وصفة طبيعية لعلاج الثعلبة
وصفة طبيعية لعلاج الثعلبة
تُعدّ الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia) من الاضطرابات الصحية ذات العلاجات التقليدية المحدودة، لذلك فإنّ الدراسات التي تثبت فعالية الوصفات الطبيعية لعلاج الثعلبة تكون محدودة، وفيما يأتي بيان بعض الوصفات الطبيعية التي تستخدم في علاج الثعلبة بشيءٍ من التفصيل:
عصير البصل
تكمن فائدة عصير البصل باحتوائه على عنصر الكبريت (بالإنجليزية: Sulfur) الذي يلعب دورًا في تحفيز إعادة نمو الشعر، ويمكن استخدامه على الشعر بعصر القليل من البصل ثم فرك فروة الرأس والشعر بالعصير الناتج وتركه لمدة 15 دقيقة على الأقل قبل غسل الشعر بالشامبو، وعلى الرغم من عدم وجود الكثير من الدراسات التي تدعم ذلك، إلاّ أنّ إحدى الدراسات التي نُشرت في المجلة اليابانية للأمراض الجلدية (بالإنجليزية: Japanese journal of dermatology) عام 2002 أظهرت أنّ استخدام عصير البصل قد يكون فعالًا في علاج الثعلبة؛ إذ تبين أنّ 74% من الأشخاص المُصابين بالثعلبة البقعية (بالإنجليزية: Alopecia areata) نما الشعر لديهم بعد مرور أسبوعين من استخدام عصير البصل، ويجدر التنويه إلى أنّه يمكن التخلص من رائحة البصل بإضافة أي شيء يخفي الرائحة، بالإضافة إلى أنّه أظهرت بعض الدراسات التي تُجرى على الحيوانات أنّ البصل يحسّن من مُعامل نمو الكيراتين (بالإنجليزية: Keratin) ويزيد تدفق الدم إلى بُصيلات الشعر.
مستخلص نبات الصبّار
يتم استخدام جل الصبّار أو ما يُعرف بجل الألوفيرا (بالإنجليزية: Aloe Vera) لعلاج فقدان الشعر منذ القدم؛ إذ صّرح المركز الوطني للصحّة التكميلية والتكاملية (بالإنجليزية: The National Center for Complementary and Integrative Health) أنّ جل الصبّار يُبرّد فروة الرأس ويفتح بصيلات الشعر المسدودة بفعل زيوت الشعر الزائدة، كما أنّه يٌقلّل من تكوّن قشرة الرأس، ويتم استخدامه بفرك فروة الرأس والشعر بجل الصبّار عدة مرّات في الأسبوع، أو يمكن استخدام الشامبو وبلسم الشعر الذي يحتوي على جل الصبار.
البيوتين
يُعرف البيوتين (بالإنجليزية: Biotin) بفيتامين ب 7 (بالإنجليزية: Vitamin B7)، ويصفه بعض الأطباء لعلاج مشاكل تساقط الشعر بالإضافة إلى تأثيره الجيد على البشرة، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن الحصول على البوتين من بعض المصادر الغذائية الطبيعية مثل البيض، والفطر، وبذور القمح، ويمكن وضع هذه المصادر الغنية بالبيوتين على فروة الرأس بشكلٍ مباشر، أمّا بالنسبة لمنتجات الشعر التي تحتوي على البيوتين فلا يوجد الكثير من الدراسات التي تثبت فعاليتها في معالجة تساقط الشعر، إذ أظهرت إحدى المراجعات المنهجية التي نُشرت في الملحق الطبّي للاضطرابات الجلدية (بالإنجليزية: Skin Appendage Disorders) عام 2017 أنّ الأبحاث العلمية التي تُثبت فعالية البيوتين محدودة للغاية، وأنّ استخدام مكمّلات البيوتين قد يكون مفيدًا في حالات نقص البيوتين الموروثة والمكتسبة، وفي بعض الحالات مثل هشاشة الأظافر ، أو متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط (بالإنجليزية: Uncombable hair syndrome)، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذه الاضطرابات الصحية غير شائعة وأنّ الأدلة العلمية على مدى استفادة الأفراد الأصحاء من مكمّلات البيوتين غير كافية.
