أثر العلم على الفرد والمجتمع
أثر العلم على الفرد والمجتمع
يعد التعليم الوسيلة التي يقوى بها الفرد والمجتمع كافة ، والمجتمع غير المتعلّم يكون بمعزل عن المجتمعات الأخرى ولا يمكنه مواكبة التطورات بالصورة التي تخدم أهدافه. لذا فإن أثر العلم ينعكس بشكل مباشر على الفرد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام، وفيما يأتي ملامح أثر العلم على الفرد والمجتمع:
أثر التعليم على الفرد
يوفّر التعليم للفرد منافع عديدة ومن أهمّها:
اكتساب المعارف
يتميز الفرد المتعلّم بقدرته على التعاطي مع مختلف الأمور بفاعلية أكبر وتركيز أكثر، وهذا ينشأ من تواجد الفرصة لاكتساب مختلف المعارف بطرق عدّة، حيث أنّ التكنولوجيا الحديثة سهّلت على الأفراد اكتساب العلوم والمعارف المختلفة والانفتاح على العالم الخارجي، ومنه يتمكّن الفرد من التطور وتوسيع مداركه من خلال اكتساب المعارف المختلفة.
تمكين العقل البشري
يُمكّن التعليم الفرد من اكتساب مهارات التفكير والنقد والمنطق والإدراك الحسّي التي تساعده على التمييز بين الصحيح والخاطئ، وتساعده كذلك على الحكم على الأمور بشكل متزن واعٍ.
تعزيز الثقة
يساعد التعليم الفرد على أن يؤمن بنفسه ويثق بقدراته ويجعله منفتحًا للحوار مع الآخر دون أن يشعر بنقص أو قلّة كفاءة، فالشخص المتعلّم شخص واثق من نفسه ومن قدرته على مشاركة أرائه ومعارفه مع الآخرين.
توفير الحماية والأمان
يساهم التعليم بشكل مباشر في تسهيل الأمان المالي للفرد من خلال الحصول على فرص وظيفيّة أكثر من غير المتعلّم، ولكن لا يقتصر الأمان على الجانب المادي، فكذلك يوفّر العلم للفرد الحماية والأمان من المعلومات الزائفة والوهميّة والتي من الممكن أن يستغلّها بعض النّاس للإضرار بالآخر وخداعه.
أثر التعليم على المجتمع
ينعكس أثر التعليم بوضوح على المجتمع بأكمله، ومن أهمّ هذه الآثار ما يأتي:
تحقيق المساواة
يساهم التعليم بشكل كبير في جعل المجتمعات أكثر تساويًا، فمن خلال توفير الفرص التعليمية للجميع ستنخفض الطبقيّة الاجتماعيّة في المجتمع، وبالتالي يتساوى الجميع أمام الفرص المتاحة حسب الكفاءة والرصيد المعرفي.
تحقيق الأمان المجتمعي
يساهم انتشار العلم بين أفراد المجتمع في تحويل المجتمع إلى بيئة حضارية ينشغل أفراده باكتساب المعارف والعلوم ويصبحون أكثر حكمة وتميزًا، وبالتالي تقلّ نسبة المشكلات والمصادمات المنطلقة من الجهل وقلة الوعي.
تحسين قيم المواطنة
يدرك المواطنون من خلال التعليم الجذور التاريخيّة والثقافية والاجتماعية لمجتمعهم، وبالتالي يصبح الفرد الواحد على معرفة تامّة بحقوقه وواجباته ومسؤولياته المترتبة عليه من أجل مجتمع أفضل وهذا يساهم في إعلاء قيمة المواطنة الصالحة لدى الأفراد.
زيادة الوعي المجتمعي
يساعد التعليم على رفع مستوى الوعي وإدراك الأحداث المحيطة الداخلية والخارجية بصورة أفضل، بحيث يمكّن الأفراد داخل المجتمع الواحد من التكافل بصورة مناسبة لمواجهة الأحداث والمستجدات بصورة راقية سليمة.
