أهمية معرفة صفات الله تعالى
يُقصد بصفات الله -تعالى- هي جميع صفات الكمال التي اتصف بها الله -تعالى-، والتي ليس لها عدد ولا حصر ولكن أمرنا -سبحانه- بالإيمان بها جميعها على وجه الإجمال، والإيمان على وجه التخصيص والتفصيل بالصفات التي ثبتت بالأدلة العقلية والنقلية وهي ثلاث عشرة صفة وهي: الوجود، والقِدم، والبقاء، والوحدانية، والقيام بنفسه، ومخالفة المخلوقات، والعلم، والإرادة، والقدرة، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام، وممّا تجدر الإشارة إليه أمرين:
- أوّلهما: وجوب الإيمان بأضداد صفات الله -تعالى- التي أشير إليها مسبقاً، حيث يجب الإيمان أنّ الله -تعالى- ليس عدماً، ولا فانياً، ولا متعدداً، ولا مخلوقاً، ولا جاهلاً بشيءٍ، ولا عاجزاً أو محدود القدرة، ولا أصماً، ولا أعمى، ولا أبكماً.
- ثانيهما: قسّم العلماء صفات الله -تعالى- من باب العلم بها وتعليمها إلى ثلاثة أقسام:
- الصفة النفسية: وهي صفة الوجود وقد سمّيت بذلك لأنّها تعبّر عن الله -تعالى- في نفسه أنّه موجودٌ.
- الصفات السلبية: وهي خمس صفات وقد سمّيت بذلك لأنّها تنفي عن الله -تعالى- النقائص وهي: القِدم وتنفي عن الله العدم، والبقاء وتنفي عن الله الفناء، والقيام بنفسه وتنفي عن الله حاجته لشيء، ومخالفة الحوادث والمخلوقات وتنفي عن الله مماثلته لشيء، والوحدانية وتنفي عن الله التعدد والشريك.
- صفات المعاني: وهي سبع صفات وقد سمّيت بذلك لأنّها صفات أزليةٌ في ذات الله -تعالى- ولا تشبه صفات المخلوقات وهي: الحياة، والعلم، القدرة، الكلام، السمع، والبصر، الإرادة.
أهمية معرفة صفات الله تعالى
من ثمرات معرفة صفات الله -تعالى- ما يأتي:
معرفة أشرف العلوم وأجلّها
يعدّ العلم بأسماء الله -تعالى- وصفاته أشرف العلوم التي يمكن للمسلم تحصيلها، وذلك لأنّ شرف العلم يأتي من شرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله -تعالى-، لذا فإنّ الصحابة لم تختلف في هذا العلم كاختلافهم في علوم الأحكام؛ وذلك لحرص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- توضيح هذا العلم وبيانه أشد البيان.
محبة الله تعالى والخشية منه
لا شكّ أنّ معرفة العبد لأسماء الله -تعالى- وصفاته والتفقّه في معانيها سببٌ في التعرّف أكثر على الله -تعالى- والقرب منه، ومن شأن هذه المعرفة أن تدفع العبد إلى حب الله تعالى ، والخشية والخوف منه، والرجاء به.
تحقق الإيمان بالله تعالى
حيث أنّ الإيمان بالله -تعالى- يقوم على أربعة أركان تسمى أركان الإيمان ، وهي: الإيمان بوجوده -تعالى-، والإيمان بربوبيته، والإيمان بوحدانيته، والإيمان بأسمائه وصفاته، لذا فإن الإيمان بالله -تعالى- لا يتحقق إلّا بيقين العبد بهذه الأركان الأربعة.
تحقق الإيمان بالقرآن الكريم
تعد معرفة العبد بأسماء الله -تعالى - وصفاته سبباً في تحقّق الإيمان بالقرآن الكريم، وذلك لأنّ جلّ القرآن الكريم يتحدّث عن الله -تعالى-، فيُخبر عن ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله، أو يخبر عمّا منحه الله -تعالى- لأنبيائه ورسله والمؤمنين، أو ما فعله الله -تعالى- بأعدائه أعداء الدين وفي هذا كله بيانٌ لأفعاله -تعالى- وصفاته، لذا قال ابن تيمية -رحمه الله-: " والقُرآن فيه مِن ذِكْر أسماء الله وصفاته وأفعاله أكثرُ ممَّا فيه مِن ذكْر الأكْل والشُّرب والنكاح في الجنَّة، والآيات المتضمِّنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدرًا مِن آيات المَعاد، فأعظمُ آيةٍ في القرآن آيةُ الكرسي المتضمِّنة لذلك، وأفضلُ سورةٍ سورةُ أم القرآن، وفيها مِن ذكْر أسماء الله وصفاته أعظم ممَّا فيها مِن ذكْر المَعاد".