أين تقع فيينا
موقع فيينا
توجد مدينة فيينا في الجمهورية النمساوية ، وتحديداً في الركن الشماليّ الشرقيّ من أرض البلاد، في المنطقة الواقعة على امتداد جبال الألب ، أو ما يُعرَف باسم حوض فيينا. يمرّ في أرض المدينة نهر الدانوب (بالإنجليزية: Danube) الذي يعبر الجزء الشماليّ الغربيّ منها، وقناة الدانوب التي تمرّ عبر المناطق الجنوبية الشرقية، ومن الناحية الفلكية، فتقع على دوائر العرض 48.21، وخط طول 16.37، وبذلك تحظى المدينة بموقع استراتيجيّ متميّز؛ فهي تضمّ المناطق الحدودية المشتركة مع الدول المجاورة لها، وهي: سلوفاكيا، وجمهورية التشيك ، والمجر، ويبلغ متوسط ارتفاع أرضها ما بين 151م-524م عن مستوى سطح البحر، وتحتلّ بحدودها مساحةً جغرافيةً تبلغ نحو 414.95 كم²، وتُمثّل المسطحات والأراضي الخضراء ما نسبته 54% من إجماليّ مساحة المدينة.
أهمية موقع فيينا
حَظيَت مدينة فيينا النمساويّة بأهميةٍ كبيرةٍ عبر تاريخها الطّويل؛ وذلك بحُكم موقعها الاستراتيجيّ المتميّز؛ فقد مثّلت بوابةً نحو المناطق الوُسطى والشرقية من القارة الأوروبية ، وكان لذلك أثراً بارزاً في جعلها مركزاً هاماً ورئيسياً لممارسة مختلف الأعمال، والأنشطة التجاريّة في الأراضي الشرقيّة والجنوبيّة الشرقيّة من قارة أوروبا، حيث جذبت هذه المدينة المستثمرين ورجال الأعمال، وأصبحت مقراً لعددٍ كبيرٍ من الشّركات الأجنبيّة الرائدة التي فضّلت الاستثمار في مدينة فيينا من بين مدن أوروبا الشرقيّة ، ومنها الشركات المتخصّصة في قطاع البحث والتطوير، والتي اتّخذت منها مقرّاً لأعمالها في أوروبا الوسطى والشرقية، بالإضافة إلى ذلك، ساهم الموقع الاستراتيجيّ لفيينا في تسهيل التنقل الجويّ، والبريّ، والبحريّ إلى الدول والمدن الأخرى الواقعة في الجزء الشرقيّ من القارة الأوروبية؛ فهي تبعد ما يُقارب الثلاث ساعات عن مدينة بودابست الواقعة في جمهورية المجر، ونحو خمس ساعات عن مدينة براغ الواقعة في جمهورية التشيك، ليس ذلك فحسب؛ فقد كان لموقعها دورٌ بارزٌ في تقديم سُبل الراحة والرفاهية لمواطنيها وأفراد مجتمعها، وقد أصبحت المدينة (بحكم موقعها) مركزاً هاماً ونقطةً محوريةً، وبوابةً لعبور الثّقافة الموسيقية بين دول الغرب ودول الشرق.
التقسيمات الإدارية في فيينا
تنقسم فيينا من النّاحية الإداريّة إلى ثلاثٍ وعشرين مقاطعةً تُدعى (Bezirke)، ولا تضم المدينة هيئاتٍ إداريةٍ، وإنما تُمثّل أقساماً فرعية لإدارة المدينة الرئيسية، على عكس باقي الولايات النمساويّة التي تحظى بصلاحياتٍ واضحةٍ، ويحظى ممثلو المقاطعات -ممّن تم انتخابهم في الانتخابات التي تجري على مستوى المقاطعة- ببعض الصّلاحيات المحدودة في شؤون السلطة السياسية، مثل التدخّل في تنظيم حركة المرور، ومجالات التخطيط والبناء.