البلميط المنشاري
يُعدّ البلميط المنشاري (بالإنجليزية: Saw Palmetto) وصفة عشبية يتم صنعها من أشجار النخيل الصغيرة، ويتم استخدامها لتحفيز نمو الشعر، إذ يُشار إلى أنّ البلميط المنشاري يمنع تحلل هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) أو ما يُعرف بالهرمون الذكري مما قد يساعد في عدم تساقط الشعر، ومن الجدير بالذكر أنّ استخدامه يُعدّ آمنًا إلى حدٍّ ما، بالإضافة إلى أنّه غير مكلف ماديًّا ويمكن استخدامه مع أدوية أخرى إن دعت الحاجة، أما بالنسبة لفعاليته فقد أظهرت نتائج إحدى المراجعات المنهجية التي نُشرت في الملحق الطبّي للاضطرابات الجلدية عام 2020 أنّ استخدام البلميط المنشاري بشكلٍ موضعي وكأحد المكمّلات التي تؤخذ عبر الفم كان مفيدًا لعلاج الصلع الوراثي (بالإنجليزية: Androgenetic Alopecia) وتساقط الشعر الكَربيّ (بالإنجليزية: Telogen Effluvium)، ومن الجدير بالذكر أنه لم ينجم عن استخدام هذه العشبة أيّ أعراض جانبية حادّة أو خطيرة، لذلك وعلى الرغم من عدم وجود المعلومات الكافية إلاّ أنّه يمكن اعتبار المكمّلات المحتوية على البلميط المنشاري خيارًا جيدًا لعلاج ما سبق من الأمراض المذكورة بالإضافة إلى علاج ترقق الشعر، لكن لا يزال هناك حاجة ملحّة للمزيد من التجارب السريرية العشوائية للتحقق من مدى فعالية البلميط المنشاري وتحديد الأعراض الجانبية طويلة الأمد الناجمة عن استخدامه.
زيت بذور اليقطين
يساعد أخذ جرعات يوميّة من زيت بذور اليقطين في الحد من تساقط الشعر؛ إذ يمنع زيت بذور اليقطين تحويل هرمون التستوستيرون إلى مركّب ديهدروتيستوستيرون (بالإنجليزية: Dihydrotestosterone) المرتبط بتساقط الشعر، إذ أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2019 أنّ إعطاء 400 ميليغرام من زيت بذور اليقطين عبر الفم لمدّة 24 أسبوع ل 76 مُصابً بالصلع الوراثي نجم عنه زيادة ملحوظة في نمو الشعر لدى 40% من مستخدمي الزيت مقارنةً بنسبة 10% فقط ممن لم يأخذوه، إلاّ أنّ هذه الدراسة لا تُعدّ دقيقة بسبب احتواء الكبسولة المُعطاة على مكوّنات وعناصر أخرى غير زيت بذور اليقطين، مما يستدعي إجراء المزيد من الدراسات التي تُركّز على مفعول زيت بذور اليقطين على وجه التحديد.
الشاي الأخضر
قد يساعد استخدام مستخلص الشاي الأخضر في علاج العديد من المشاكل الصحيّة بما فيها تساقط الشعر، إذ يحتوي الشاي الأخضر على مركبات غالات يبيغالوكاتشين (بالإنجليزية: Epigallocatechin Gallate) واختصارًا EGCG التي تحفز نمو الشعر، إذ أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2019 في مجلة الأمراض الجلدية التجميلية (بالإنجليزية: Journal of Cosmetic Dermatology) أنّ استخدام الشاي الأخضر لحالات الصلع الوراثي قد يحسّن من نمو الشعر، إلا أنّ هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات للتحقق من فعاليته، فعلى الرغم من فوائد الشاي الأخضر وما يحويه من مركّبات وعدم تسبّبه بأعراض جانبية شديدة، إلّا أنّه لا يجب أخذ جرعة زائدة منه تجنبًا للآثار الضارة الناتجة عنه مثل تضرر الكبد.
