أول من اكتشف كروية الأرض
أول من اكتشف كروية الأرض
يُشير التاريخ إلى أنّ الإغريق القدماء هم أول من اعتقدوا بكروية الأرض، ويُعتقد أنّ العالم فيثاغورس هو أوّل من اقترح أنّ الأرض كروية وذلك عام 500 ق.م، فقد نظر فيثاغورس إلى السماء وقام برصد شكل الخط الفاصل بين الجزء المضيء والجزء المظلم من القمر والذي يظهر خلال حركة القمر المدارية وأشار إلى أنّ شكل هذا الخط الفاصل يدل على أنّ القمر كروي ممّا يعني أنّ الأرض يجب أن تكون كرويةً أيضاً.
نبذة عن فيثاغورس
ولد فيثاغورس في فترة ما بين 585-569 ق.م في جزيرة تُدعى ساموس وهي أحد جزر إيجة، وعاش فيها حتّى بلوغه سنّ ا18 عام، ومن ثمّ تنقّل بين فينيقيا ومصر لأغراض الدراسة ومن المحتمل أنّه قد عاش فترةً زمنيةً في بابل أيضاً، ويُعتبر فيثاغورس أحد أشهر الفلاسفة القدماء بالإضافة إلى كونه عالماً في الرياضيات.
أسّس فيثاغورس جماعةً أطلق عليها اسم أخوة فيثاغورس؛ ساهمت مبادؤها وأفكارها في تطوير الرياضيات والفلسفة الغربية، وقدّ تأثّر بمبادئها بعض الفلاسفة كأرسطو وأفلاطون، كما أنّه أّس مدرسةً في مدينة كروتوني، اهتمّت بأربعة تخصصّات على وجه التحديد وهي؛ علم الحساب ويتمثل بنظرية الأعداد، والموسيقا، والهندسة، وعلم الفلك.
كيفية استدلال القدماء على كروية الأرض
يوجد سببان رئيسيّان دفعا الإغريق للاعتقاد بكرويّة الأرض ، وهما كالآتي:
- خسوف القمر: في الفترة الزمنية ما بين 500-430 ق.م وضَّح أناكساغوراس السبب الحقيقيّ لخسوف القمر وكسوف الشمس واعتُمد حينها كدليل على كروية الأرض، حيث إنّ ظلّ الأرض الظاهر على القمر أثناء خسوفه كان دائريّ الشكل دائماً، وبما أنّ الجسم الوحيد الذي يُعطي ظلاً دائريّ الشكل في كلّ وقت ومن أيّ اتجاه وبغضّ النظر عن كيفية تسليط الضوء عليه هو الكرة، فاعتبروا ذلك دليلاً على أنّ الأرض كروية.
- أنماط النجوم: في عام 350 ق.م أعلن الفيلسوف أرسطو أنّ الأرض كروية، وكان ذلك بعد دراسته للمجموعات النجمية في السماء، حيث تُعتبر أنماط النجوم الظاهرة في السماء والتي تتغير بتغيّر موقع الناظر إليها دليلاً على كروية الأرض، فعلى سبيل المثال يكون النجم الشمالي فوق رأس الناظر تماماً إذا كان الناظر موجوداً على القطب الشمالي من الكرة الأرضية، ويظهر النجم بالنسبة للناظر من خط الاستواء على الأُفق الشمالي، ويختفي النجم تماماً عند نصف الكرة الجنوبيّ فمثلاً هو لا يظهر في سماء أستراليا، ويُعدّ هذا دليلاً قوياً على أنّ الأرض كروية، فإن كانت الأرض مسطّحة فإنّ النجم الشماليّ سيكون ظاهراً في السماء لجميع الناظرين بغضّ النظر عن موقعهم أو بُعدهم عن القطب الشماليّ.
كيف قاس القدماء محيط الأرض؟
كان محيط الأرض معروفاً بدقة 1% فقط حتّى عام 200 ق.م، إلى أن حاول إراتوستينس قياس حجم الكرة الأرضية واعتمد في حسابها على فكرة أرسطو بأنّ الكرة الأرضية كرويّة، وهذا يعني أنّ النجوم البعيدة في السماء ستظهر في أماكن مختلفة مع اختلاف مواقع مراقبينها على خطوط العرض.
اختار إراتوستينس أوّل يوم في الصيف حيث تمرّ الشمس مباشرةً من فوق مدينة أسوان المصرية، وفي منتصف هذا اليوم قاس الإزاحة الزواية للشمس من مدينة الإسكندرية التي تبعد 5000 ستاديا عن مدينة أسوان، فوجد أنّ الإزاحة الزاوية مقدارها 7.2 درجة، وبما أنّ الدائرة 360 درجة، فإنّ 7.2 تُمثّل 1/50 من محيط الدائرة، وهذه النسبة هي نفسها نسبة المسافة الفاصلة بين أسوان والإسكندرية إلى محيط الكرة الأرضية ، وهذا يعني أنّه يُمكن تقدير محيط الأرض بضرب المسافة بين المدينتين وهي 5000 ستاديا في 50 لينتج أنّ محيط الكرة الأرضية يُعادل 250,000 ستاديا.
تُعتبر وحدة ستاديا وحدة قياس قديمة وإذا ما تمّ تحويلها إلى وحدة الكيلومتر فإنّها تُساوي تقريباً 0.15 كم، أيّ أنّ إراتوستينس قدّر محيط الكرة الأرضية بـ 40,000 كم تقريباً، ومن ثمّ كان قادراًَ على حساب نصف قطر الكرة الأرضية بالاعتماد على قانون المحيط الذي يساوي المحيط = 2π * نصف القطر وعليه فإنّ نصف قطر الكرة الأرضية يُساوي 6366 كم، وهذه النتائج التي توصّل إليها إراتوستينس قريبة جداً ومقبولة بالنسبة للقيم الحديثة، حيث إنّ محيط الكرة الارضيّة 40,070 كم ونصف قطرها 6378 كم.
فيديو كوكب الأرض
هل فكرت يوماً بالفرضية التي تقول أن الأرض مسطحة؟ ماذا لو كانت كذلك بالفعل؟: