أهمية الذكاء الاجتماعي
أهمية الذكاء الاجتماعي
يمكن للأفراد الذين يتمتعون بذكاء اجتماعي أن يشعروا بما يشعر به الآخرون، ويعرفون بشكل حدسي ما سيقولونه في المواقف الاجتماعية، ويبدون واثقين من أنفسهم، حتى في الحشود الكبيرة، قد يتم اعتقاد أن هؤلاء الناس يمتلكون مهارات التعامل مع الناس ، لكن ما يمتلكونه حقًا هو الذكاء الاجتماعي، إذ يُعرف الذكاء الاجتماعي بأنه القدرة على قراءة الإشارات الاجتماعية والتفاعل معها بشكل صحيح، ومراقبة وفهم وإدارة عواطف الفرد، والتوافق مع مجموعة متنوعة من السياقات الاجتماعية، يمكن القول إنه مرتبط ارتباط وثيق بالذكاء العاطفي لكنه ليس نفس الشيء تمامًا.
ويأتي الذكاء العاطفي من الاستبطان ويغطي جوانب مثل الوعي العاطفي ودور العواطف في عملية حل المشكلات، فيتعلق الأمر بشكل أكبر بكيفية إدارة الأشخاص لأنفسهم قبل الاتصال بشخص آخر، عندما يتم البدء في التفاعل يجب أن تبدأ مهارات الذكاء الاجتماعي جنبًا إلى جنب مع الذكاء العاطفي الذي يغطي مهام عدة مثل؛ التعبير والحوار والاستماع والمصالحة والتعلم من خلال التواصل مع الآخرين.
فوائد تطوير الذكاء الاجتماعي
لتطوير الذكاء الاجتماعي أهمية كبيرة وفوائد عديدة لرفاهيتنا الاجتماعية والعاطفية وحتى الجسدية، ومن هذه الفوائد:
القدرة على التكيف مع السياقات الاجتماعية المتغيرة
يتغير عالم اليوم بسرعة كبيرة، ولهذا فإن معرفة الحقائق واكتساب المهارات أمر مهم، ولكن الأمر الأكثر أهمية للبقاء على قيد الحياة هو القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة والحفاظ على موقف إيجابي عند مواجهة التحديات، فكلما تمكن الشخص من تطوير ذكائه الاجتماعي، زادت مهارته في إدارة البيئات الاجتماعية المتغيرة والمعقدة، بالإضافة إلى العواطف.
الرفاه الشخصي
نظرًا لأن الذكاء الاجتماعي يتعلق كثيرًا بفهم التواصل على المستوى الفرعي، وفك تشفير الإشارات العاطفية، وفهم المشاعر الشخصية ومشاعر الآخرين، فإنه يمنح الفرد أدوات لتحقيق مستويات أعلى من الرفاهية الشخصية والعاطفية؛ فاكتشفت الأبحاث المنشورة في 2018 أن الأفراد الذين يمتلكون مستويات أعلى من المهارات المتعلقة بالذكاء الاجتماعي هم أكثر تفاؤلاً، ويختبرون تأثيرًا أكثر إيجابية وأكثر رضا عن حياتهم بشكل عام.
الرفاه العقلي والجسدي
أثبتت الأبحاث العلمية مرارًا وتكرارًا أن الأشخاص الذين لديهم روابط اجتماعية أقوى، والذين هم أكثر تفاؤلاً وإيجابية، يميلون إلى معاناة أقل من مشاكل الصحة العقلية، ويعانون من إجهاد أقل، وبالتالي يتمتعون بصحة بدنية أفضل.
النجاح الاقتصادي
أخيرًا، من أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا حول الذكاء الاجتماعي أنه لا علاقة له بالنجاح الاقتصادي، فيمكن أن تلعب القدرة على التكيف في مكان العمل، والتنظيم الذاتي العاطفي، وفهم المشاعر المعقدة للآخرين وبناء علاقات مثمرة، و العمل الجماعي جنبًا إلى جنب مع مجموعة متنوعة من المهارات والسمات المرتبطة مباشرة بالإنتاجية دورًا حاسمًا عندما يتعلق الأمر بالنجاح في العمل.
يميل عدد متزايد من أصحاب العمل إلى تقدير الذكاء الاجتماعي أكثر مما يقدرون درجة معدل الذكاء العادي، وفقًا لفيكي واليس، رئيس قسم الموارد البشرية في شركة سانتاندر، فإن الصفات التي لها علاقة بالذكاء الاجتماعي، مثل العمل الجماعي والتواصل والمهارات الاجتماعية هي أثمن الأصول التي يمكن لأي شخص جلبها إلى مكان العمل الجديد، وقد يكون هذا أكثر أهمية لبعض أصحاب العمل من اتخاذ القرار أو الكتابة أو حتى أخذ المبادرة.
القدرات التي ينميها الذكاء الاجتماعي
يدير الذكاء الاجتماعي القدرات المطلوبة للتواصل الفعال القائم على التعاطف ومعرفة الذات والاستماع وقراءة العواطف، وهذه القدرات هي:
- الطلاقة اللفظية وغير اللفظية: مهارات المحادثة هي الشكل الأساسي للذكاء الاجتماعي، فالتعبيرات اللفظية وغير اللفظية هي المنصات الأساسية لإرسال أي رسالة، ويشكل استخدام الكلمات الصحيحة والنبرة المثالية والنية الواضحة أساس الخطوة الأولى للتواصل الفعال.
- معرفة القواعد والأدوار الاجتماعية: عندما يتم التفاعل مع مجموعة ما فإن معرفة قواعدهم الاجتماعية وعاداتهم وخصوصياتهم هو مهارة أساسية للأشخاص الأذكياء اجتماعيًا، فيسهّل هذا الأمر التفاعل مع الأفراد الذين ينتمون إلى مجموعات اجتماعية مختلفة، مثل الأشخاص من مختلف الأعمار أو البلدان أو الأديان أو الهويات الثقافية.
- مهارات الاستماع: الاستماع الفعال له دور مهم في تنمية الذكاء الاجتماعي، فيساعد على التواصل مع الآخرين، ويمنع الصراع ويتيح التعلم من خلال الحوار، وهذا يساهم بشكل كبير في النمو الشخصي.
- فهم كيفية عمل عواطف الآخرين: إن فهم ما يثير مشاعر الناس سواء بشكل سلبي أو إيجابي هو عنصر أساسي في ممارسة التعاطف، فتتيح هذه الكفاءة التواصل الذي يأخذ في الاعتبار سمات وحساسيات الآخرين، مما يجعل الرسالة أصيلة وفعالة.
- لعب الأدوار الاجتماعية بكفاءة: تسمح هذه القدرة للناس بالتكيف مع البيئات الاجتماعية المختلفة، فوجود فكرة واضحة عما هو متوقع من الشخص في مجموعة متنوعة من الإعدادات المختلفة يقلل من التوتر في أي موقف ويتيح المزيد من التفاعلات البناءة.
- إدارة الصور الذاتية والانطباعات: هذه هي القدرة على تقديم الشخص لنفسه بطريقة تتيح التواصل مع الآخرين دون أن يبتعد كثيرًا عن شخصيته الطبيعية، والهدف من هذا هو الحفاظ على سلوك صادق يروق للآخرين، ويظهر التعاطف، ويعزز الفكرة عن الذات.