وصف مدينة الداخلة
مدينة الداخلة
تقع مدينة الداخلة أو شبه جزيرة الداخلة في الجنوب الغربي من المملكة المغربية ؛ حيث تبعد عن الحدود الموريتانية المغربيّة مسافةً تقدّر بستمئة كيلومترٍ، وتبعد عن مدينة العيون ستمئة وخمسين كيلومتراً، وتوصف بأنّها هي مسك ختام المغرب العربيّ، وهي ثاني أكبر المدن في الجنوب المغربي.
طبيعة مدينة الداخلة
هي عبارة عن شبه جزيرةٍ محاطة بثلاثة سواحل أطلسيّة وتتوغّل في عمق المحيط الأطلسيّ، وهي ذات طبيعةٍ صحراويّةٍ، وقد تمت تسميتها بالداخلة لأنّها تشبه سفينةً ضخمةً تخترق المحيط وتداعبها الرياح، وقد اتخذت هذا الشكل بفعل ملاقاة الرمال وكثبان الصحراء بالأمواج الأطلسية؛ حيث تظهر وكأنها مدينةٌ عائمةٌ داخل البحر.
ترتبط المدينة باليابسة من خلال بحيرةٍ دافئةٍ تُدعى خليج وادي الذهب، ويُعدّ هذا الخليج المكان الأنسب لمحبّي ممارسة الرياضات المائيّة مثل التزحلق على الماء، وركوب الأمواج، ويزورها سنويّاً آلاف السيّاح للاستمتاع بهذه الرياضات بشكلٍ آمنٍ، كما تُقام البطولات للرياضة المائيّة فيها بشكلٍ مستمرٍ ومما ساعد على ذلك المناخ الدافئ فيها؛ حيث تظهر الشمس لمدة أكثر من 300 يومٍ في السنة، لذلك فهي تُعد من المصايف السياحية المهمّة في العالم.
تاريخ مدينة الداخلة
تمّ تشييد مدينة الداخلة عام 1884م لتكون أوّل معاقل الصيد للإسبان في الصحراء؛ ففي البداية أرسلت إسبانيا بعثات صيد إلى الداخلة عام 1881م عن طريق شخصين، وهناك التقى الشخصان بالعديد من السكان الأصليين، وعندما عادا إلى جزر الخالدات(الكناري) ادّعيا أنهما قاما بشراء الداخلة من أهلها، وفي العام نفسه استطاعت شركة المصايد الكناريّة الأفريقية الحصول على الإذن باستغلال السواحل في المنطقة رغماً عن المملكة المغربية.
عندما تمّ انعقاد المؤتمر الإسباني للجغرافيا الاستعمارية الإسبانية أوصى بإنشاء مراكز خاصّة بإسبانيا على الشاطىء الصحراوي المغربي وتأسيس شركة إسبانية للمستعمرات الأفريقية، وفي العام التالي أرسلت إسبانيا سفينتين إلى السواحل ورفعت فيها العلم الإسباني في عدّة مناطق مثل الرأس الأبيض في الكويرة، والرأس الأسود ومدينة الداخلة لتطلق عليها معاً اسم "فيا ثيسنيروس"، وقد أنشأ الإسبان لهم حصناً خاصاً بهم على الساحل، وبذلك تشكّلت النواة لمدينة الداخلة في شباط عام 1884م.
استمرّ الوجود الإسباني في مدينة الداخلة حتى عام 1975م تقريباً حيث قام في ذلك العام الملك الراحل الحسن الثاني بإعطاء الإشارة لـ 350 ألف مغربيٍّ للزحف باتجاه الجنوب بشكلٍ سلمي حاملين معهم الأعلام المغربية والمصاحف لتحرير المدينة من الاسبان، حيث اعتبر أحد أضخم أحداث المغرب السياسية وسميت المسيرة بالمسيرة الخضراء.