أهمية النظام في الإسلام
تعريف النظام
النظام لُغةً؛ من نظم وهو الترتيب والتنسيق، أما تعريف النظام اصطلاحًا، فهو: "أن يرتّب الفرد أو الجماعة الأمور ترتيبًا يجعلها متناسقة مؤتلفة لا تناقض فيها ولا تنافر؛ بحيث يتقدّم ما حقّه التّقديم ويتأخّر ما ينبغي فيه التّأخير، ولا يكون ذلك إلّا باتّباع منهج الشّرع الحنيف، وما أقرّته الجماعة بما لا يتعارض مع هذا المنهج".
مظاهر النظام في الإسلام
تجلّت مظاهر كثيرةٌ في الإسلام دالَّةٌ على اهتمامه بالنظام، وحثّ المسلمين على التزامه منهجًا وسلوكًا في حياتهم، ومن مظاهر النظام في الإسلام: أنّ الله تعالى خلق الكون كلّه بإتقانٍ وفق نظامٍ دقيقٍ تسير عليه كلّ مخلوقاته التي أودعها فيه، فتعاقب الليل والنهار بانتظام، وحركة الكواكب بانتظام والمسافة بينها منتظمة، ومن مظاهر النظام في الإسلام: العبادات وأداؤها؛ فقد نظّم كيفيّة أدائها وأوقاتها، فبيّن عدد الصلوات وركعاتها ووقت كلّ واحدةٍ منها، وبيّن كذلك مقادير الزكاة وشروط أدائها وغيرها من العبادات.
أهمية النظام في الإسلام
من نعم الله -تعالى- على عباده أن جعل الدين الإسلامي ديناً مُنظَّمًا، بعيداً كُلّ البعد عن الفوضى؛ فجعل لكلّ شيءٍ نظامًا يُسيّره، وفي ذلك كلّه حثٌّ للمسلم على أن يكون منظَّمًا ومرتَّبًا في كلّ أمور حياته، ومن الأمور الدّالة على أهميّة النظام وفوائده وآثاره، ما يأتي:
- إنّ التزام النظام يمكّن من القيام بأعمالٍ كثيرةٍ في وقتٍ قصيرٍ مختصرٍ.
- إنّ التزام النظام يمكّن من القيام بالأعباء بصورةٍ متناسبةٍ مع قدرة الإنسان وطاقته ووسعه.
- إنّ التزام النظام في الأعمال التي يقوم بها الإنسان جالبٌ للبركة ومبعدٌ للشيطان.
- إنّ التزام النظام فيه حفظٌ لأمر الأمّة المسلمة ووقايةٌ لها من الاختلاف والفرقة.
- النظام سبيلٌ لحفظ المودّة والألفة بين الناس؛ لأنّ أمورهم تكون مرتّبةً واضحةً، ممّا يبعد ويقلّل أسباب الخلاف.
- النظام سبيلٌ لحفظ كيان الأسرة وتوثيق أواصرها، وتدعيم العلاقات الاجتماعيّة.
أحاديث نبويَّةٌ عن النظام
وردت عدَّة أحاديث نبويَّةٍ تشير إلى النظام، وتحثّ عليه في مواطن عديدةٍ، منها ما يأتي:
- ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال عند قيام المسلمين للصلاة جماعةً: "سَوُّوا صُفُوفَكُمْ؛ فإنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِن تَمامِ الصَّلاةِ"؛ وهذا يشير إلى الحثّ على النظام المتمثّل بتسوية وترتيب الصفوف في الصلاة.
- ما رُوي عن أبي هريرة وأبي سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "إذا خرج ثلاثةٌ في سفرٍ فلْيُؤمِّروا أحدُهم"؛ وفي ذلك إشارةٌ إلى أنّ اجتماع الناس وإن كان صغيرًا مؤلَّفًا من ثلاثةٍ؛ فإنّه لا بُد من تأمير أحدٍ منهم أثناء سفرهم؛ لتنظيم أمورهم، وحسم قراراتهم.