أين تقع قمة إفرست
موقع قمة إفرست
يَقعُ جبل إفرست في جنوب قارّة آسيا بين التبت ونيبال، على قمّة جبال الهيمالايا ، وتحديداً في النِّطاقِ الجبليِّ المعروف باسم ماهالانغور، ويمكن القول إنَّ قمّة إفرست تقع تحديداً على هضبة التبت التي تُعرَفُ باسم تشينغ زانغ غاويوان (بالإنجليزيّة: Qing Zang Gaoyuan)، وهي أعلى قمّة في نطاق ماهالانغور؛ حيث إنّ نطاق ماهالانغور يحتوي على أربع قِمَمٍ جبليّةٍ تُعتبَرُ من أعلى ستِّ قِمَمٍ في العالم، وهذه القِمَمُ هي: قمّة إفرست (وهي أعلاها)، وقمة وستو، وقمة ماكالو، وقمة تشو أويو.
ويحتلُّ جبل إفرست موقعاً مهمّاً على جانب التبت في مقاطعة تينغري، وتحديداً في منطقة تُعرَفُ باسم شيغاتسي، وهي جزءٌ من جمهوريّة الصين الشعبيّة، أمّا من جانب النيبال، فهي تحتلُّ موقعاً مهمّاً في منطقة سولوكومبو (بالإنجليزيّة: Solukhumbu)، وتحديداً في مُتنزَّه ساجارماثا، وتَنحصِرُ إفرست بين الإحداثيّات: 27°59′ شمالاً، و86°56′ شرقاً، وجبلُ إفرست هو أعلى جبلٍ في العالَم، وقمَّتُه هي أعلى نقطةٍ في العالَم.
ارتفاعُ قمّةِ إفرست
أسفرَت المُسوحاتُ التي صدرَت عن الصين ونيبال، عن نتائجَ مفادها أنَّ ارتفاعَ قمّةِ إفرست يَصِلُ تقريباً إلى 8,840 متراً، أي ما يُعادِلُ 29,029 قدماً فوق مُستوى سَطح البحر، والجدير بالذِّكْرِ أنَّ علماءَ الجيولوجيا قد اختلفوا فيما إذا كان تحديدُ ارتفاعِ قمّةِ إفرست يشتملُ على الثلوجِ المُتراكِمةِ عليها، أم أنّه يكون اعتماداً على ارتفاعِ القمّةِ كصخورٍ فقط، كما وَرَدَ أيضاً بأنَّ حركات الأرض التكتونيّة من شأنها أن تجعلَ الجبلَ يرتفعُ كلَّ عامٍ ارتفاعاً بسيطاً.
ومع تقدُّم تكنولوجيا المُسوحات، نَتجَت أرقامٌ مُختلِفةٌ لارتفاعِ قمّةِ إفرست، وكانت أسباب الاختلاف تشتمل على: الاختلاف في مُستوى الثلوج المُتراكِمةِ على القمّةِ، وانحرافِ الجاذبيّةِ ، والأمور المُتعلِّقةِ بانكسار الضوء، إلّا أنّ هذه الأرقام لا تختلفُ بنسبة كبيرة عن بعضها البعض، فهناك معلومات تدلُّ على أنَّ ارتفاع قمّة إفرست يَصِلُ إلى 8,848 متراً، أي 29,028 قدماً، ونَتجَ هذا الرقم عن المَسح الهنديِّ للقمّة، والذي حدثَ في الفترة ما بين 1952-1954م، وقد استُخدِمَت هذه القيمة في رَسمِ الخرائطِ، وفي معظم الدراسات حتى حلول عام 1999م، ثمَّ نَتجَ الرقم 8,848.11 متراً، أي 29,029.24 قدماً؛ وذلك عندما تمَّت إعادة قياس ارتفاعِ القمّةِ عام 1975م من قِبَل الصينيّين، ثمَّ وباستخدام الأقمار الصناعيّة ، حصلَ مَسحٌ إيطاليٌّ عام 1987م، ونَتجَ عنه الرقم 29,108 أقدامٍ.
وفي عام 1992م، حصلَت مُسوحات إيطاليّة جديدة، باستخدام تقنيات الليزر، ونظام تحديد المواقع العالميّ المعروف باسم (GPS)، وأسفرَت هذه العمليّة عن الرقم 8,846 متراً، أي ما يعادل 29,023 قدماً، حيثُ تمَّ استثناءُ ارتفاعِ الجليدِ ، وهو ما يعادل مترين اثنين، أي ستّة أقدامٍ ونصف، وفي عام 1999م، تمَّ إجراء دراسات أمريكيّة تحت إشراف الجمعيّة الجغرافيّة الوطنيّة، وأُخِذَت قياساتٌ دقيقةٌ عن طريق استخدام النظام ( GPS)، وقد نَتجَ عن هذه الدراسات أنَّ ارتفاعَ قمّة إفرست هو 8,850 متراً، أي ما يعادل 29,035 قدماً، مُضافاً إليها، أو منقوصاً منها متران اثنان، وهو ارتفاع الجليد على القمّة، وفي عام 2005م، بعثَت الصينُ برحلةٍ استكشافيّةٍ استخدمَت راداراً يقومُ على اختراقِ الجليدِ، إضافةً إلى استخدامِ أجهزةِ (GPS)، وكانت النتيجة أنَّ ارتفاعَ القمّة يبلغُ 8,844.43 متراً، أي ما يعادل 29,017.12 قدماً، وأطلقَت على هذا الارتفاعِ اسمَ (ارتفاعِ الصخورِ)، ولم توافق النيبالُ على ذلك، وفضَّلَت أن يتمَّ حسابُ ارتفاعِ الثلجِ أو الجليدِ، وإطلاقُ اسمِ (ارتفاعِ الثلوجِ) عليه، وفي عام 2010، أُجرِيَت دراساتٌ أخرى أسفرَت عن موافقةِ الصينِ، ونيبال على النتيجة، وهي أنَّ ارتفاعَ القمّة يبلغُ 29,028 قدماً، وهو ما يعادل 8,848 متراً، إضافة إلى موافقتِهما على صحّة استخدامِ المُصطلَحَين معاً.