ولمدينة فيينا وتقسيماتها الإداريّة العديد من الصّناعات الهامّة، والتي تتركّز بشكلٍ رئيسيّ على المناطق الجنوبيّة من المدينة، والمناطق الواقعة على الضّفة اليُسرى لنهر الدانوب، ولعلّ أهمّ الصّناعات في فيينا: صناعة الأجهزة الكهربائية، والأدوات الآلية، والورق، والملابس، بالإضافة إلى وجود معامل التقطير، ومصانع تصفية النفط، وبعض المعارض الصناعية التي تجذب بدورها الزبائن والمشترين من مختلف دول وبلدان العالم.
المناخ في فيينا
تتمتّع مدينة فيينا النمساويّة -بحُكم موقعها الجغرافي المتميّز- بمناخٍ معتدلٍ ومناسبٍ لنمو النباتات، ما يتيح بقاء المساحات الخضراء خلال مُعظم أشهر وفصول السنة؛ كما أنّ للتضاريس، ومستوى ارتفاعها عن مستوى سطح البحر أثرٌ بارزٌ في تحديد المناخ العام، ومن الجدير ذكره أنّ المناخ السائد في المدينة هو المناخ الرطب القاريّ، حيث تسود الأجواء الدافئة والمعتدلة خلال أيام فصل الصيف، بمعدل حرارة يبلغ 26.7 درجة مئوية، بينما تسود الأجواء الباردة خلال أيام فصل الشتاء، مع حدوث فرص لتساقط الثلوج، حيث يبلغ متوسط تساقط الثلوج سنوياً 685.8ملم، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة في مدينة فيينا عند 39.5 دَرجة مئوية، أمّا أقل درجة حرارة تم تسجيلها فهي -22.6 درجة مئوية.
الموارد الطبيعية في فيينا
تضمّ فيينا العديد من الموارد الطبيعية، وهي كالآتي:
- سهول الدانوب: تؤثّر سهول الدانوب في اقتصاد فيينا؛ حيث تتوافر الكثير من الموارد الداعمة للاقتصاد، إذ يوجد فيها حوالي 100 نوع من السمك، وحوالي 5000 نوع من الحيوانات التي تعيش على طول نهر الدانوب، والذي بدوره يُساهم في توفير مياه الشرب لحوالي 20 مليون شخص، ولدلتها النهر أهمية بارزة؛ فهي موقع تراثيّ عالميّ، وبيئة مناسبة لنحو 320 نوعاً من الطيور، مثل البجع الأبيض.
- المياه: تتميّز مدينة فيينا بوفرة المسطحات المائية؛ فهي تحتلّ ما نسبته 5% من إجمالي مساحة المدينة، وهي النسبة الأعلى من بين كافة المقاطعات الفيدرالية النمساوية.
نبذة عن فيينا
تمثّل مدينة فيينا الأوروبية عاصمة النمسا الوطنيّة، وإحدى مقاطعاتها التّسعة، والمقرّ الرئيسيّ لأهمّ مؤسسات الدولة، مثل: البرلمان، ومكتب المستشارية، والوزارات، ومكتب رئيس الجمهورية الاتِحادية النَمساوية، إضافةً إلى أنّها المدينة الأكبر في البلاد من حيث عدد السكان، حيث يقطنها ما يزيد عن المليون نسمة، كما تعدّ فيينا المركز الثقافيّ، والاقتصاديّ والسياسيّ للبلاد، وتتميّز بظروفها المعيشية العالية، وتقديمها أفضل سُبل الحياة للسكان والزوار القادمين والراغبين بالعيش فيها، وبالرجوع في التاريخ إلى الوراء، فيشار إلى أنّها ظهرت في البداية كمستوطناتٍ تابعةٍ للإمبراطورية الرومانية، وتطوّرت مع مرور الوقت حتى أصبحت مدينةً وعاصمةً للإمبراطورية النمساويّة المجريّة، كما كان لها دور بارز في خلق الموسيقا الأوروبية؛ ما جعلها تمثّل مركزاً مهماً للموسيقا منذ عصر فيينا الكلاسيكيّ حتى بداية القرن العشرين الميلاديّ.