أهمية احترام الآخرين
مفهوم احترام الآخرين
لاحترام الآخرين أهمّيّة بالغة في الشريعة الإسلاميّة، فقد ورد في العديد من الأدلة الأصيلة الدعوة إلى الكلام الحَسَن والمعاملة باحترام وتقدير، ودليل ذلك قوله تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً)، فالمعاملة بالحسنى تورث الأجر والثّواب العظيم من الله -تعالى-، ومن الجدير بالذّكر أنّ المعاملة الطّيّبة والنّصح بالخير وتمني عدم زوال النّعمة عن الغير من أسس الإيمان واكتماله، ودليل ذلك من السنّة النبوية الشّريفة، قول الرّسول -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)، وقد ورد في تفصيل هذا الحديث الشّريف بأنّ احترام الآخرين وتقديرهم يُمثّل ربع الإسلام.
أهمية احترام الآخرين
فيما يأتي بيان أهمية احترام الآخرين:
- إنّ احترام الغير من المطالب الرئيسة التي لا يُمكن أن يُستغنى عنها في كافة مجالات الحياة؛ المهنية والتجارية والشخصية وغيرها.
- إنّ احترام الآخرين من أهم الأسس التي تُبنى عليه الدّعوة الإسلاميّة، التي كُلّف الإنسان بحملها، ولا سيّما المجتهد في علوم الشّريعة.
- احترام الآخرين يهذّب المجتمع، بذهاب العديد من الأخلاق المذمومة ؛ كالأنانيّة والتسلّط وغيرها.
- احترام الآخرين من الوسائل الرّئيسة التي تُساعد على تآلف القلوب والتّوادّ بين الأرواح.
- احترام الآخرين حقٌ من الحقوق التي حثّت عليها الشريعة الإسلاميّة، ودليل ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلّم- : (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ، وعِيَادَةُ المَرِيضِ، واتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وإجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وتَشْمِيتُ العَاطِسِ) .
مظاهر احترام الآخرين
إنّ احترام الآخرين من الأمور التي أوجبها الإسلام وجوبًا عينيًا، وفيما يأتي بيان بعض مظاهر احترام الآخرين.
احترام رأيهم
إنّ عدم إجبار الغير على الدّخول إلى الإسلام؛ من الأمور التي توضّح أهمية احترام رأيهم ورغبتهم، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)،فالإسلام يرعى حق الفرد في حرية الرأي والمعتقد ، ما دام لا يسبب الضرر والأذى للإسلام والمسلمين، وقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أيضاً بعدم احتقار المسلم لأخيه وعدم الاستخفاف به، فقال: (بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ).
المحافظة على أموالهم وأنفسهم
إنّ النّفس والمال من الحرمات التي وضعها الإسلام كقاعدة عامّة، ودليل ذلك قول الرسول -عليه السلام-: (ألا إِنَّ أحرمَ الأَيَّامِ يومُكُمْ هذا ألا وإِنَّ أحرمَ الشُّهورِ شَهْرُكُمْ هذا ألا وإِنَّ أحرمَ البَلَدِ بَلَدُكُمْ هذا ألا وإِنَّ دِماءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ عليكُمْ حرامٌ كَحُرْمَةِ يومِكُمْ هذا في شَهْرِكُمْ هذا في بَلَدِكُمْ هذا ألا هل بَلَّغْتُ قالوا نَعَمْ قال اللهمَّ اشْهَدْ).
إفشاء السّلام بينهم
إنّ إلقاء السلام على الآخرين له فائدة عظيمة فيما بينهم، حيث يترتّب على ذلك نشر المحبّة والألفة والطّمأنينة، ودليل ذلك قول الرّسول -صلى الله عليه وسلّم-: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).