ألم الثدي قبل الدورة
ألم الثدي قبل الدورة
يرتبط اقتراب الدورة الشهرية بمجموعة من الأعراض تتفاوت في شدّتها بين النساء وتُعرف هذه الحالة بمتلازمة ما قبل الحيض (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome) واختصارًا PMS، ويُعدّ تورّم الثدي أو ألم الثدي (بالإنجليزية: Mastalgia) الدوريّ إحدى الأعراض المرافقة للدورة الشهرية التي تشكّل مصدر قلق للعديد من النساء، خاصةً للنساء الصغيرات في السن، إذ أظهرت إحدى الدراسات التي تمّ نشرها في المجلة البريطانية للطب الرياضي (بالإنجليزية: British Journal of Sports Medicine) في عام 2020 أنّ ما يقارب 83% من النساء يعانين من ألمٍ في الثدي قبل الدورة الشهرية، وقد يُعزى ذلك إلى اضطراب مستوى الهرمونات في الجسم نتيجة اقتراب الدورة الشهرية.
الأعراض المرافقة لألم الثدي قبل الدورة
تختلف طبيعة ألم الثدي السابق للدورة الشهرية بين النساء، إذ قد تعاني بعض النساء من ألم مستمر لعدّة أيام، بينما قد يعاني البعض الآخر من ألمٍ متقطع، وقد يحدث الألم في بعض الحالات على شكل احتقانٍ أو تحجر في الثدي، وبشكلٍ عام فإنّ ألم الثدي السابق للدورة الشهرية ترافقه بعض الأعراض، وفيما يأتي بيان بعضها:
- الشعور بألم خفيف أو غير حاد.
- حدوث الألم في أحد الثديين أو كليهما.
- انتشار الألم إلى منطقة تحت الإبط.
- تورم الثدي.
- زيادة شدة الألم في بعض الأحيان خاصةً في منطقة الحلمة.
أسباب ألم الثدي قبل الدورة
قد يحدث ألم الثدي قبل الدورة الشهرية نتيجة العديد من الأسباب، وفيما يأتي بيان أبرز هذه الأسباب:
الاضطرابات الهرمونية
قد تؤدي الاضطرابات الهرمونية المرافقة للدورة الشهرية إلى تورم الثدي، ويمكن تفسير ذلك من خلال تتبع مستويات الهرمونات في الجسم، إذ يرتفع مستوى هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) في وقت مبكر من الدورة الشهرية ويصل إلى ذروته قبل منتصف الدورة، ويترتب على ذلك تضخم قنوات الثدي وزيادة حجمها، كما يرتفع مستوى هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) ليصل ذروته في اليوم 21 من الدورة المكونة من 28 يومًا مما يتسبب بزيادة حجم الغدد الحليبية الموجودة في الثدي، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تورم الثدي والشعور بألم فيه.
الثدي الكيسيّ الليفيّ
يتمثل الثدي الكيسيّ الليفيّ (بالإنجليزية: Fibrocystic breast disease) بوجود أنسجة متكتلة داخل الثدي، ويُطلق الأطباء على هذا النسيج المتكتل مصطلح النسيج العقدي (بالإنجليزية: Nodular tissue) أو النسيج الغديّ (بالإنجليزية: Glandular tissue)، ويُعدّ الثدي الكيسي الليفيّ سببًا شائعًا لآلام الثدي قبل الدورة؛ إذ تعاني الكثير من النساء من التغيرات الكيسية الليفية في الثدي في فترة ما من حياتهن، ولهذا فإنّ العديد من الأطباء أصبحوا يطلقون على هذه الحالة مصطلح التغيرات الكيسية الليفية بالثدي، ويدل ذلك على أنّ هذه الحالة ليست مرضًا بحد ذاته، بل هي حالة طبيعية من التغيرات الليفية في الثدي، وعلى الرغم من أنّ الثدي الكيسي الليفي لا يرتبط بأعراض محددة لدى العديد من النساء، إلّا أنّ بعض النساء قد تعاني من الشعور بألم وتورم في الثدي خاصّةً في الجزء العلوي الخارجي من الثدي، وعادةً ما تُصبح الأعراض أكثر ازعاجًا مع اقتراب موعد الدورة الشهرية.
استخدام بعض الأدوية
قد يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى حدوث ألمٍ في الثدي، ويُعزى ذلك إلى احتواء هذه الأدوية على هرموني الإستروجين والبروجسترون، مما يحفز تورم الثدي والشعور بألم في أنسجة الثدي، ومن الأمثلة على هذه الأدوية حبوب منع الحمل الفموية (بالإنجليزية: Oral contraceptive pills)، والعلاج بالهرمونات البديلة (بالإنجليزية: Hormonal replacement therapy) واختصارًا HRT، بالإضافة إلى الأدوية المستخدمة في علاج حالات العقم.