العلاجات البديلة والتكميلية
نوضح فيما يأتي بعض العلاجات البديلة والتكميلية التي قد تساعد في علاج الثعلبة:
العلاج العطري
يُعدّ العلاج العطري أو ما يُعرف بطب الروائح (بالإنجليزية: Aromatherapy) إحدى العلاجات البديلة التي يلجأ إليها بعض المصابين بالثعلبة على الرغم من عدم وجود أدلة علمية كافية تثبت فعاليتها، ومن الجدير بالذكر أنّ مبدأ عمل العلاج العطري يعتمد على استخدام الزيوت العطرية الأساسية المستخلصة من نباتات ذات فائدة علاجية، فعلى سبيل المثال يتم استخدام زيوت الزعتر، وخشب الأَرز، وإكليل الجبل، والخُزامى لعلاج تساقط الشعر منذ القدم، أمّا عن فعالية هذه الزيوت فقد أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت في الملحق الطبّي للاضطرابات الجلدية عام 2019 أنّ تدليك فروة الرأس بالزيوت العطرية مع زيت الجوجوبا وزيت بذور العنب لمدة 7 أشهر أدّى إلى تحسّن نمو الشعر لدى المصابين بالثعلبة البقعية بنسبة 44% مقارنةً بنسبة 15% فقط للمصابين الذين قاموا باستخدام زيت الجوجوبا وزيت بذور العنب دون الزيوت العطرية.
الوخز بالإبر
يُعدّ الوخز بالإبر (بالإنجليزية: Acupuncture) إحدى العلاجات البديلة التي يلجأ إليها بعض المصابين بالثعلبة على الرغم من عدم وجود أدلة كافية تثبت فعاليتها، ويتم ذلك من خلال إدخال الإبر في مواقع معينة من الجسم مثل الرأس، أو اللسان، أو الأذن، ويتم تحفيز هذه المواقع بعدّة طرق مثل الضغط عليها، أو باستخدام الحرارة، أو الكهرباء، أو الليزر، ومن الجدير بالذكر أنّ الوخز بالإبر يستخدم بكثرة لعلاج العديد من الاضطرابات الجلدية مثل الثعلبة؛ فقد يساعد الوخز بالإبر على تقليل تساقط الشعر من خلال تقليل معدّل هجوم خلايا المناعة التائية (بالإنجليزية: T cells) على بُصيلات الشعر بالإضافة إلى دور الإبر في تحفيز بصيلات الشعر وتنشيط الدورة الدموية؛ إذ أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت في المجلة البريطانية الطبيّة (بالإنجليزية: British Medical Journal) عام 2015 أنّ الوخز الإبري الكهربائي (بالإنجليزية: Electroacupuncture) يُقلل من تحلّل الخلايا الصارية أو البدينة (بالإنجليزية: Mast cells) في طبقة الأدمة (بالإنجليزية: Dermis)؛ وهو أحد الأسباب المحتملة للتغيّرات المرضية التي قد تسبب الثعلبة البقعية، إلاّ أنّه يجدر التنويه إلى عدم وجود أدلة علمية كافية على الفوائد والأضرار الناجمة عن استخدام الوخز بالإبر لعلاج الثعلبة.
وفي حال اتخذ الشخص المصاب بالثعلبة قرار مُعالجة تساقط الشعر بالوخز الإبري فيجب عليه أخذ بعض الأمور بعين الاعتبار، وفيما يأتي بيان ذلك:
- اعتماد معالج مُرخّص يحمل شهادة ترخيص ومزاولة من لجنة التصديق الوطنية للوخز بالإبر والطب الشرقي (بالإنجليزية: The National Certification Commission for Acupuncture and Oriental Medicine).
- الفهم الكامل لمرحلة العلاج ومتطلباتها؛ وذلك لاختلاف مرحلة العلاج تبعًا لمكان الإقامة.
- في حال لم يجد الشخص أخصائي علاج بالوخز بالإبر فيمكنه استشارة الطبيب المُعالج لإحالته إلى مختص.
التدليك
يُساعد تدليك فروة الرأس خاصةً مع استخدام الزيوت على تحفيز نمو الشعر، كما أنّه يخفف من التوتّر والقلق، ويتم ذلك بتدليك فروة الرأس بشكلٍ يوميّ ولفترة زمنية كافية؛ إذ أظهرت إحدى المقالات التي نُشرت في مجلة الحروق والجروح (بالإنجليزية: Journal of burns and wounds) عام 2016 أنّ تدليك فروة الرأس يُحفّز نمو الشعر ويزيد من سماكة خلايا الحُليمات الموجودة في طبقة الأدمة.