أهمية التنوع الثقافي
تعريف التنوع الثقافي
يُشير مصطلح التنوع الثقافي (بالإنجليزية: Cultural diversity) إلى وجود مجموعات من البشر من خلفيات مختلفة في مجتمع معين، حيث تختلف هذه المجموعات عن بعضها البعض في المعتقدات، أو اللغة، أو الدين، أو العرق، وغيرها الكثير، والتي تهدف إلى تقبُّل الأقليات المختلفة، والتعايش معها ومحاولة فهم أفكارها، ويُعد التنوع الثقافي عنصرُا أساسيًا في المجتمعات، لضمان عيش حياة سليمة، وخالية من الكراهية والعنصرية، وقادرة على النمو والتطور.
أهمية التنوع الثقافي بالنسبة للأفراد
وتتمثل أهمية التنوع الثقافي بالنسبة للأفراد بما يلي:
التطور المعرفي
يسمح المجتمع الذي يتكون من عدة ثقافات لأفراده بالتعلّم من بعضهم، وتعرف كل منهم على ثقافة الآخر، وبالتالي اكتساب معرفة جديدة، كما أن التعامل مع أشخاص مختلفين يساعد على توسيع المدارك وفهم الآخرين، دون إطلاق أي أحكام مسبقة عنهم، وتقبّل آراؤهم دون التحيز الشخصي، كما أن التنوع ينمي المهارات اللغوية، والتعبيرية، ويعطينا الفرصة في التفكير بأسلوب مختلف.
خلق فرص جديدة
تُنشئ الكثير من الشركات متعددة الجنسيات فروعًا، ومكاتبًا لها في أجزاء مختلفة من العالم، والتي لن تكون قادرة على النجاح بدون فكرة التنوع الثقافي، مما يزيد من فرص العمل المُتاحة.
تنوع العلاقات الاجتماعية
يُساعد التعرف على أشخاص من ثقافات مُختلفة ومحاولة فهم وجهات نظرهم وتقبلّها، في التعاطف معهم، والتوقف عن إصدار أحكام مُسبقة عنهم، كما أنه يُعزز مشاعر الثقة والاحترام والتسامح والتعايش معهم، وبالتالي يتمكن الأفراد من تكوين علاقات اجتماعية مبنية على الود والاحترام المُتبادل.
زيادة الثقة بالنفس
يتكون لدى الأفراد الذين لديهم علاقات مع أشخاص من بيئات وثقافات مختلفة تصور معرفي أعلى عن الثقافات المختلفة، ممّا يزيد قدرتهم في التعامل مع الأمور الجديدة وغير المألوفة بالنسبة لهم، وبالتالي نمو شعور الثقة بالنفس لديهم والرضا عن الذات.
أهمية التنوع الثقافي بالنسبة للأعمال
يُشير التنوع الثقافي في بيئة العمل على سعي الشركات إلى توظيف أشخاص مؤهلين من بيئات وخلفيات متنوعة، بغض النظر عن العرق أو اللغة أو الدين، والتي قد تعود عليها وعلى موظفيها أيضًا بالعديد من الفوائد، كالآتي:
- زيادة الإنتاجية: يُساعد التنوع الثقافي في بيئة العمل على تحسين إنتاجية الموظفين ، إذ إن لكل فرد أفكار ومعارف مختلفة، ووجود تنوع في خلفية الموظفين يجعلهم يتعلمون من خبرات وتجارب بعضهم البعض، وتكوين أفكار جديدة بوجهات نظر مختلفة، وبالتالي توظيف هذه الأفكار في العمل، مما يعود بالفائدة على الشركة.
- زيادة الإبداع: الاختلاف بين ثقافات الموظفين يُساعد الشركة في الحصول على أفكار أكثر إبداعية نتيجة لاختلاف أفكار الموظفين، كما أن عملهم معًا يُمكن أن يخلق فرصة أكبر للوصول إلى حلول أكثر، وبطريقة إبداعية، والتي تساعد في تحسين جودة العمل.
- زيادة الأرباح: يعود توظيف أشخاص بخلفيات وبيئات مختلفة على الشركة بزيادة الأرباح، على الرغم من أن هذه الميزة قد تكون أكثر انتشارًا في الأعمال ذات الطابع العالمي التي تسعى لريادة الأعمال، فمثلًا الشركة التي تتعامل مع دول أخرى تسعى إلى توظيف أشخاص يتقنون هذه اللغة، لتحسين سمعة الشركة في تلك الدول، مما يؤدي إلى زيادة نسبة المبيعات، وبالتالي زيادة الأرباح.
- تنوع الثقافة بين الموظفين: يُساعد التنوع الثقافي في العمل على كسب معلومات جديدة عن بيئات وثقافات مختلفة، من خلال سؤال الموظفين الآخرين في أوقات الاستراحة، وسماع تجاربهم أو الأمور المميزة في ثقافاتهم، والتي تزيد من ثقة الموظفين وتحسن علاقاتهم ببعض.
- فرصة توظيف أشخاص أكثر كفاءة: الشركات التي تسمح للأشخاص من الثقافات المختلفة في التقدّم للوظائف الشاغرة، تزيد من عدد المُرشحين، وبالتالي فإن عملية الاختيار ستقع على الشخص الأعلى كفاءة، والأكثر خبرة، وذو المهارات الأفضل، ممّا يزيد من كفاءة عملها، ومستوى تنافسها بين الشركات الأخرى، بالإضافة إلى النجاح في سوق العمل.
- تحسين سمعة العمل: تكتسب الشركات التي تعمل على توظيف أشخاص من بيئات مختلفة سمعة أفضل من غيرها، باعتبارها بيئة عمل أفضل، كما أنها تزيد من ثقة العملاء، وتوقعهم بالحصول على خدمات أفضل، فهي شركة متنوعة، أي أنها قادرة على فهم متطلباتهم.
- تشجيع المهارات: يُساعد التنوع الثقافي في العمل على اكتساب موظفين بمهارات مُختلفة ومتنوعة، وبالتالي فإن هذا التنوع ينعكس أيضًا على الخدمات والعروض التي تقدمها الشركة.
- تقلل العنصرية: يُقلل العمل في بيئة تتكون من أشخاص من ثقافات مختلفة، وقضاء الكثير من الوقت معهم، من التمييز العنصري بين الثقافات، كما تُقلّل المشاعر السلبية مثل الكراهية تجاه الآخرين.