أهداف خصخصة التعليم وفوائدها
أهداف خصخصة التعليم
تُعرّف عملية خصخصة التعليم بأنّها نقل الأنشطة والمسؤوليات التعليمية من المؤسسات والمنظمات التعليمية العامّة إلى المؤسّسات والمنظّمات التعليميّة الخاصّة ، وتتعدّد أهداف عملية خصخصة التعليم وتتنوّع ويمكن ذكر أهمّها كالآتي:
تخفيف أعباء ميزانية الدولة
يحتلّ التعليم مساحةً كبيرةً من ميزانية الدولة في الوضع الطبيعي، بالإضافة إلى أن الكثير من الدول تعاني من ضغوطات مالية، ولم تعد العديد من الحكومات قادرةً على تحمّل العبء الماليّ للمؤسسات التعليمية؛ لذا كان لا بدّ من وجود وسيلةٍ لتخفيف هذا العبء، وهو من خلال خصخصة التعليم.
جاءت خصخصة هذا القطاع بالكثير من النتائج الإيجابية على ميزانية الدول إذ خفّفت من العبء المالي عليها بالإضافة إلى تحسين جودة التعليم والسرعة والجودة في اتخاذ القرار المناسب، كما أدّت إلى تنمية أسواق رأس المال الذي يتدفّق إلى الدولة ويدعمها محليًا وعالميًا، وبالتالي زيادة التنافس بين القطاعات والشركات من خلال تقديم العروض الأفضل وتعزيز القطاعات الفعالة وتقليل القطاعات الأقل فعالية ممّا ينعكس إيجابًا على ميزانيّة الدولة.
تحرير قطاع التعليم
يعدّ تحرير قطاع التعليم من الأنظمة والقوانين من أهمّ أهداف خصخصة التعليم، وذلك بما يتناسب مع تغيّر احتياجات الطلبة، وفتح آفاق أوسع لتكلفة أسعار استقدام المعلمين والموظفين بعيدًا عن المحدّدات التي تُلزمها الحكومات والمؤسسات الرسميّة، حيث تؤدّي هذه المحددات في المؤسسات التعليميّة الحكوميّة إلى خلق جمود وانغلاق وعدم نموّ وتطور، وهو ما ينعكس سلبًا على العمليّة التعليميّة وبالتالي خلق خلل في تقدّم المجتمع والدولة وازدهارها.
لذا كان من الضروريّ وجود القطاع التعليميّ الخاص للقيام بهذه المهمّة، والتي تتميّز بالتقليل من الروتين القاتل والبيروقراطية المملة، فتصبح معها المدارس و المؤسسات التعليميّة الخاصّة أكثر كفاءة ومرونة وقدرة على إنجاز العمل بشكل أفضل مقارنة بما تقّدمه المؤسسات التعليميّة الحكوميّة.
فوائد خصخصة التعليم
يُجرّب القادة التربويون الأفكار الجديدة فيما يخصّ القطاعات التعليمية التي تعاني من أزمات وتكافح في تحقيق أهدافها التعليمية بما يتناسب مع ميزانيتها، لذا يقترح البعض القيام بالخصخصة والتي تعود بالعديد من الفوائد على القطاع التعليمي، ومن أهمّ فوائد خصخصة قطاع التعليم ما يأتي:
تخفيض الضرائب على المواطنين
يعدّ تخفيض الضرائب على المواطنين من أهمّ فوائد خصخصة التعليم، فمن خلال خصخصته تقلّ التزامات الدولة المادية تجاه المدارس وبالتالي ستقلّ الضرائب التي تأخذها الدولة والمخصصة لهذه الخدمات، مما سينعكس إيجابًا على الحالة المادية للأفراد، وخلق تكاليف أقلّ للإمدادات اللازمة للعملية التعليمية.
تخفيف التأثير السياسي على التعليم
توفّر خصخصة التعليم المزيد من الاستقلالية للمدارس واعتمادٍ أقلّ على الحكومات، وبالتالي ستتمتّع المدارس الخاصّة باستقلاليّة أكبر بعيدًا عن أيّ تدخّلات سياسيّة يمكنها التأثير سلبًا على عملية التعليم سواء أكان تدخلًا إداريًا أو تنظيميًا أو تمويليًا.
