وصف مدينة باريس
وصف مدينة باريس
تُعَدُّ مدينة باريس العاصمة الرسميّة لفرنسا ، وهي تابعة لمنطقة (إيل دو فرانس)، حيث تقع المدينة في الجزء الشماليّ الأوسط للدولة، ويخترقها نهر السين من بدايتها، وحتى نهايتها؛ إذ يدخل النهر إلى المدينة في الركن الجنوبيّ الشرقيّ، ويتدفَّق باتّجاه الشمال الغربيّ، ثمّ يتحوّل تدريجيّاً باتّجاه الجنوب الغربيّ، حتى يُغادر المدينة في الزاوية الجنوبيّة الغربيّة، وتبلغ مساحة مدينة باريس 100كم، ويبلغُ عدد سُكّانها 2 مليون و200 ألف نسمة، كما أنّ عملتها الرسميّة هي (الفرنك). وتسحر مدينة باريس كلَّ من يراها، أو يزورها، فاسمها مرتبطٌ بالرومانسيّة، والجمال، وتشتهر المدينة بمبانيها العريقة ذات التصاميم المعماريّة المُميَّزة، وبمتاحفها، وأسواقها، وتتألّق المدينة بأضوائها المُنتشرة في شوارعها، وأزقّتها حتى أُطلق عليها اسم (مدينة النور)؛ فهي مدينة آسرة بكلِّ تفاصيلها، ويأتيها السيَّاح من كلِّ مكان؛ ليتمتَّعوا بجمالها، ويمكن أن يُنظَر إلى المدينة على أنَّها تنقسم إلى جزأين بالتساوي على ضِفّتَي نهر السين على النحو الآتي:
- الضفّة الشماليّة (اليُمنى): يضمُّ هذا الجزء مجموعة من المعالِم المُهمّة، كقوس النصر، والمكتبة الوطنيّة القديمة، وقصر الإليزيه، والقصر الكبير، وميدان الكونكورد، والأوبرا، ومتحف اللوفر ، وقصر شايو، وغيرها.
- الضفّة الجنوبيّة (اليُسرى): يضمُّ هذا الجزء عدَّة معالِم، منها: جامعة السوربون، وأكاديميّة اللُّغة الفرنسيّة ، والبانثيون، وحدائق لوكسمبورغ، وغيرها.
وصف الحياة في مدينة باريس
تنبض مدينة باريس بالأنشطة الحيويّة، والمُمارسات اليوميّة، وهي مدينة يُعنى بكافّة جوانب الحياة فيها، بَدءاً بالصحَّة، وانتهاءً بالجوانب الترفيهيّة، وفيما يلي وصفٌ لأهمّ جوانب الحياة في مدينة باريس:
- السياحة: يشهد قطاع السياحة في باريس نُموّاً مُرتفعاً كلّ عام؛ ففي عام 2017م زار المدينة ما يُقارب 70 مليون سائح، ومن الجدير بالذكر أنّ السائح يستطيع رُؤية المدينة عن طريق رحلات بحريّة في القوارب التي تُبحِر في عُرض نهر السِّين، أو عن طريق الحافلات التي تُقدِّمها الشركات السياحيّة هناك.
- الاقتصاد: تُعَدُّ باريس المركز الماليّ، والتجاريّ لفرنسا ؛ ففيها العديد من الشركات الفرنسيّة الكبيرة التي تنهضُ باقتصاد الدولة، كما أنّها تُعَدُّ مدينة صناعيّة؛ لاستقطابها العديد من المصانع التي كانت تهتمّ في البداية بالحِرف اليدويّة، والسِّلَع الكماليّة، حتى جاء القرن 19م، فنهضت الصناعات الثقيلة، كصناعة الأسلحة، وصناعة الأعمال الهندسيّة الثقيلة، والموادّ الكيميائيّة، وصناعة السيارات، والطائرات، وغيرها، كما تتمركز في العاصمة باريس البنوك الفرنسيّة الكُبرى، وشركات التأمين ، والهيئات الماليّة الأخرى.
- التعليم: تهتمُّ مدينة باريس بالتعليم بكافّة مراحله؛ فهي تُقدِّمه مجّاناً لمواطنيها، وهو يُعتبَر إلزاميّاً حتى سنِّ 16، ومن أشهر المُنشآت التعليميّة في باريس (جامعة السوربون)، أو (جامعة باريس) الواقعة على الضفّة اليسرى لنهر السين، والتي تُعَدُّ من أعرق الجامعات في القارَّة الأوروبيّة ، كما تُوجَد فيها العديد من الجامعات التي تشمل التخصُّصات الهندسيّة، والفنيّة، وتخصُّصات الأعمال التجاريّة.
- الحياة الثقافيّة: تنتشرُ في باريس العديد من المظاهر الثقافيّة التي تجذبُ إليها المُثقّفين، والمُفكّرين، ومن أهمّ هذه المظاهر:
- المَسارح: تُوجَد في باريس مسارح رئيسيّة تُديرها الدولة، وتُقدِّم عليها مسرحيّات ذات طابع كلاسيكيّ فرنسيّ، ومسرحيّات حديثة تتناول مواضيع جادّة، ومسرحيّات أجنبيّة، بالإضافة إلى 150 مسرحاً صغيراً.
