أهمية وجبة الفطور
أهمية وفوائد وجبة الفطور
تُعدُّ وجبة الفطور الأهم خلال اليوم، وذلك لأنَّها تكسر فترة الصيام خلال الليل إلى صباح اليوم التالي، ولكن في حال الاستيقاظ دون الشعور بالجوع، فقد يُفضّل تأخير تناول وجبة الفطور، ولكن مع الحرص على تناولها في الساعات الأولى بعد الاستيقاظ، وبشكلٍ عام يُنصح بالانتباه إلى إشارات الجوع في الصباح لمعرفة مدى أهميّة الإفطار بالنسبة للشخص، إذ تختلف أهميّتها ومدى تفضيلها من شخصٍ لآخر، وفي ما يأتي بعض النقاط التي تبيّن أهمية وفوائد تناول وجبة الفطور:
- منح الجسم الوقود والعناصر الأساسية اللازمة لبدء اليوم: يجب أن تحتوي وجبة الفطور بشكلٍ أساسي على الكربوهيدرات والبروتينات، إذ تزوّد الكربوهيدراتُ الجسمَ بالطاقة اللازمة صباحاً، كما أنّها تزوّد الدماغ بالوقود الذي يحتاجه خلال اليوم، أمَّا البروتين فيمنح الجسم القوة اللازمة للقيام بالوظائف المختلفة، ويساعد على الشعور بالشبع حتى الوجبة التالية.
- ومن الجدير بالذكر أنَّ تزويد الجسم بالطاقة لإيقاظ الذهن والجسم لا يأتي فقط من تناول وجبة الإفطار فقط، وإنّما من خلال تناول الأنواع المناسبة من الأطعمة على الفطور، إذ يمكن تزويد الجسم بالفيتامينات والعناصر الغذائية اللازمة من خلال هذه الوجبة الصغيرة، ويمكن أن يساعد تناول الفطور على إحداث فرق كبير في استهلاك الكمية اللّازمة من الفيتامينات والعناصر الغذائية خلال اليوم، وغالباً ما يحصل الأشخاص الذين يتناولون الفطور على الفيتامينات والمعادن بالكميات اليومية الموصى بتناولها، مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولون وجبة الفطور.
- التحكم بمستويات السكر في الدم: يساعد تناول وجبة الفطور على استقرار مستويات سكر الدم طوال اليوم، سواء كان الشخص مصاباً بالسكري أم لا، كما يمكن أن يساعد الأشخاص غير المصابين بارتفاع سكر الدم على تقليل خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance)، الذي يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالسكري، بالإضافة إلى تقليل خطر حدوث الارتفاعات والانخفاضات الكبيرة في سكر الدم، والتي تؤثّر في المزاج، وتزيد الشعور بالعصبية والغضب، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب تخطّي وجبة الفطور بالنسبة لمرضى السكري، إذ يمكن لذلك أن يزيد من خطر الإصابة بنقص السكر في الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia)، كما يمكن أن يُسبب تخطّي وجبة الفطور الشعور بالتعب، والقلق، وسرعة الانفعال، والرعشة، وغيرها من الأعراض الأكثر خطورة، مثل: عدم انتظام ضربات القلب، والنوبات التشنجية.
- وأشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Nutrition عام 2020، إلى أنَّ تخطي وجبة الفطور يرتبط بضعف تحكّم الجسم بمستويات السكر في الدم، بما في ذلك تقلّبات مستويات سكر الدم التي تحدث عند مرضى السكري من النوع الثاني، كما أشار تحليلٌ شموليٌّ يضمّ 6 دراسات، نُشر في مجلة The Journal of Nutrition عام 2019، شارك فيها 96175 شخصاً، إلى أنَّ تخطي وجبة الفطور يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني،
- لقراءة المزيد عن فطور مريض السكري يمكنك الرجوع لمقال ما هو فطور مريض السكر .
- التقليل من خطر الإصابة بالسمنة: يُعدُّ الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار بانتظام أقلّ عرضة لزيادة الوزن والسمنة، ومن المعتقد أنَّ وجبة الفطور يمكن أن تساعد على التحكم في الوزن لعدّة أسباب، إذ إنَّها تساعد على تقليل التقلّبات الكبيرة في مستويات سكر الدم، ممّا يساعد على التحكّم في الشهيّة، كما أنَّ تناول وجبة الفطور يساعد على الشعور بالامتلاء فترةً أطول، ممّا يقلل احتمالية تناول الطعام، وخصوصاً الأطعمة الغنيّة بالسعرات الحرارية، والدهون، والملح، والسكريات المضافة.
- وأشار تحليلٌ شموليٌّ ضمّ 45 دراسة، نُشر في مجلّة Obesity Research & Clinical Practice عام 2020، إلى أنَّ تخطّي وجبة الفطور يرتبط بزيادة خطر الإصابة بزيادة الوزن والسمنة ، وقد أظهرت المراجعة عدم وجود فرق كبير في هذه النتيجة بين الأعمار، والمناطق الجغرافية، والظروف الاقتصادية المختلفة.
- التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب: أشارت مراجعة منهجية وتحليل شمولي يضمّان 4 دراسات، نُشرا في مجلّة Proceedings of the Nutrition Society عام 2020، إلى أنَّ تخطّي وجبة الفطور يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكنّ ذلك غير مؤكد، وما زالت هناك حاجةٌ إلى المزيد من الدراسات لتأكيد ذلك، كما يجب أن تركز الدراسات على نوع الأطعمة المستهلكة في وجبة الفطور، وتأثير مؤشر كتلة الجسم لتوضيح هذه الفائدة بشكل دقيق.
- التحسين من وظائف الدماغ: يحتاج الدماغ إلى الطاقة لأداء وظائفه، ويمكن أن يساعد الفطور على زيادة مستوى الانتباه، والتركيز، والشعور بالسعادة، وفي حال عدم تناول وجبة الفطور يمكن أن يشعر الشخص بالكسل، والخمول، وصعوبة التركيز، وذلك لأنَّ الدماغ لم يحصل على الجلوكوز لأداء وظائفه المختلفة، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أنَّ عدم تناول وجبة الإفطار يؤثر في الأداء العقلي، بما في ذلك الانتباه، والقدرة على التركيز، والذاكرة، الأمر الذي يمكن أن يزيد صعوبة القيام ببعض المهام اليومية العادية، ويجدر الذكر أنَّ الأطفال والمراهقين الذين يتناولون الإفطار بانتظام يرتفع أداؤهم الأكاديمي، ومستويات تواصلهم مع المعلمين والبالغين، ممّا يؤدي إلى تحسين نتائجهم الصحيّة والأكاديمية مقارنة بالأطفال والمراهقين الذين لا يتناولون وجبة الفطور.
لقراءة المزيد عن أهمية وجبة الإفطار للأطفال يمكنك الاطّلاع على مقال أهمية وجبة الإفطار للأطفال
نصائح للحصول على وجبة الفطور الصحية
يمكن لتناول وجبة الفطور أن يكون له تأثيرات إيجابية في صحّة الجسم، ولكنَّ ذلك لا يعني التخلّي عن مبادئ الغذاء الصحيّ ، وتناول أيَّ نوع من الطعام خلال وجبة الفطور، ففي حال تناول وجبة فطور كبيرة من النقانق، والبيض المقلي، والبطاطس المقلية، فمن المحتمل الشعور بالشبع لعدّة ساعات، ولكنَّ هذه الوجبة ستزوّد الجسم بكمية كبيرة من الدهون المشبعة، والصوديوم، كما أنَّ وجبة الفطور المتكوّنة من الكعك المحلّى تحتوي على كميّة كبيرة من السكّر المضاف، لذا فإنَّها لا تعدُّ خياراً صحياً لوجبة الفطور، وفيما يأتي بعض النصائح للتأكد من الحصول على الفطور الصحي:
- الاستيقاظ أبكر بقليل: يمكن الاستيقاظ قبل 15 دقيقة فقط من الموعد المعتاد لتحضير وتناول وجبة الفطور، وهو وقت كافٍ ومناسب لتناول وجبة فطور صحية.
- تحضير الفطور من الليلة السابقة: يمكن تحضير وجبة فطور بسيطة من الليلة السابقة، وذلك في حال عدم توفّر الوقت الكافي لإعداد الفطور صباحاً.
- قراءة المصلق الغذائي بعناية: يمكن اختيار الفواكه الطازجة كوجبة فطور في حال تناولها أثناء التنقّل، ويُنصح بقراءة الملصق الغذائي بعناية في حال اختيار الأطعمة الجاهزة للفطور، إذ يُنصح باختيار الأطعمة الجاهزة المحتوية على الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان، والفاكهة.
- الحصول على المجموعات الغذائية الرئيسية: يجب التأكّد من تضمين ما لا يقّل عن 2 إلى 3 من عناصر الإفطار الصحيّ الأساسية لتحقيق أقصى استفادة من خيارات الطعام الصحيّة، وهي الخيارات التي تزوّد الجسم بما يكفي من العناصر الغذائية، وتقلّل الشعور بالجوع خلال النهار، وفيما يأتي توضيح لهذه المجموعات:
- الحبوب الكاملة، مثل: الشوفان ، والحبوب المحتوية على نسبة منخفضة من السكر، ونسبة عالية من الألياف، مثل خبز القمح الكامل.
- البروتين منخفض الدهون، مثل: زبدة الفول السوداني، والبيض المسلوق، وغيرها من مصادر البروتين.
- منتجات الألبان قليلة الدسم، مثل: الحليب خالي الدسم أو قليل الدسم، وجبن القريش (بالإنجليزية: Cottage cheese)، والزبادي المحتوي على كمية قليلة من السكر.
- الفواكه والخضروات.
اختيار أطعمة الفطور
يُعدُّ الفطورُ الصحيُّ خطوةً ضروريّةً لبدء اليوم، ومع ذلك يبدأ الكثير من الأشخاص بالروتين الصباحي دون تحضير وتناول وجبة الفطور، ويُنصح باختيار الأطعمة ذات الكثافة الغذائية (بالإنجليزية: Nutrient density) العالية، للحصول على أقصى استفادة من وجبة الإفطار، إذ توفّر هذه الأطعمة قيمة غذائية كبيرة لكلّ سعرة حرارية، الأمر الذي قد يساعد الشخص على الشعور بالشبع لفترة أطول.
لمعرفة الأطعمة التي يمكن إضافتها للفطور الصحي يمكنك قراءة مقال ما هو فطور الصباح الصحي .