أثر العادة على الإدراك
العادة
هي أي سلوك متكرر بانتظام ولا يتطلب التفكير، وتعد وسيلةً لحفظ العمليات العقلية للمهام الأكثر طلبًا، ولكن قد تسبب الجمود السلوكي، والعادة مرتبطة بالسلوك ، إذ أنها ترتكز على تكرار هذا السلوك أو الاستجابة في كل مرة يتكرر فيها الحافز الذي أثار هذا السلوك إلى أن يصبح السلوك أكثر تلقائية وفي المقابل قد تتشكل بعض العادات على أساس تجربة واحدة خاصةً عندما يتعلق الأمر بالمشاعر.
العادة والثقافة
من الممكن أن تؤثر العادة على الإدراك من خلال ثقافة المجتمع، إذ قد تؤثر عادات البيئة المحيطة بالفرد في تشكيل مفاهيمه الثقافية، مثل؛ انتشار عادة التدخين في بعض المجتمعات واعتبارها رمزًا للرجولة.
العادة والأخلاق
ترسخ العادة الأخلاق منذ الصغر، إذ يتعلم الأطفال القيام بالشيء الصحيح في مجموعة متنوعة من المواقف، ومع تكرار هذه الأفعال الأخلاقية قد تتحول إلى عادات أخلاقية.
العادة والذاكرة
تحتاج الذاكرة إلى أن تتغذى باستمرار، ولكن عادةً عندما يغادر الأشخاص الأماكن التعليمية لا يستخدمون ذاكرتهم بشكل نشط؛ ونظرًا لأن معظم الوظائف تعتمد على الخبرة والقدرة على التنبؤ والموثوقية فإنها تساعد في إنشاء الروتين، والروتين هو العادات التي تتكرر كل يوم، ويعد جيدًا لأن التفكير في الأمور غير المهمة هو مضيعة للوقت والجهد، لكن العادة توفر إجابة جاهزة قبل أن يُطرح السؤال، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون عاملًا مساهمًا في الإصابة بالخرف عند بعض الأشخاص؛ لأن عاداتهم الاجتماعية العامة وأنماطهم الروتينية مصقولة للغاية.
العادة والركود العقلي
للعادة تأثير على العقل ونشاطه، إذ تعد ضرورية للأشخاص العاطلين وغير النشطين لأنها تملأ الركود العقلي والملل بصرامة جدول زمني محدد بوضوح، كما أن العادة تأخذ مكان الإبداع ، فكلما تضاءلت حياتنا العقلية كلما أصبح دور العادة أهم؛ لأنها تساعد في تخفيف عيوبنا العقلية، لكن هذه الاستراتيجية لا تعمل إلا عندما تكون الظروف مستقرة ويمكن التنبؤ بها، مثلًا يمكن أن تعمل عند كبار السن، أما بالنسبة للشباب فإن قواعد الحياة غير واضحة بعد، وهناك متسع كبير للمخاطرة والعفوية والارتجال.
العادة والتعلم
من المعروف أن التعلم يتعلق بالمعرفة والمعلومات والمهارات، بينما العادة تتعلق بالروتين والسلوكيات والأفعال، لكن كلاهما يرتكزان في الغالب على نفس مبادئ الدماغ، فعلى الرغم من أن بعض العادات هي في الواقع مجرد إشارة واستجابة بسيطة، إلا أن معظمها معقد ويتعامل مع حالات فرعية محددة وله قواعد لمواقف معينة تعمل كل الوقت، وقد اتضح أن التعلم يشبه ذلك تمامًا تقريبًا، إذ أنّ تعلم شيء ما يعني أنك تنتج نوعًا من الاستجابة العقلية أو الجسدية عند إعطائك مجموعة من المدخلات، ولكن قد يكون أحد الاختلافات الظاهرة بين التعلم والعادات هو أن تطبيق ما تعلمته هو عملية أكثر وعيًا، في حين يُعتقد أن العادة تكون تلقائية في الغالب.