وظائف اللغة
وظائف اللغة
إن اللغة لها أهمية كبيرة تتضح من خلال الوظائف التي تؤديها، وتتعدد وظائف اللغة، إلا أن وظيفتها الأساسية تتمثل في التعبير والتبليغ عن الأفكار والأحاسيس والمشاعر، وأيضًا تحقق التواصل والتفاهم بين المرسل والمستقبل، وتعتبر اللغة وسيلة التواصل بين البشر والتفاهم بينهم وأداة مهمّة وأساسية للتعامل بينهم في المجالات المختلفة، وهناك وظائف عديدة أخرى للغة وهي كالآتي:
الوظيفة النفعية (الوسيلة)
فاللغة لها وظيفة نفعية؛ لأنها تسمح للمستخدم منذ سنّ الطفولة بالتعبير عن حاجاته ورغباته وما يريد من محيطه، ويطلق على هذه الوظيفة وظيفة "أنا أريد"، فهي تختص بالمستخدم بالدرجة الأولى، وتفيده في كونها وسيلة مستخدمة للتعبير عمّا يريد.
الوظيفة التنظيمية
تتلخص الوظيفة التنظيمية للغة في كونها تمكن المستخدم من التحكم في سلوك الآخرين، وهذا يتم من خلال استخدام نوع من الأمر أو الطلب لتنفيذ مطلب أو النهي عن أداء فعل معين، وتعرف باسم وظيفة "افعل كذا... ولا تفعل كذا".
الوظيفة التفاعلية
هي أكثر الوظائف ملاحظة وحضورًا ووضوحًا، فحياة الإنسان تكتسب قيمتها من خلال التفاعل مع الآخرين، ولأن الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع الانعزال عن جماعته، فيستخدم الفرد اللغة، ويتبادلها في مجتمعه في مختلف المناسبات، وبالتالي تساعد اللغة الإنسان على التعرف على من حوله ومخاطبتهم والتفاعل والانفعال معهم وإيصال ما بداخله، ما يحقق في النهاية عنصر التشارك في الحوار.
الوظيفة الشخصية
تتمثل الوظيفة الشخصية للغة في أن الفرد يتمكن من خلالها من التعبير عن آرائه ومشاعره واتجاهاته حول موضوعات متعددة، وهذا لأنه يستطيع إثبات هويته الخاصة وكيانه الشخصي وتقديم أفكاره للآخرين، فوظيفة اللغة هي نقل الخبرات الإنسانية و التعبير عن المشاعر والأفكار واكتساب المعارف؛ لذا فهي ضرورية لتقدم الثقافة والعلم، لأن الفكر لا يمكن أن يوجد من دون اللغة، والكلمة أداة للتفكير في المعنى.
كما أن الإنسان يحتاج أحيانًا للحديث مع نفسه بعيدًا عن سياقه ومحيطه الاجتماعي، فيناقش نفسه ويتحاور معها كأنها شخص آخر، ثم يوبخها أو يمدحها ويعيد الثقة لها، وهذا يجعلها جانبًا شخصيًا الفرد بحاجة إليه لحقق غرضًا شخصيًا له.
الوظيفة التخيلية
فاللغة تعطي الفرد المجال للهروب من الواقع عن طريق وسيلة من صنعه من خلال أشعار وقوالب لغوية ينتجها هو لتعبر عن مشاعره وتجاربه وأحاسيسه وانفعالاته، ويستخدمها الإنسان للترفيه عن نفسه أو رفع همته والتخلص من صعوبة العمل والتمتع بروح الجماعة كما في الأهازيج والأغاني في الأعمال الجماعية والتنزهات.
الوظيفة الإخبارية (الإعلامية)
فاللغة تمكن الفرد من نقل المعلومات المتنوعة والجديدة إلى الآخرين ونقل الخبرات إلى الأجيال اللاحقة، وإلى أجزاء بعيدة متفرقة على وجه الأرض بمساعدة التكنولوجيا ، ثم تصبح وظيفة اللغة تأثيرية إقناعية، وهذه اهتمامات الإعلاميين والعلاقات العامة لحث الجمهور على الإقبال على سلعة معينة، أو التوقف عن سلوك غير محبّب، وذلك باستخدام ألفاظ انفعالية ووجدانية.
الوظيفة التاريخية
للغة وظيفة تاريخية تتمثل في الحفاظ على التراث الديني والأدبي والعلمي والثقافي، مع ضمان نقله من جيل لآخر ليصل إلى الأجيال كلها، وتتحقق الاستفادة منه، وتنقل الأفكار وتجارب الأمم الأخرى، إلى جانب إتاحة الاطلاع على آثارهم المختلفة ونمط تفكيرهم وعقليتهم بهدف الاستفادة منها.
الوظيفة الاستئنافية (الاستدلالية)
تتمثل هذه الوظيفة في أن المرسل يقوم بإرسال رسالة أو سؤال أو أمر لشخص، وينتظر الاستجابة أو الرد عليها، وتكون أيضًا في الدعايات أو الدعايات السياسية، ومثال عليها: "التصويت الأخضر"، "هل صنعت الطعام؟".
الوظيفة الاستكشافية
فاللغة أداة ووسيلة لاكتساب المعارف والخبرات، ويطلق عليها الوظيفة الاستفهامية، لأنها تتمثل في طرح الأسئلة عن الموضوعات المتعددة، وذلك بهدف استكشاف وفهم البيئة المحيطة والمجتمع وما حوله، وكذلك اسكشاف وفهم الأشخاص والأشياء المختلفة واكتساب الخبرات والمعارف حولها.
الوظيفة الرمزية
اللغة لها وظيفة رمزية؛ لأنها تستخدم للدلالة على الموجودات أو الأشياء أو المفاهيم المادية أو الخبرات والمعاني والمفاهيم المجردة، وهذا يتم من خلال استخدام رموز معينة تشير إلى الموجودات أو الأشياء وتشير إليها.
الوظيفة النفسية
تتمثل الوظيفة النفسية للغة في كونها تستخدم كآلة للتحليل والتركيب التصويريين، فمن خلال الكلمات أو الرموز يتم التركيز على أجزاء معينة من الأحوال المعروضة ولفت الانتباه إليها، وهذا يتضمن تحليل الأحوال المعروضة إلى تصورات.