- السينما: تتوزَّع في المدينة دُور سينما، ومنازل فنيّة صغيرة تُقدِّم مجموعة واسعة من الأفلام.
- المتاحف: تُوجَد في باريس متاحف، ومَعارض رائعة، من أهمّها: متحف اللوفر الذي يُعَدُّ أحد أعظم متاحف الفنون الكلاسيكيّة، والمتحف الوطنيّ للفنِّ الحديث، ومتحف أورسيه للفنِّ، والحضارة، ومتحف العلوم.
- الموسيقى: اهتمّت الحكومة بإعادة صخب الموسيقى إلى مدينة باريس، فساهمت في تمويل دار أوبرا ثانية في ساحة الباستيل غير الأوبرا الرئيسيّة للمدينة.
وصف معالم مدينة باريس
تتزيَّن مدينة باريس بمعالِم تجعلُها مدينة لا تتكرَّر؛ إذ أنَّ هذه المعالِم لا تقتصر على جمالها المعماريّ، بل على ما تحمله من تاريخ زاخر، وما تُقدِّمه لزُوّارها من تجارب لا تُنسى، ومن أهمّ، وأجمل المعالِم في باريس :
- بُرج إيفل: حيث يُعَدُّ بُرج إيفل أكثر علامة مُميِّزة لمدينة باريس؛ وهو عبارة عن بُرج يصل ارتفاعه إلى 320م، شُيِّد كمعرض مُؤقَّت سنة 1889م، وكان من المُقرَّر إزالته، إلّا أنَّه حَظِي باهتمام الجماهير، فتُرِكَ ماثلاً أمام نهر السين، ويحتوي البُرج على ثلاثة طوابق رئيسيّة يُمكن الصعود إليها عن طريق المصاعد، وقد يلجأ بعض الزوّار للانتقال من الطابق الأوّل إلى الثاني عبر 704 درجات مُثبَّتة كسُلَّم على الركائز الجنوبيّة للبُرج.
- متحف اللوفر: هو قصر فاخر يعود تاريخه إلى القرن 12م، وقد شيَّده (فيليب الثاني أغسطس) كحصن، ثمّ أُعيدَ بناؤه في القرن 16م على طراز عصر النهضة، وتتزيَّن ساحة متحف اللوفر الواسعة بهَرمٍ زُجاجيّ يُعتبَر علامة مُميّزة للمتحف، وهو يحتضنُ عشرات الآلاف من الأعمال الفنيّة ذات الأصول المُتعدِّدة، والأزمان المختلفة، فمنها آثارٌ يعود أصلها إلى بلاد ما بين النهرَين، والحضارة المصريّة، والحضارة اليونانيّة، ومنها أعمالٌ فنيّة لأهمّ الفنّانين في التاريخ، مثل: ليوناردو دا فينشي، ولوحته الشهيرة ( الموناليزا )، إضافة إلى الأعمال الفنيّة لميكيلانجيلو، ورامبرانت، وغيرهم.
- مركز جورج بومبيدو: أُنشِئ المركز عام 1977م، وهو مكانُ تُقام فيه المعارض، وورشات العمل المختلفة، وعروض الرقص، ودُور السينما، والأماكن الترفيهيّة، وما يُميِّزه هو تصميمه المعماريّ اللافت، كما يُمكن رؤية مشهد بانوراميّ لمدينة باريس من سطح المبنى.
- كاتدرائيّة نوتردام دو باري: وهي إحدى التُّحَف المعماريّة المُميَّزة في باريس؛ إذ تتَّخذ تصميماً يعود إلى العمارة القوطيّة في باريس، وهي تستقطب في العام أكثر من 14 مليون زائر، وتتكوَّن الكاتدرائيّة من قاعة داخليّة واسعة للزوّار تتَّسع لأكثر من 6 آلاف شخص، وفيها أبراج الخزانة، وأبراج الجرس، والجوقة المركزيّة، والمذبح، وغيرها، وتُزيِّن الكاتدرائيّة ثلاث نوافذ ورديّة، وتضمُّ حديقة صغيرة خلفيّة يُطلَق عليها (ساحة جان).
- بانثيون: ويُعرَف باسم (مقبرة العظماء)، حيث أُنشِئ البانثيون عام 1791م ككنيسة، ومكان يلتقي فيه أهمّ المُفكِّرين، مثل: فولتير، وجان جاك روسو ، وبرايل، وفكتور هوغو ، وغيرهم، وهو الآن مبنىً ذو قُبّة كلاسيكيّة حديثة فخمة، وضريح لبعض الشخصيّات التاريخيّة المُهمّة.
- قوس النصر: وهو عبارة عن نُصب يضمُّ قوساً كبيراً منحوتاً، ويرتفع مسافةَ 50م، وقد بُنِي القوس عام 1836م، كنُصب يُوثِّق نَصْر نابليون في معركة أوسترليتز عام 1805م.