أقسام السنة النبوية
أقسام السنة النبوية
السنة النبوية: هي كُل ما أُضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قولٍ، أو فعلٍ، أو تقريرٍ، أو صفة خَلْقِية أو خُلُقية، وفيما يأتي بيان أقسام السنّة النبوية:
السنة القولية
- تعريف
هي أقوال النبي -صللاى الله عليه وسلم- التي قالها في أماكن وأوقات مختلفة ولأغراض شتَّى.
- حجيتها
هي مصدر من مصادر التشريع، ويجب العمل بها إذا كان يُقصد بها بيان الأحكام الشرعية أو تشريعها، أما إذا كانت أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمور دنيوية لا علاقة لها بالتشريع، ولا تختص به، مثل: تأبير النخل؛ فهي هُنا ليست مصدراً من مصادر التشريع، ولا يجب العمل بها.
وحجية السنة القولية أقوى من حجية السنة الفعلية والتقريرية، وهذا الأمر يفيدنا إذا رأينا تعارضاً ظاهرياً لقول من أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- مع فعله، ولم نستطع الجمع بينهما.
- أمثلة عليها
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).
السنة الفعلية
- تعريفها
أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- التي أراد بها بيان الأحكام الشرعية وتبليغها عن الله -سبحانه وتعالى-، مثل: أداء شعائر الحج.
- أقسامها وحكم الاقتداء بها: ليست كل أفعال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تشريعاً يجب علينا الالتزام بها، بل هي تختلف حسب وصفها، وتنقسم إلى ما يأتي:
- القسم الأول: أفعال تصدر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمقتضى طبيعته البشرية ، مثل: أكله وشربه ونومه، كحبّه أكل الثريد وذراع الشاة، فلا يجب على الأُمّة أن تقتدي به في هذه الأمور إذا لم يقصد بها التشريع؛ لأن مصدرها إنسانيته -صلى الله عليه وسلم- وليست رسالته، لكن فعل هذه الأمور حسن وجميل لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفعلها.
- القسم الثاني: أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- بمقتضى خبرته وتجاربه في الشؤون الدنيوية؛ مثل تنظيمه للجيوش، وإدارته المعارك، وتجارته، فهذه أيضاً ليست من التشريع، وهذا مثل نزوله -صلى الله عليه وسلم- في مكان ما في غزوة بدر، فأشار عليه أحد صحابته بتغيير المكان لمكان أفضل؛ فغيَّره -صلى الله عليه وسلم-، فلو كان وحياً ما غيره -صلى الله عليه وسلم-.
- القسم الثالث: أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- الخاصة به؛ كزواجه بأكثر من أربع، وصيامه أياماً صياماً متواصلاً بدون إفطار بينهما، وهذه لا يجوز لأحد أن يقتدي فيها بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن هذه الأفعال خاصة به.
- القسم الرابع: أفعال تصدر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لبيان الأحكام الشرعية والتبليغ عن الله -تعالى-، فهذه يجب الالتزام بها، وهذه مثل: أدائه للصلاة والحج.
السنة التقريرية
- تعريفها
هو ما صدر عن صحابي أو أكثر من أقوالٍ أو أفعالٍ عَلِم بها رسول الله -عليه الصلاة السلام- فسكت عنها ولم ينكرها، أو وافقها وأظهر استحسانه لها.
- أمثلة عليها: من الأمثلة على السنّة التقريرة ما يأتي:
- أكل الصحابة الضب أمام النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسكت ولم ينكر عليهم ذلك.
- إقراره -صلى الله عليه وسلم- للصحابي عمرو بن العاص الذي صلّى بالقوم في غزوة ذات السلاسل بعد أن تطهّر من الجنابة بالتيمّم بسبب عذرٍ؛ وهو شدة البرد.