ما هو التطرف الفكري؟
هو ظاهرة اجتماعية خطيرة، ويعني اتخاذ الفرد منهجًا معينًا نحو المواضيع الحياتية كافة، ويكون خارجًا عن الاعتدال، ومناقضًا للأفكار والعادات السائدة بين الأفراد في المجتمع، ويكون الشخص متعصبًا لأفكاره؛ فلا يردعه دين، ولا أخلاق، ولا مجتمع عن تغيير معتقداته، ظنًا منه أن منهجيته هي الحقيقة التامة التي لا يشوبها أي باطل.
ما هي آثار التطرف الفكري؟
من أهم الآثار التي تنعكس على المجتمع جراء التطرف الفكري ما يلي:
- يؤدي التطرف الفكري إلى تدمير البنية الأساسية للمجتمع، حيث يكون الشباب في حالة ضياع وانحراف، ويعتبرون أداة لتدمير الدولة وتخريبها، بدلًا من حمايتها وعمرانها.
- اللجوء إلى العنف والقتل والاغتيال لأفراد المجتمع، خاصةً الأفراد المعارضين لأفكار واتجاهات المتطرفين.
- تعريض أمن الدولة إلى الخطر، سواء كان على مستوى دولة المتطرفين، أو الدول الأخرى.
- انعدام مبدأ التسامح والسلام بين أفراد المجتمع، وسيادة الكراهية والحقد، نتيجة انتهاج أفكار ومبادئ مخالفة للأفكار والمعتقدات السائدة في المجتمع.
- لجوء المتطرفين إلى فرض معتقداتهم بكافة وسائل العنف، التي قد تؤدي إلى الإرهاب.
- ينتج عن التطرف الفكري التعصب للأفكار، والثبات على المعتقدات، مما يؤدي إلى تعطل الهمم والإبداع، لخلق مجتمع إيجابي، يواكب التطور والتغيير.
- يعمل التطرف الفكري على انعدام الإحساس بالولاء و الانتماء ، ويولد شعور العزلة والاغتراب عن المجتمع.
ما هي مظاهر التطرف الفكري؟
هناك عدة مظاهر وسلوكيات تدل على التطرف الفكري، ومنها:
- التوجه نحو سلوكيات العداوة، والانتقام.
- امتلاك المتطرفين فكريًا القدرة على بعثرة وخداع الناس، من خلال تضليل الحقائق وتشويهها، واستبدالها بأفكار تفتقر إلى الأدلة، وتناقض الواقع.
- اللجوء إلى القتل والتفجير، وتبرير أفعالهم بطريقة تخالف القوانين والعادات.
- التعصب للأفكار والآراء، وعدم تقبل آراء الآخرين.
- وجود النوايا السيئة و سوء الظن من قبل المتطرفين، وانعدام مبدأ التسامح اتجاه المخالفين لأفكارهم.
ما هي أسباب التطرف الفكري؟
يوجد عدة أسباب أدت لنشأة التطرف الفكري، وأهم هذه الأسباب:
- التربية الاجتماعية الخاطئة، التي تقوم على عدم تقبل آراء الآخرين، والاستعلاء عليهم، وتحقيرهم.
- الأفكار الدينية المبنية على التأويلات، والأدلة الخاطئة، التي تخالف تعاليم الديانات بأنواعها.
- الفقر وعدم الاهتمام بالتعليم، مما أدى لزيادة الجهل ، الذي يقود إلى اتباع فتاوي وأفكار وآراء خاطئة، ترفض احترام وتقبل الثقافة المختلفة.
- اليأس والقهر الذي يصيب الأفراد، نتيجة عجزهم عن التغيير والإصلاح في أوضاع دولهم، مما يدفعهم إلى العنف والتطرف.
- استخدام بعض الدول لسياسات القمع والإجبار، التي تسهم في خلق أنواع التطرف كافة، رفضًا منهم لأفكار السلطات، وتوجهاتها.
ما هي الحلول للحد من ظاهرة التطرف الفكري؟
هناك عدة آليات لمعالجة التطرف الفكري، أهمها:
- العمل على تحسين تفكير الأفراد، من خلال وضع برامج، تعمل على إكسابهم المهارات والخبرات بكافة المجالات.
- دقة وسائل الإعلام في عرض الحقائق، والعمل على نفي مزاعم التطرف الكاذبة، عن طريق أخذ المعلومات من الجهات الأمنية في الدولة.
- التأكيد على دور الأسرة ومؤسسات التعليم في ترسيخ القيم والأخلاق العليا للأبناء، من خلال التربية، وربط الجهاز التعليمي بالمجتمع المحلي.
ما دور الإعلام في تطوير وترسيخ ظاهرة التطرف الفكري؟
يلعب الإعلام دورًا كبيرًا في تنمية التطرف الفكري، وذلك من خلال:
- عمل انتشار الإنترنت على تسهيل عملية الترويج لأفكار المتطرفين ونشرها، باعتبار أن الشبكة العنكبوتية هي مساحة حرية مطلقة.
- قيام بعض الجرائد ووسائل الإعلام الأخرى بنشر مقالات وأخبار تنمّي فكرة التطرف الفكري، بطريقة غير مباشرة، بهدف تجميع أعداد جماهير، وتحقيق الأرباح.
- عدم إعطاء المادة الصحفية حقها في التحليل والتغطية، مما يجعل الفكرة المطروحة سطحية وغير مقنعة.
- قيام بعض وسائل الإعلام باستقبال الأشخاص المتطرفين، والسماح لهم بشرح أفكارهم والتعبير عنها.
ما هي المرتكزات الأساسية التي تتبعها وحدات مكافحة التطرف الفكري؟
من أهم المرتكزات التي تنتهجها مراكز مكافحة التعصب الفكري لمحاربة التطرف ما يلي:
- التعمق في إجراء البحوث المدعمة بالنظريات، وإجراء الدراسات على مستوى الفرد والمجتمع، للتعرف على طبيعة تفكير الأفراد المتطرفين، والأسباب التي أدت بهم للتطرف.
- التوصل لمعرفة العلاقة بين التطرف الفكري والعوامل المسببة له، وذلك من شأنه وضع الإستراتيجيات والبرامج الإصلاحية.