أهمية التعليم في الدول النامية
من الممكن أن يكون التعليم في الدول النامية متراجعًا بعض الشيء لوجود العديد من التحديات مثل الفقر وضعف التنمية الاقتصادية وغيرها، إلّا أنّ هذا يجعل أهمية انتشار التعليم في هذه الدول أولوية، حيث إنّ التعليم هو السلاح الأهمّ للتغلّب على المشكلات المنشرة في الدول النامية، وتكمن أهمية التعليم في الدول النامية فيما يأتي:
تطوير المهارات والقدرات
إنّ الصعوبات الاقتصادية المنتشرة في الدول النامية دونًا عن غيرها تجعل الفرد يعزف عن التعليم من أجل الكسب المادي، إلّا أنّ التعليم يُكسب المتعلّم العديد من المهارات على مستويات مختلفة منها؛ الاجتماعية والعاطفية والمعرفية والتواصلية، وجميع هذه المهارات هي التي تجعل الفرد المتعلّم قادرًا على المنافسة والعمل وتطوير نفسه ومجتمعه بصورة أفضل ممّا هو عليه.
محاربة عدم المساواة
تنتشر في الدول النامية ثقافة عدم المساواة وتوفير الفرص بحسب اعتبارات مختلفة بعيدًا عن الكفاءة، ولكن بالتعليم يضمن الفرد حقه في المنافسة على أساس الكفاءة والاستحقاق.
التخفيف من المشكلات والاضطهاد
التعليم هو السلاح القوي الذي يواجه فيه الفرد الظلم الواقع عليه، لا سيما في مجتمعات الدول النامية على وجه الخصوص، حيث تكثر فيها مشكلات التعنيف والاضطهاد على أساس الجنس أو العمر.
فمن دون التعليم يتفاقم تعرّض الأفراد للاستغلال والاضطهاد وهذا يخلق فيهم الضعف ويقلّل من فرصهم المناسبة في المجتمع، بينما الفرد المتعلّم يظلّ في صالحه المعرفة والمهارة الكافية للتغلّب على المشكلات وصور الاستغلال.
عواقب عدم توفر التعليم المناسب
يؤدي إهمال التعلّم إلى العديد من العواقب والآثار السلبية على الفرد والمجتمع، وأبرز هذه العواقب ما يلي:
فقدان الفرد حقّ التعبير عن الذات
يتسبب فقدان الحقّ في التعليم في سلب الفرد حقّه في التعبير عن نفسه في المجتمع، وعدم حصوله على كامل حقوقه بحجّة نقصه وعدم كفاءته، وهذا يظهر كمثال في المجتمعات التي تحرم المرأة من التعليم وتسلب حقوقها الأخرى التي تضمن لها حياة كريمة.
انتشار البطالة
يقلل فقد التعليم من الفرص المتاحة للفرد ومن كفاءته العملية ممّا يؤدي إلى انتشار البطالة في المجتمعات بنسب عالية.
انتشار الاستغلال
يدفع غياب التعليم أفراد المجتمع إلى اللجوء إلى وسائل غير مناسبة للحصول على مصدر رزق، فتلجأ النساء والفتيات أو الأطفال إلى وظائف غير ملائمة يتعرضون فيها للاستغلال من أجل تأمين الحاجة المعيشيّة.
انخفاض مستوى الصحّة
يؤثر انخفاض مستوى التعليم على الوعي بشكل عام، فيؤثر بشكل مباشر على قلّة الوعي بأهمية الرعاية الصحيّة والنظافة الشخصية وتنظيم الأسرة لضمان حياة صحية سليمة قدر المستطاع، فوفقًا لدراسة وطنية طويلة الأمد للوفيات أظهرت أنّ سنة التعليم الواحدة تزيد من العمر المتوقّع للفرد بمقدار 0.18 سنة عن الفرد غير المتعلّم.
يعد التعليم حقّ لجميع الأفراد وهو القوة التي يمتلكونها لمواجهة التحديات والصعوبات الاجتماعية والمادية، كذلك فإنّ انتشار التعليم بين الأفراد يضمن الارتقاء بمستوى المجتمع كافّة ويجعله مجتمعًا متحضّرًا تنخفض فيه نسبة الجريمة والاستغلال.
وبالتأكيد فإن غياب التعليم وعدم الاهتمام بنشره في المجتمع وإبراز ضرورته سيؤدي بالفرد والمجتمع إلى مستويات متدنية تؤثّر نفسيًا واجتماعيًا وماديًا وصحيًا على المجتمع وتقلّل من إنتاجيته الفاعلة وسلامة أفراده.