أثر الثورة الصناعية على العمارة
أثر الثورة الصناعية على العمارة
ظهرت الثورة الصناعية في نهاية القرن الثامن عشر، وتحديدًا في عام 1970م، وأدى ظهور هذه الثورة الصناعية إلى تغيير في شكل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأصبحت الثورة الصناعية قوة في يد الدولة التي تمتلك مقوماتها، وذلك بسبب تسهيل أدوات الثورة الصناعية لطريقة العيش وتسهيلها على الناس القيام بمهماتهم وأعمالهم.
وقد كان لشكل العمارة التغير الكبير بسبب ظهور الثورة الصناعية وذلك بسبب حلول الآليات محل الكثير من الأيدي العاملة، كما ظهرت المواد الجديدة التي دخلت في تصميم المباني الجديدة مما جعل الفن والعمارة تأخذ شكلًا جديدًا على غير الشكل السابق في طراز الأبنية وفن العمارة .
البساطة التي ظهرت على فن العمارة بعد ظهور الثورة الصناعية
لقد ظهرت البساطة والنظام الرومانتيكي على المباني بعد ظهور الثورة الصناعية في نهاية القرن الثامن عشر، وخاصة في الدول الأوروبية، ويعود السبب في ظهور المباني بفن بسيط وطابع هادئ إلى عدة عوامل مرتبطة بظهور الثورة الصناعية، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- ظهور الابتكار لدى المهندسين المعماريين في تلك الفترة ومحاولتهم البعد عن الطراز القديم الذي يبالغ في الزخرفة والتعقيد في صورة الأبنية المختلفة.
- ظهور العديد من المواد الجديدة التي تستخدم في البناء إلى جانب المواد الصناعية المستحدثة.
- ظهرت الحاجة إلى نوعيات جديدة من المباني التي لم تكن موجودة في السابق مثل المصانع والمعامل.
- ظهور العديد من المذاهب الجديدة للفن المعماري مثل النظرية التكعيبية، والنظرية التجريدية، والنظرية الإنشائية.
الاتجاهات المعمارية في عصر الثورة الصناعية
اتجه فن العمارة في العصر الذي ظهرت فيه الثورة الصناعية إلى اتجاهين مختلفين ويصنف الخبراء هذه الاتجاهات على أن أحدهما سلبي والآخر إيجابي، ويعود هذا الاختلاف إلى اختلاف المناطق الجغرافية وثقافتهم واختلاف الاتجاهات التي يميل إليها المهندسون المعماريون في تلك الفترة، وفيما يأتي توضيح لهذين الاتجاهين:
الاتجاه الأول
هو اتجاه كلاسيكي، وله أثر طويل الأمد بحيث دعا هذا الاتجاه إلى إحياء النمط اليوناني القديم في بناء الكنائس والجامعات على اعتبار أنه النمط العام في العمارة، كما دعا هذا النمط إلى حفظ الطراز البيزنطي والفرعوني واستخدامه في الأبنية، وامتاز هذا النمط في الانتقائية فيما بعد بحيث قام بجمع أنماط وفنون معمارية مختلفة في المبنى الواحد.
الاتجاه الثاني
هو اتجاه معاصر وهو الاتجاه الذي صنف على أنه الإيجابي، بحيث إنه كان ملائمًا العصر الصناعي ومحققًا لاحتياجاته، بحيث ظهرت المباني التي تلبي حاجة الثورة الصناعية وهي طرز جديدة لم تكن موجودة مثل محطات السمك الحديدية والمصانع والمستودعات والمنشآت الصناعية.
كما استخدمت في هذه المباني المواد المستحدثة مثل الخرسانة المسلحة والجديدة بالإضافة إلى الزجاج ، وهذا الذي جعل شكل المباني يأخذ طابعًا جديدًا يغلب عليه البساطة وتلبية الحاجة من استخدام هذه المباني.