الإفراط في شرب الكافيين
قد يرتبط ألم الثدي في بعض الحالات بشرب كميات كبيرة من الكافيين ؛ إذ أشارت إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2016 في مجلة العناية بالثدي (بالإنجليزية: Breast care Journal ) إلى أنّ شرب الكافيين يُعدّ أحد العوامل التي قد تلعب دورًا في حدوث ألمٍ في الثدي.
أسباب مرتبطة بنمط الحياة
قد يكون ألم الثدي الدوري مرتبطًا ببعض الأسباب المتعلقة بنمط الحياة، مثل النظام الغذائي الغني بالدهون والذي يُحتمل أن يكون سببًا في تفاقم آلام الثدي، بالإضافة إلى أنّ الإجهاد المزمن قد يلعب دورًا في حدوث آلام الثدي.
نصائح للتخفيف من ألم الثدي قبل الدورة
يمكن تخفيف ألم الثدي السابق للدورة الشهرية دون اللجوء إلى استخدام الأدوية من خلال اتباع مجموعة من النصائح والإرشادات المنزلية، وفيما يأتي بيان بعض هذه النصائح:
- ارتداء حمّالة صدر مريحة تُناسب وضع الثدي الذي ازداد حجمه بسبب التورّم، فقد تكون حمّالة الصدر المعتادة ضيقة أو تحتوي على سلك سفلي غير مريح.
- الحد من استهلاك الكافيين.
- اتباع نظام غذائي قليل الدهون وتجنّب الأطعمة الغنية بالدهون.
- الابتعاد عن تناول الملح والأطعمة المالحة قبل أسبوع إلى أسبوعين من بدء الدورة الشهرية.
- ممارسة تمارين الكارديو (بالإنجليزية: Cardio exercise) بشكلٍ يومي.
علاج ألم الثدي قبل الدورة
يعتمد علاج ألم الثدي السابق للدورة الشهرية على مجموعة من العوامل مثل السبب الرئيسي لحدوث الألم، والأعراض المرافقة لألم الثدي، بالإضافة إلى عمر السيدة وصحتها العامة، ومدى خطورة الحالة المرضية، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ اعتراف السيدة بوجود ألم مستمر في الثدي هو الخطوة الأولى في العلاج؛ إذ تشعر بعض السيدات بحساسية تجاه الشكوى من الأمور التي يعتبرنها أمورًا طبيعية، ونوضح فيما يأتي بعض العلاجات المستخدمة للتخفيف من الألم المصاحب للدورة الشهرية:
- مسكنات الألم التي تُعطى دون وصفةٍ طبية مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، أو الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol).
- حبوب منع الحمل الهرمونية، بهدف التحكم في مستوى الهرمونات في الجسم.
- المضادات الحيوية والتي يصفها الطبيب في حال وجود عدوى تسبب ألم الثدي.
- الهرمون الذكوري دانازول (بالإنجليزية: Danazol) الذي يساهم في التخفيف من ألم الثدي، إلّا أنّ استخدامه يُعدّ أمرًا نادر الحدوث؛ لما يُسببه من آثار جانبية خطيرة، ولهذا السبب فإنّ الأطباء لا ينصحون باستخدامه في العادة.
دواعي مراجعة الطبيب
على الرغم من أنّ ألم الثدي قبل الدورة الشهرية هو أمر شائع وطبيعي لدى الكثير من النساء؛ إلّا أنّ بعض الحالات قد تستدعي مراجعة الطبيب، وبهدف تشخيص الحالة فإنّ الطبيب يقوم بإجراء فحص سريري للثدي، أو بعض الفحوصات التصويرية مثل التصوير بالأشعة السينية، أو الموجات فوق الصوتية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي في حال وجود بعض عوامل الخطر التي ترفع فرص الإصابة بسرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast cancer)، وفيما يأتي بيان بعض الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب:
- الشعور بألم مفاجئ في الثدي مصحوبًا بأعراضٍ أخرى كخروج إفرازات غير طبيعية من الحلمة.
- الشعور بألم في الثدي لا يتزامن مع موعد الدورة الشهرية.
- المعاناة من الألم بشكلٍ مستمر.
- زيادة شدة الألم مع الوقت وتفاقم الحالة سوءًا.