أنواع التربية
التربية الصحية
إنّ التربية الصحيّة أو ما تُسمّى التّربية الجسمية تشمل العديد من النواحي، حيث ترتكز على تحصين الجسم بدافع الطّعام والشّراب والاستشفاء؛ بالإضافة إلى التربية الجنسيّة الصّحيحة، حيث لا بُدّ من تسليط الضوء على الأمور الصحيّة التي حثت عليها الشريعة الإسلامّية للوقاية من العديد من الأمراض.
وهذا يعني أنّها عُنيت بالكيان البشري ليكون دومًا بأفضل حال؛ فقد حث الإسلام على ممارسة الرّياضة وتناول الطّعام الجيّد، وأن يقوم الوالدان بتربية طفلهما تربية جنسية سليمة لتجنّب لجوئه إلى الطرق المحرّمة المنتشرة عبر مواقع الانترنت وغيرها من الوسائل.
ومن الجدير بالذّكر أنّ التربية الصحيّة يوجد فيها تحقيق غاية من الغايات الكبرى، ألا وهي العبوديّة لله -تعالى- وحده، وتهذيب الطّاقات الحيويّة وتوجيهها كما أمر -سبحانه وتعالى- ورسوله الكريم، ويترتب على ذلك طاعة الله -تعالى- من خلال كافّة العبادات المفروضة، بالإضافة إلى النّيّة الخالصة له، وتحقيق الهدف الأسمى من الخلق ، ألا وهو الطاعة وعمارة الأرض، والسّموّ بالأمّة الإسلاميّة والرّقي بها، والفوز بكلا الدّاريْن؛ الدّنيا والآخرة.
التربية العقلية
إنّ العقل كالجسم، يحتاج إلى العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها توجيهه، حيث يتطرّق العقل إلى حاجة ماسّة لوقايته من الأمور التي تشوّشه؛ ولا سيّما المنتشرة عبر مواقع الإنترنت أو الوسائل المتعدّدة التي تعتمد على جهود الآخرين والاتّكال بصورة عامّة، أو وسائل اللّهو التي تشغله عن الأمور المفيدة التي يُمكن أن يتقدّم من خلالها المجتمع.
لذلك لا بُدّ من توجيه العقل وإشغاله فيما ينفعه، وإبعاده عما يضرّه، فالعقل هو الوسيلة الرّئيسية لتحقيق الغايات التي خُلق من أجلها الإنسان، وعلى الوالديْن أو المعلّم أن يوجهوا الطّفل إلى إزاء التّحديات الصعبة، ويكون ذلك من خلال تشجيعه على المشاركة بالعديد من الأنشطة التي تُعزز ثقته بنفسه، وتقيه من الأمور التي يُمكن أن تجعل عقله في تراجع، وتعمل على تنميته ليكون مُبدعًا ومثمرًا ومثالاً يُحتذى به.
والتربية العقلية تبدأ من السنوات الأولى للطّفل، لتجعله قائمٌ على الابتكار والتّفكير بعبقرية، وعلى الوالديْن أن يتنبهان إلى كيفيّة التعامل مع طفلهم، حيث يجب أن يعاملاه كالكبار، وأن يتحدّثان معه بثقافة ومنطقية.
التربية النفسية
إنّ التربية النفسيّة يغفل عنها بعض الآباء، حيث تعتمد على الصياغة الأدبية للطّفل؛ بعدم ذمّة وتحقيره والتّقليل من قدراته، فكلّ ذلك يحطّ من تأسيسه السّليم وتراجعه في مدرسته وعلاقاته مع الناس عندما يكبُر، حيث لا بُدّ للوالديْن أن يتيحا المساحة الكافية للطّفل.
ويكون ذلك بأن يعبّر على آرائه ومعتقداته، لمنحه الشجاعة، والثقة، والنّفسيّة المطمئنة، ممّا يعني أنّ للوالديْن الدّور الأكبر في التنمية النفسيّة لطفلهم من خلال التّعامل معه بأخلاق ر فيعة، وبأسلوب ليّن، بالإضافة إلى اللّعب معه.
التربية الأخلاقية
إنّ علم الأخلاق يتمركز على معرفة الخير والشرّ، ويُعرّف بأنّه توجيه السلوك توجيهًا يجعل الإنسان يتجنّب الشرّ منذ نعومة أظفاره، وتكمن أهميّة التربية الأخلاقيّة في الابتعاد عن الخطأ التربوي الذي يُمكن أن ينحدر من خلاله الطّفل إلى الأمور التي تخلّ في أخلاقه وفطرته، فمن الجدير بالذّكر أنّ بعض الأهالي يظنّون أن تعلّم الشرّ كافٍ لتعليم طفلهم الأخلاق الحميدة ، لكن ذلك بعيد عن مفهوم تعزيز السّلوك القويم.
ومثال ذلك: أن مدمني المخدّرات أو شاربي الكحول يعلمون الآثار السّلبية المترتبة على هذه الأفعال الذميمة، ومع ذلك لا يستطيعون تركها؛ بسبب ضعف إرادتهم وتوجيههم بطريقة خاطئة.
ويُستنتج من ذلك أنّه على الوالديْن عدم الاقتصار على تعريف الخطأ لطفلهم، بل يجب عليهم غرس تقوى الله تعالى في السر والعلن واستشعار رقابته في قلوبهم على أن يكون ذلك سرًا وعلانية، بالإضافة إلى تشجيعهم على الالتزام بالمسجد والالتحاق بحلقات العلم الشرعي، وغرس العقيدة الإسلاميّة بطريقة سليمة، وهلمّ جرًا.
التربية الإيمانية
إنّ التربية الإيمانيّة هي الحصن المتين والدّرع الواقي من الانحراف الفكري والسّلوك المدمّر للأخلاق، والقرآن الكريم هو أول مربٍّ للإنسان كونه يحتوي على العديد من الآيات التي ترغّب في الدّين وأثره الجميل على الفرد والمجتمع.
وبمقابل ذلك يحتوي على العديد من الآيات التي تُحذّر من الأمور السّلبيّة التي تجعل صاحبها يخسر حياته في الدّنيا والآخرة، وتكمن أهميّة التربية الإيمانية في تعزيز العقيدة السليمة في القلب، فهي أساس التوحيد والانقياد لله -تعالى-. حيث يقول -سبحانه- في محكم تنزيله: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ).