أين توجد الثقوب السوداء؟
أين توجد الثقوب السوداء
توجد الثقوب السوداء في كل مكان من مجرة درب التبانة، وهو ما أظهرته الدراسات الفلكية من قبل علماء الفلك والفضاء بأن هناك ملايين من الثقوب السوداء في الفضاء الخارجي، أقربها لكوكب الأرض على بعد 1600 سنة ضوئية، أما الثقب الأسود العملاق الذي يقع في وسط المجرة فهو على بعد 30 ألف سنة ضوئية، وهي مسافة بعيدة جدًا مما يعني عدم وجود تأثير للثقوب السوداء على كوكبنا، إذ يظهر تأثير جاذبيته القوية على مسافة قريبة.
الثقب الأسود وسط المجرة
توصل العلماء لاكتشاف الثقب الأسود العملاق الموجود وسط النظام الشمسي والذي عرف باسم برج القوس (A)، ووصف على أنه كتلة ضخمة مظلمة تمتلك قوة جذب كبيرة لكل ما حولها، ونظرًا لصعوبة دراسة الثقوب السوداء دراسةً مباشرة فإن العلماء اعتمدوا في تفسيرهم على سلوك الأجسام حول الثقب الأسود، كما قاموا باستعمال أسلوب المحاكاة ببناء نموذج لمجرة درب التبانة وملاحظة سلوك النجوم عند الاقتراب من المادة المركزية، وتوصلوا إلى أنها كتلة أقرب ما تكون لخصائص الثقوب السوداء.
ما هي الثقوب السوداء؟
شكلت الثقوب السوداء (Black Holes) لغزًا لدى العلماء والدارسين لعلوم الفضاء وعلم الفيزياء باعتبارها أجسامًا غريبة، ويعود سبب تسميتها بالثقوب السوداء لكثافة الكتلة المتكونة منها بالإضافة لقوة الجاذبية التي تبتلع أي جسم قريب منها كما الثقوب بما فيها الفوتونات الضوئية ، وتعود بداية اكتشافها لتنبؤ عالم الفيزياء ألبرت آينشتاين بوجودها بحسب نظريته الشهيرة " النظرية النسبية " وذلك في عام 1916، أما لقب الثقب الأسود فأطلق عليها لأول مرة من قبل العالم جون ويلر.
طريقة تكون الثقوب السوداء
تشير الدراسات والتحليلات الفلكية المعتمدة على الأقمار الصناعية والتلسكوبات أن الثقوب السوداء تكونت بعد موت النجوم ونفاد وقودها الهيدروجيني، فتحول النجم صغير الحجم إلى قزم أبيض أو نجم نيوتروني، أما النجوم كبيرة الحجم فإنها تتحول لثقوب سوداء صغيرة عالية الكثافة من الداخل، وتعود جاذبيتها العالية لكتلتها الكبيرة التي تعادل ثلاثة أضعاف كتلة الشمس، ويزداد حجم الثقوب السوداء بسبب سحبها للنجوم والغبار النجمي القريب منها، وتقع الثقوب السوداء هائلة الحجم أي بما يعادل ملايين ضعف كتلة الشمس في مركز كل مجرة من مجرات الكون الواسع، لم يتأكد علماء الفلك حتى وقتنا الحالي من الطريقة الفعلية لتكون الثقوب السوداء كبيرة الحجم إلا أن هناك نظريات عدة منها:
- تكونها من اجتماع آلاف الثقوب السوداء الصغيرة مع بعضها البعض.
- تكونها بفعل سحب الغازات في الفضاء الخارجي.
- تساقط أكثر من نجم بعد موتها في وقت واحد لتتكون ثقوب سوداء كبيرة الحجم.
أهمية دراسة الثقوب السوداء
سعى العلماء لوضع النظريات ومحاولة تحليل البيانات حول الثقوب السوداء ودراستها لفهم الكون ومكوناته وتوظيف النظريات الفيزيائية والتأكد من صحتها، ولا تزال بعض التفسيرات مجهولة حول خصائص الثقوب السوداء، ومن الأمثلة على ذلك فهم الصورة الملتقطة عبر التلسكوبات لتوهج هذه الكتلة المظلمة وطبيعة المادة المكونة لها.