أين تقع مدينة سدوم
موقع قرية سدوم
حسب الشائع بين الأوساط العلميّة تقع قرية سدوم عند سفح الجبل المعروف باسم جبل سدوم، ويقع هذا الجبل في ضفة البحر الميت الجنوبيّة، والبحر الميت هو ذلك البحر الذي يقع بين الأردن وفلسطين في القسم الجنوبيّ من بلاد الشّام، وهما من أهمّ دول العالم العربيّ في شقّه الآسيويّ.
منطقة البحر الميت
يعتبر الجيولوجيّون منطقة البحر الميت إجمالاً من المناطق ذات النشاط الزلزاليّ، إذ تقع هذه المنطقة ضمن واحد من الصدوع التكتونيّة، كما ويمتدّ على مسافة تُقدّر بنحو ثلاثمئة كيلومتر تقريباً، على امتداد الوتر الذي يصل بين كلّ من البحر الميت وبين بحيرة طبريا الواقعة إلى الشّمال من البحر الميت، وبين البحر الميت وبين منتصف منطقة وادي عربة الواقعة إلى الجنوب من البحر الميت. بحسب إفادة عالم الآثار المختصّ وورنر كيلر الذي قضى وقتاً في دراسة المنطقة، فإنّ كلاً من وادي سديم والشقّ العظيم كانا قد انخسفا في الوقت ذاته إلى أعماق كبيرة جداً من الأرض، وقد نجم عن هذا الدّمار الهائل هزّة أرضيّة شديدة جداً، ترافقت معها انفجارات عنيفة، الأمر الذي أدّى إلى اندلاع حريق هائل في المنطقة. ومما يلفت النظر في منطقة البحر الميت عموماً أنّها المنطقة الأخفض على مستوى العالم، كما تمتاز مياهها بشدّة الملوحة إلى درجة لا يمكن فيها وجود أيّ نوع من أنواع الحياة، ومن هنا جاءت تسميته بالبحر الميت، ولهذا فإنّ هذه البقعة من العالم تم ترجيح كفّتها من قبل المختصّين أكثر من غيرها لتكون موقع قرية سدوم، التي ورد ذكرها في الكتب السماويّة.
أهل سدوم
يُعتبر السدوميّون من أسوأ خلق الله أخلاقاً، فقد مارسوا الفواحش العظيمة التي تتنافى مع الفطرة الإنسانيّة التي فطر الله تعالى الناس عليها، وقد ارتبطت بهم واحدة من أعظم الفواحش، وهي ممارسة الشذوذ الجنسيّ بين الرجال، حيث خلّدت الكتب السماويّة قصتهم وعذاب الله لهم ليكونوا عظة وعبرة إلى أن تقوم الساعة. لقد أنذر الله تعالى أهل سدوم، وأقام الحجّة الدامغة عليهم، حيث أرسل إليهم نبيّاً كريماً هو لوط بن هاران –عليه السلام-، والذي بذل وسعه في دعوتهم لاتّباع سبيل الحق والرشاد، وإخراجهم من الضلال الذي كانوا قابعين فيه، غير أنّهم عتوا، واستكبروا، ورفضوا الإذعان لدعوته السّامية، ومن هنا فقد احتلّ هذا النبي الكريم مكانة رفيعة جداً عند الله تعالى؛ نظراً لما لاقاه من صعوبات في دعوته، وفي لحظة أرسل الله تعالى إليهم ملائكته فخسفوا بهم الأرض، ونجّى الله تعالى المؤمنين وصار قوم لوط عبرة للناس إلى يوم القيامة.