تخلق خصخصة التعليم تعاوُنًا بين أولياء الأمور والمدارس الخاصّة لتحديد المناهج المناسبة للطلبة بعيدًا عن أيّ تأثيرات خارجيّة من الحكومات، وينتج عن هذا التعاون منهجًا مخصصًا يفيد المجتمع ويساعد على ازدهاره، كما يؤدي إلى اتساق الفصول الدراسية، بدلًا من أن يحدد السياسيون هذه المناهج بعيدًا عن نظرة أولياء الأمور.
فصل التعليم عن الدولة
يمكن من خلال فصل التعليم عن الدولة التحكم بماهية المدرسة التي سيكمل الطلاب تعليمهم بها بناءً على رؤية المدرسة ورسالتها وليس بناءً على ما تقرره الدولة، لذا فإن احتمالية تأثير الدولة على قرارات المدارس هو شبه معدوم ومن أحد أشهر الأمثلة عليه هو ما يحدث في التعليم الخاص في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية.
تواؤم التعليم الخاص مع القطاع الحكومي
يجد أن يكون هناك تواؤمًا بين القطاعين العام والخاص بحيث يكون هناك تواصلًا موجودًا بينهما؛ إذ إنّ خصخصة التعليم لا تعني أنّ المدرسة لم تعد جزءًا من القطاع الحكومي العام، بل هي شريك في العمليّة التعليميّة ولكن بمناهج دراسية خاصة قد أُنشأت من خلال تعاون المعلمين مع أولياء الأمور.
رفع مستوى التعليم بسبب التنافس
تساهم عمليّة خصخصة التعليم برفع كفاءة التعليم والذي يعدّ هدفًا تتطلّع له جميع المدارس بشقّيها الخاص والحكوميّ، إلّا أنّ خصخصة التعليم تساهم في تسريع هذه العمليّة بشكل واضح بسبب روح المنافسة العالية بين المدارس الخاصة لإنشاء أفضل هيئة تعليمية ممكنة للطلبة، وبالتالي تفتح المجال لمزيد من الإبداع والابتكار في عمليات التعلم المقدّمة.
تعمل المدارس الخاصّة أيضًا على رفع مستوى المعلمين العاملين لديها ودائمًا ما تبحث عن المتميّزين منهم والأكثر كفاءة ليكونوا ضمن كادرها التدريسيّ لما يمتلكونه من مهارات الابتكار والإبداع، ولذلك فإنّ التنافس لم يكن مقتصرًا ليكون بين المدارس ولكن أصبح بين المعلّمين وهو ما يحقق الفائدة الأكبر للطلبة.
يرغب أولياء الأمور دومًا توفير أفضل بيئة تعليمية لأولادهم، وبخصخصة التعليم والمدارس الخاصّة سيكون المجال مفتوح لديهم لاختيار أفضل بيئة تعليمية لهم من خلال النظر إلى سيرة المدرسة وعطائها على مدار السنوات، لذلك تهتم المدارس في رفع مستواها وابتكار طرق جديدة للتعليم، للحفاظ على جودة التعليم العالية حتى تضمن تواجد الطلاب فيها.
زيادة الخيارات التعليمية
تساهم خصخصة التعليم في مساعدة كلّ طالب في العثور على أفضل الخيارات للمدارس التي تناسب وضعه، فعندما تتنوع المدارس وتتنوع خيارات التعليم وأساليبه والمناهج المعطاة، يعطي ذلك مساحة أكبر للطالب لاختيار المدرسة التي تُقدّم الخيارات الأنسب بالنسبة له.
رقابة الأهالي المباشرة على تعليم أبنائهم
تُضيف خصخصة التعليم مسؤوليةً أكبر على الأهالي، فقد كان التعليم قبل خصخصته مجانيًا أو بمبالغ قليلة جدًا مما جعل العديد من الأهالي والطلبة غير مكترثين بمستوى المدارس ومستوى التعليم الذي يحصل عليه أبناؤهم، ولكن ساعدت الخصخصة على تحمّل أولياء الأمور تكلفة التعليم كاملة لذلك وبالتالي زيادة اهتمام أولياء الأمور بجودة التدريس التي يتلقاها أبناؤهم.
تُعزّز خصخصة التعليم رقابة الأهالي على المدرسة إذ يستطيعون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الاجتماعات المباشرة مع إدارات المدرسة تحدث بصورة دوريّة مناقشة مستوى الطالب بشكل مفصّل كحلّه للواجبات وعلاماته الشهرية والفصلية.