أنواع الصداقة
أنواع الصداقة حسب شخصيّة الصديق
تتضمن الصداقة العديد من الأنواع والأشكال، حيث يُمكن أن تُحدد بحسب شخصيّة الصديق، ومنها ما يأتي:
الصداقة الروحيّة المقربة والحقيقية
يحتاج الجميع إلى وجود هذه الصداقة في حياتهم، فالحصول على صديقٍ مقرّب ومخلص في حياة المرء أمرٌ في غاية الأهميّة،؛ لأنه يجعل حياته أكثر عقلانيّة وواقعيّة وبساطة، وذلك عندما يقدّم الدعم اللازم له دون الحكم عليه أو لومه أو الانزعاج منه مهما كان السبب، بل يُحبه بصدقٍ ويحترمه دائماً دون سببٍ واضح أو ربط لشخصيّته وسلوكه، وبالتالي فإنّ هذا النوع من الأصدقاء يلجأ المرء له ويبوح له بجميع الأسرار مهما كانت عميقة وهامة، دون خوفٍ أو تردد، إذ أنه مُطمئن لكونه سيبقى مخلصاً وداعماً في جميع الحالات ودون أيّ شروط ولن يتغيّر أو تتغيّر مُعاملته له مع الوقت.
الصداقة المنفتحة القائمة على مواكبة العالم الإلكتروني
يُمكن أن يكون هذا الصديق شخصاً ذكياً ومُنفتحاً يواكب كل ما هو جديد من معلومات محدثة تتعلق بأمور مختلفة عن الثقافة، أو السياسة، أو الموسيقى، أو حياة وتصرّفات المشاهير وغيره؛ لأنّه دائم الاتصال بالإنترنت ويُشكل حلقة قوةٍ في وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة، ويمكن أن يُصبح أحد أكثر الأصدقاء قرباً وارتباطًا إذا كان الشخص نفسه من هواة ومواكبي كل ما هو جديد في عالم التواصل الرقمي، كما أن هذا الصديق قد يكون داعماً ويمتلك عدداً من الأصدقاء الذين ينتمون لنفس الفئة من هواة التصفح الإلكتروني ويُساعد أصدقاءه من خلال ربطهم ببعضهم على المواقع والمجموعات ويُسهّل التعامل بينهم لتوفير الدعم المهنيّ لهم عند الحاجة ويسعد بذلك أيضاً.
الصداقة العقلانيّة الحكيمة
يُعتبر الشخص الذي يمتلك صديقاً وحكيماً ومُرشداً ومُلهماً للصواب شخصاً محظوظاً جداً؛ لأنّ صديقاً كهذا يكون لديه نهج خاصّ وطريقة مميّزة في توعيّة من حوله وإرشادهم، وعادةً ما يلهم أصدقاءه ليكونوا أشخاصاً أفضل دون إزعاجهم وتعمّد إشعارهم بالإحباط أو الاستياء من أنفسهم أو ممّا يتملكونه، إضافةً لأنّ البقاء مع شخصٍ مثله يُحفّز المرء ليكون أفضل، ويدعمه لتحسين نفسه والارتقاء بها وتطويرها باستمرار، وليس من الضروري أن يكون هذا النوع من الأصدقاء زميلاً في نفس العمل، أو يشترك معه في نفس الهوايات والاهتمامات، بل هو شخص طيب ولطيف يُبادر بخطواتٍ بسيطة اتجاه أصدقائه لدعمهم ومساعدتهم في الحياة، ولديه ما يكفي من الحكمة والصبر لإرشادهم وكسب محبتهم واعتمادهم.
الصداقة المَرِحة والإيجابيّة
يتأثر المرء بوجود صديق مرح وإيجابيّ حياته، لأنه يخرج الجانب الطفوليّ والمَرِح والعفويّ فيه، إضافةً لجعله يشعر بالسعادة وإدخال البهجة لقلبه، ورسم الابتسامة على وجهه عند مقابلته؛ لان شخصيّته مرحة ولطيفة تجذب من حوله وتُسعدهم، وقد يكون مُحِباً للخروج والمتعة والتنزّه، ويهتم بالحصول على وقت مريح للاسترخاء والاستجمام والتسليّة أيضاً، بالتالي من الجيّد مرافقته والانسجام معه؛ لنسيان الإجهاد وضغوطات الحياة، والتخلّص من التوتر والحصول على طاقة إيجابيّة ودفعة معنويّات عاليّة باستمرار.
الصداقة المبنيّة على التواصل والحوار
يكون هنا الصديق شخص قادر على الاستماع، ويتحلى بالصبر والتأني، والاهتمام بالغير، حيث يذهب إليه المرء عندما يحمل في جعبته الكثير من الأفكار والكلمات والحورات التي يحتاج أن يبوح بها لشخص يُنصت له ويحترمه، ويدعه يُعبر عمّا يدور في خاطره بطلاقةٍ، ويُعيره آذانه ويتركها مفتوحة له بصدرٍ رحب دون إصدار حكم مُتسرّع أو الحاجة إلى التدخل ومقاطعته وإزعاجه، حيث إنّ هذا الصديق يتحكم في ردة فعله ويعرف كيف يتصرف ويُدرك حاجة صديقة للبوح والتعبير، هؤلاء هذا النوع من الأصدقاء مُستمعون ماهرون، يُجيدون الرد في الوقت المناسب ويلجأ لهم الآخرون في وقت الشدّة وعند تراكم المشاعر والحاجة للتنفيس عنها، وإخراجها دون ترددٍ أو خوف من ردود أفعالهم.
فئات الصداقة تبعاً لعمق العلاقة
تتنوّع الصداقات بين الأشخاص تبعاً لقوّة الروابط والعلاقات والتواصل بينهم، وتتضمن الفئات الآتية:
- الصداقة المُقرّبة العميقة: يعتمد الصديق على صديقه في هذه العلاقة بشكل كبيرة، وبفخر بصداقته به، فيراه موضعاً للثقة وصندوقاً أميناً يحفظ الأسرار ويصونها ويقف بجانبه في الأمور الهامة والمؤثّرة في حياته.
- الصداقة المُريحة والمُطمئنة: يكون الصديق في هذه العلاقة نزيهاً، يرتاح له باقي الأصدقاء وينعمون بالسرور والبهجة والارتياح عند التواجد معه، الأمر الذي قد يجعلهم راغبين في التقرّب منه بشكلٍ أكبر، ويفضّلون توطيد العلاقة معه ودعمها متى ما سمحت له الفرصة.
- صداقة المعرفة: في هذا النوع تكون الصداقة أقل عمقاً، وتكون مع أشخاصٍ تعرّف المرء عليهم منذ مدّةً طويلة، وأصبحوا جزءاً من حياته ويلتقيهم بشكلٍ دائم، لكن رغم تواجدهم سويّاً وبشكلٍ مُنتظم إلا أنهم ليسوا مقربين له جداً، وتواصلهم معاً سطحيّ لكنه موجود بالفعل.
- الصداقة الرسميّة: في هذه الصداقة يلتقي الأشخاص في المناسبات العامة والرسميّة، كاللقاء في النادي الرياضيّ كلّ أسبوعٍ، أو في اجتماع الآباء في المدرسة؛ ويكون الاجتماع بينهم أمرٌ ممتع لكنه محدود، بحيث لا يرغب الشخص بالاختلاط اجتماعياً معهم والتعمّق بهم، أو التعرّف عليهم أكثر، بل يكتفي بجعل العلاقة رسميّة ومحدودة بينهم بناءًعلى الظروف المُختلفة التي جمعتهم.
الفرق بين صداقة الذكور والإناث
رغم أنّ الصداقة الحقيقة تُبنى في الأساس على مقوّمات ثابتة تضمن دوام العلاقة واستمرارها واتزانها بين الأقران بغض النظر عن أجناسهم وطرق اختيارهم لبعضهم، إلا أنّ الخبراء يجدون بعض الفروق بين صداقة الإناث والذكور، ومنها الآتي:
- تميل النساء للبحث عن علاقاتٍ مُتماسكة ومُترابطة ووثيقة بحيث يُمكنهن فيها البوح بالأسرار والخصوصيات دون قلقٍ أو تردد بينما يميل الرجال إلى تكوين الصداقات التي يشتركون فيها بأمورٍ معيّنة، أو اهتمامات وأنشطة موحّدة، كمشاهدة أو ممارسة الرياضة مثلاً.
- تكون صداقات الذكور أكثر ديمومة في مُعظم الأحيان؛ لأنها تتطلب مقوّمات وأشياء أقل من أطرافها الأمر الذي يختلف عما تتطلبه صداقات الإناث واحتياجاتهنّ من بعضهن.
- تحتاج صداقات الإناث للتواصل المُستمر وجهاً لوجه، وتميل لأن تكون أكثر عاطفيةً وودّاً بحيث تتشارك الفتيات الأفكار والمشاعر وتقديم الدعم المعنويّ أكثر من صداقات الذكور التي يُفضّل أطرافها البقاء جنبًا إلى جنبٍ ودعم بعضهم عند الحاجة دون اللقاء وجهًا لوجه، وقد تكون أقل عاطفيّة وحميمية من علاقات الإناث.
الصداقة
تتطوّر مهارة المرء في التواصل الإجتماعي مع الآخرين مع مرور الوقت، وينخرط في علاقات قد تُصبح مُثمرة وناجحة وثمينة، فينتج عنها أصدقاء حقيقيين قريبين من قلبه وعقله، يُشاركونه المتعة والوقت الجميل والمُسلّي، ويقفون معه في أوقات الشدة والمحن، ويُساندونه عندما يشعر بالوحدة أو الانزعاج من أيّ شيءٍ، ويجتهد بدوره في الحفاظ عليهم والبقاء معهم، وكباقي العلاقات فإنّ الصداقة أيضاً لها أساليب وأنواع عدّة تختلف باختلاف شخصيات وطريقة تفكير وتصّرف أطرافها، وسيتم التطرّق لها وذكرها في الفقرات القادمة أدناه.