وغيرها من الصفات الحسنة التي تميّز بها.