أين عاش سيدنا آدم
أين عاش آدم عليه السلام عندما خُلق؟
أسكن الله -تعالى- آدم وزوجته حوّاء -عليهما السّلام- عندما خلقهما في الجنّة، وعاشا فيها مُتنعّميْن فيها بكلّ ما في الجنّة من لذّة وهناء، وكانا يأكلان ويشربان ويتنعّمان، وقد كفل الله -تعالى- له ولزوجته فيها دوام النّعيم، قال الله - تعالى-: (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى* وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى).
وأمّا مدّة عيشهما في الجنّة فقد ورد في ذلك روايات متعدّدة، فقد رُوي عن ابن عبّاس أنّهما لم يلبثا في الجنّة إلّا ما بين صلاة العصر والمغرب، ورُوي عن ابن كثير أنّه مكث فيها مئة عام أو ستّين عام، وعند السّيوطي أنّه مكث ساعة من نهار؛ وهي تساوي مئة وثلاثون سنة من أيّام الدّنيا، وهي مجرد روايات لم يصحّ منها شيء.
نزول آدم من الجنة إلى الأرض
أباح الله -تعالى- لآدم أن يتمتّع في الجنّة كما يشاء، ولكنّه نهاه عن الاقتراب من شجرة وعيّنها له، قال الله -تعالى-: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)، لكنّ إبليس بعد طرد الله -تعالى- له من الجنّة لأنّه رفض السّجود لآدم تكفّل بإغواء البشر جميعاً، وحاول الدّخول إلى الجنّة، وظلّ يوسوس لآدم ليأكل من الشّجرة، ولم ييأس وحاول مراراً، فقد وعد آدم بأنّ الأكل من هذه الشّجرة يسببّ الخلود وعدم الفناء.
ثمّ حاول مرّة ثالثة وأقسم له بأنّه يريد بنصحه الخير له، إلى أن صدّقه آدم -عليه السّلام- وأكل هو وزوجته من الشّجرة، وعندها كشف الله -تعالى- عنهما لباسهما، وأصبحا يأخذان من أوراق الأشجار لستر عوراتهما، ولكنّ آدم -عليه السّلام- أظهر لله صدق توبته وندمه فتاب الله عليه، ولكنّه أنزله إلى الأرض، حيث التّعب والكدّ والعمل.
أين هبط آدم على الأرض؟
أنزل الله -تعالى- آدم وزوجته إلى الأرض، وقد تعدّدت آراء المؤرّخين حول المكان الذي نزل فيه، فذهب أكثرهم إلى أنّه نزل في جزيرة تدعى سرنديب تقع في الهند، وهي التي تسمّى سيريلانكا في عصرنا الحالي، وذهب آخرون إلى أنّ مكان هبوطه في الهند كان على جبل يسمّى بوذ، وقيل على جبل هناك يسمّى واسم.
وفي رواية عن ابن عبّاس أنّه نزل في مكان بين مكّة والطّائف، في حين يرى جماعة من المؤرّخين أنّ الله -تعالى- أهبط آدم في الهند وحوّاء في جدّة، ثمّ ازدلفت إليه حوّاء وجاءت إليه، وهو سبب تسمية المنطقة تلك بالمزدلفة، ثمّ التقت مع زوجها في عرفات، وقيل سمّيت عرفات لذلك لأنّهما تعارفا هناك بعد التقائهما من جديد.
أين عاش آدم عليه السلام بعد هبوطه إلى الأرض؟
هبط آدم -عليه السّلام- إلى الأرض في الهند، ثمّ جاءت به الملائكة إلى أرض مكّة ليحجّ إليها، وجيء به إلى جبل عرفات ليرى المناسك التي يفعلها النّاس عند حجّهم، فعاش آدم -عليه السّلام- في مكّة المكرّمة، وفي روايات أنّه عاد إلى الهند حيث هبط، وظلّ يحجّ إلى البيت الحرام بين الفينة والأخرى.
خلاصة المقال: عاش آدم وزوجته حوّاء حيث خلقا في الجنة ابتداءً، ولكنّ الله -تعالى- أهبطهما إلى الأرض بعد ذنب اقترفاه، وهبط إلى أرض في بلاد الهند ومكث هناك، وكان يحجّ بالبيت الحرام في مكة المكرمة.