أين سجن سيدنا يوسف
موقع سجن يوسف عليه السلام
أجمع أهل المعرفة على أنّ يوسف -عليه السّلام - سُجن في سجن بوصير في مصر، ويقع في الصعيد في الناحية المتّجهة لمصر، وقد استمرّ سجن يوسف فيه مدّة سبع سنين، وقد كان الوحي يتنزّل عليه وهو فيه.
قصة سيدنا يوسف في السجن
عرضت سورة يوسف من القرآن الكريم قصة نبيّ الله يوسف -عليه السلام-، وقد جعلها الله سورة كاملة تبيّن القصة كاملة، وهي السورة الثالثة والخمسون بحسب ترتيب نزول سور القرآن المكيّة على قلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث نزلت من باب المواساة لرسول الله بعد وفاة عمّه أبو طالب وزوجته خديجة -رضيَ الله عنها-، ويبلغ عدد آياتها مئة وأحد عشر آية.
سبب دخول يوسف السجن
قام التّجار الذين عثروا على يوسف -عليه السّلام- في البئر ببيعه في السوق بثمنٍ زهيد، وكان العزيز هو الذي اشترى يوسف منهم، فتربّى يوسف في قصر العزيز على حياة الثراء، وتعلّم من أمور الحياة والمعيشة ما يحظى به أبناء الملوك والوزراء، وكان الوزير يتطلّع في مستقبل يوسف أن يكون مساعداً ومعيناً له، ثم يتولّى الحكم من بعده، فهو بمثابة الابن له ولزوجته.
وحظي يوسف بعناية زوجة العزيز واهتمامها، ولا يقتصر الأمر عليها؛ وإنّما أحبه كل من عاشره من أهل القصر والمجتمع لما رأوا من حسن الأدب منه، ثمّ ومع مرور الوقت ازداد تعلّق زوجة العزيز به وحبّها له، حتى بدأت تتزيّن أمامه لتلفت انتباهه لكنّه لم يبدِ ردة فعل اتّجاه ما تفعل، حتى عرضت نفسها عليه، فرفض ذلك وقال معاذ الله، قال -تعالى-: (وَراوَدَتهُ الَّتي هُوَ في بَيتِها عَن نَفسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبوابَ وَقالَت هَيتَ لَكَ).
وحاولت أن تجبره على القيام بما أرادت، لكنّه ثبت على موقفه، واتّجه نحو الباب فلحقت به، وإذ بزوجها ناحية الباب فكُشف أمرها، فحاولت أن تبرّئ نفسها وطلبت من زوجها أن يسجن يوسف جزاءً له على محاولته القيام بالفاحشة مع امرأة العزيز .
يوسف أثناء سجنه
رغم أنّ يوسف كان بريئاً وقد علم العزيز ببراءته، إلّا أنّه قرّر أن يسجنه، فلمّا دخل السجن التقى بالكثير من الناس فتعرّف عليهم، وقد عُرف بينهم بأخلاقه وصدقه وحسن تعامله، وكان من هؤلاء الناس فتيان أحدهما ساقي الملك والآخر خبّازه.
وقد رأى أحدهما في منامه أنّه يعصر خمراً، ورأى الآخر أنّه يحمل فوق رأسه خبزاً تأكل الطير منه، ففسّر لهما أحلامهما، وجعل لهما دليلاً على صدقه من خلال إخبارهم كل يوم بنوع الطعام الذي سيأتيهما قبل مجيئه.
وقد دعا ذلك الأمر هذان الفتيان إلى الفضول والسؤال عن الرب الذي أعطى يوسف هذا العلم، فعرض عليهما يوسف دعوة الحق والإيمان بالله وحده، وترك عبادة ما دونه، فما كان منهما إلّا أن اسمتعا لهذه الدعوة، واستجابا لها، وآمنوا بدعوة يوسف -عليه السّلام-.
خروج يوسف عليه السلام من السجن
رأى الملك رؤيا أثناء وجود يوسف في السجن، ولم يستطع أحداً من المفسّرين أن يؤول معناها، فقام أحد الذين كانوا مع يوسف بالسجن بالإشارة إلى أنّ يوسف يعلم بتأويل الأحلام، فتوجّه له وقصّ الحلم عليه، فقام يوسف بتفسيره، فلمّا علم الملك بما فسّره يوسف أمر به ليخرج من السجن، وما ذلك إلّا بتقدير إرادة الله وحكمته.