مناخ إيفرست
تتعرَّضُ قمّة إفرست إلى رياحٍ شديدةٍ؛ وذلك بسبب ارتفاعِها الكبير عن مُستوى سَطح البحر، وقد تَصِلُ سرعةُ الرياحِ إلى نحو 100 ميلٍ في الساعة، أي ما يعادل 160كم في الساعة، أمّا المناخ على قمّة إفرست فهو شديد البرودة؛ حيثُ إنَّ مُتوسَّطَ درجات الحرارة خلال النهار وفي موسم الصيف، أي شهر تموز/يوليو، تَصِلُ إلى -19 درجة مئويّة، أي ما يُعادل درجتي فهرنهايت تحت الصفر، أمّا في شهر تشرين الثاني/يناير، والذي يُعتبَرُ الشهرَ الأكثرَ برودةً في السنة على قمّة إفرست، فإنّ مُتوسَّط درجات الحرارة يَصِلُ إلى -36 درجة مئويّة، أي ما يعادل -33 درجة فهرنهايت.
كما يمكنُ أن تنخفضَ درجاتُ الحرارةِ إلى ما يقارب -60 درجة مئويّة، أي ما يعادل -76 درجة فهرنهايت في موسم البَرد، والجديرُ بالذِّكْرِ أنَّه قد تحدُثُ العواصفُ المُفاجِئة، وقد يحصلُ انخفاضٌ مُفاجِئٌ وغيرُ مُتوقَّعٍ على درجات الحرارة هناك؛ وبسبب هذه الظروف الجويّة وما يَنجُمُ عنها من أخطار، يمكنُ القول إنّ مُتسلِّقي قمّةِ إفرست قد يتعرَّضون لخَطرِ الصقيع بدرجاتٍ كبيرة، وتُغطِّي جبل إفرست عدّةُ أنهارٍ جليديّةٍ، تمتدُّ من المُنحدَرات حتى تَصِلَ إلى القاعدة، ومنها نهر كانجشونج الجليديّ (بالإنجليزيّة: Kangshung) في الجزء الشرقيّ، وجليديّات شَرق، ووَسط، وغَرب رونغبوك (بالإنجليزيّة: Rongbuk) في الجزء الشماليّ والشمال الغربيّ، وغيرها من الأنهار الجليديّة التي يُعزَى إليها السببُ في تآكُلِ قمّة إفرست، وغيرها من قِمَمِ سلسلة جبال الهيمالايا .
تسلُّقُ قمّة إفرست
يمكنُ تسلُّقُ قمّةِ إفرست إمّا من جانب التبت ، أي الجهة الشماليّة، أو من جانب النيبال، وهي الجهة الجنوبيّة الشرقيّة، ويُعتبَرُ تسلُّقُ القمّة من جانب النيبال أسهل، كما أنّه في حال التسلُّق من جانب التبت يَصعُبُ الإنقاذُ أيضاً؛ وذلك لأنّه لا يُسمَحُ للطائرات المروحيّة أن تَمُرَّ من الجانب التبتيّ، والجديرُ بالذِّكْرِ أنَّ أغلب حالاة الوفاة تحدُثُ أثناء النزول عن قمّةِ إفرست، وليس أثناءَ التسلُّقِ؛ وذلك تِبعاً لوقت مُغادَرةِ المُتسلِّقين للقمّة، حيث إنّه يجبُ على المُتسلِّق أن يغادرَ القمّة بمُجرَّدِ وصولِه تجنُّباً لنفادِ الأكسجين، فهناك من يَصِلُ ويَقِفُ ليتأمَّلَ المنظرَ، إلّا أنّه يُفاجَأُ بنَقْصِ الأكسجين لديه؛ ممّا يُؤدِّي إلى وفاتِه، أو تشكيل خَطَرٍ على حياتِه.
ومن أشهر التسجيلات الحديثة لتسلُّقِ جبل إفرست:
- نجاحُ آبا شيربا الذي يعيشُ الآن في ولاية يوتا، في تسلُّقِ جبل إفرست، والوصول إلى القمّة 21 مرّة عام 2011م.
- نجاحُ شيربا بوربا تاشي في تعادُله مع آبا شيربا، للوصول إلى قمّة إفرست 21 مرة عام 2013م، وقد سُجِّلَ ذلك بفيلم وثائقيٍّ عام 2015م.
- نجاحُ المُتسلِّق الأمريكيّ ديف هان في تسلُّقِ إفرست 15 مرة عام 2013م.
- نجاحُ الطفل جوردان روميرو بتسلُّقِ قمّة إفرست عندما كان يبلغُ من العُمر 13 عاماً، برِفقةِ والده ووالدته، وذلك في عام 2010م، وقد أرادَ روميرو أن يكونَ أصغرَ شابٍّ يتسلَّقُ القِمَمَ السبعة.
- نجاحُ المُتسلِّقة الأمريكيّة ميليسا في تسلُّقِ قمّة إفرست 5 مرّات عام 2013م.