وصف لمدينة جدة
مدينة جدَّة
هي مدينة عربيّة إسلاميّة تقع في المملكة العربية السعودية ، وتُمثِّل العاصمة الاقتصاديّة لها، وتُعتبَر البوَّابة البحريّة الرئيسيّة التي يُمكن من خلالها الدخول إلى منطقة الحجاز، وقد حَظِيت مدينة جدَّة بأهمّية بالغة منذ بداية تأسيسها قبل نحو 3000 سنة، وحتى الوقت الحالي؛ إذ اتّخذتها العديد من الدُّول التي حكمت المنطقة؛ لتكون المَقرَّ السياسيّ لها، كما أنَّها تُعتبَر من أكثر المُدن ازدهاراً بين المُدن السعوديّة ، وحتى العربيّة، وممّا يدلُّ على ذلك حركة الحياة النشيطة، وانتشار النشاطات الثقافيّة، والأعمال التجاريّة في مختلف المجالات. ويعيش في مدينة جدّة حوالي 2,867,446 نسمة، وذلك وِفق إحصائيّات عام 2018م.
الموقع الجغرافيّ والمساحة
تقع مدينة جدَّة في الجزء الغربيّ من المملكة العربيّة السعوديّة، وتحديداً في منتصف الساحل الشرقيّ للبحر الأحمر؛ حيث تطلُّ حدودها الشرقيّة على سلسلة جبال الحجاز الشامخة، وتمتدُّ الرُّقعة الجغرافيّة التي تحتلُّها المدينة على طول 70كم بين حدودها الشماليّة، والجنوبيّة، ونحو 50كم بين واجهتها البحريّة، والحدود الشرقيّة، أمّا من الناحية الفلكيّة، فإنَّ مدينة جدَّة تقع بين دائرتي عرض 30°و21° نحو الشمال؛ أي جنوب مدار السرطان على بُعد درجتين، وخطَّي طول 12°و39° نحو الشرق.
وفي ما يتعلَّق بالمساحة الجغرافيّة للمدينة، فهي تُقدَّر بنحو 1765كم، لتصبح بذلك المدينة الأكبر في الإقليم الغربيّ، وثاني أكبر المُدن في المملكة العربيّة السعوديّة>
المناطق الرئيسيّة
تتكوَّن مدينة جدَّة من أربع مناطق رئيسيّة، وهي:
- المنطقة التاريخيّة: وهي منطقة ذات مبانٍ تُراثيّة، وبيئة تقليديّة.
- منطقة الأعمال والتجارة المركزيّة: وهي المنطقة التي تضمُّ المُؤسَّسات التجاريّة، والصناعيّة.
- المنطقة الحديثة: وهي تتميَّز بوجود المُجتمعات التسويقيّة الضخمة، والفخمة، والأحياء السكنيّة ذات البيوت المُعاصرة، والحديثة، والتي تتخلَّلها شوارع واسعة، وفسيحة.
- منطقة الكورنيش:وهي منطقة تمتدُّ على طول الساحل بمسافة 130كم، وتُعتبَر من المناطق السياحيّة المُهمّة في الوطن العربيّ ؛ فهي تُعتبَر بمثابة متحف عالَميّ في الهواء؛ بما تحتويه من مُجسَّمات جماليّة، وتعبيريّة تُمثِّل الطابع الإسلاميّ، والتاريخيّ، والثقافيّ للمدينة، كما تضمُّ المنطقة أعلى نافورة في العالَم؛ حيث يصل ارتفاع مياهها إلى نحو 250م.
التضاريس والمناخ
يُعتبَر المناخ السائد في مدينة جدَّة هو المناخ المُعتدل في فصل الشتاء، والشديد الحرارة خلال فصل الصيف، أمّا فرصة تساقُط الأمطار، فهي قليلة، وقد تهطل في بعض الأحيان خلال فصل الشتاء ، إلّا أنَّ هطولها يكون بشكلٍ مُفاجئ، كما أنَّ المناخ في جدَّة يكون رَطْباً بنسبة عالية في نهاية فصل الصيف، وبداية فصل الخريف.
وتُؤثِّر تضاريس المدينة بشكل كبير في مناخها؛ حيث تقع جدَّة ضمن منطقة سهليّة ساحليّة لا يزيد ارتفاعها عن سطح البحر عن أمتار قليلة، وتُحيط بها الجبال من الجانبَين: الشرقيّ، والغربيّ، وهذا ما يجعل طقس المدينة مختلفاً نسبيّاً عن باقي المناطق السهليّة، والساحليّة؛ حيث تُؤثِّر الجبال، والمُرتفعات الغربيّة، والشرقيّة في المُؤثِّرات الجوِّية الخارجيّة القادمة من الشرق، أو الشمال الشرقيّ، أو الجنوب الشرقيّ، من حيث محتوى الحرارة، وبُخار الماء ، وعمليّة التسخين الميكانيكيّ للهواء أثناء هبوطه من المُرتفعات نحو السهل الساحليّ، وهذا ما يُفسِّر عدم سقوط الأمطار إلّا بعد خروج الكُتلة الهوائيّة من المدينة باتّجاه المُرتفعات الشرقيّة، كما أنَّ موقع جدَّة على البحر الأحمر يُؤثِّر في حركة الرياح، واتّجاهها؛ إذ إنَّ الرياح تشتدُّ عند حركتها باتّجاه مُوازٍ للبحر الأحمر، وتُوجِد هذه الأجواء نوعَين من الرياح ، وهما: الرياح الشماليّة الغربيّة التي تُمثِّل الهواء القُطبيّ البارد، والرياح الجنوبيّة الشرقيّة التي تُمثِّل الهواء المَداريّ الرطب، والحارّ.
المعالِم البارزة
تضمُّ مدينة جدَّة العديد من المعالِم الأثريّة، والمُعاصرة، والتي تُعتبَر مركزاً مُميَّزاً؛ لجذب الزوَّار، والسيَّاح من داخل المدينة، وخارجها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الغالبيّة العُظمى من هذه المعالِم تُوجَد في منطقة جدَّة القديمة؛ وهي منطقة تاريخيّة تضمُّ حوالي 500 مَعلَم أثريّ، وتتميَّز هذه المعالم بطراز معماريّ خلّاب، كما أنّ هذه المنطقة أصبحت في عام 2014م على قائمة التراث العالَميّ التي وضعتها مُنظَّمة اليونسكو التابعة للأُمَم المُتَّحِدة، ومن أهمّ هذه المعالِم:
- سُور المدينة القديم: وهو سُور بُنِي في العهد القديم؛ بهدف الحماية من العدوان، والغزوات الخارجيّة، وقد ساهم المماليك أثناء حُكمهم للمدينة في تطوير السُّور، وتجديد بنائه، إلّا أنَّه تعرَّض للهدم، والإزالة في عام 1974م؛ بسبب أعمال التنقيب عن النفط.
- المساجد: ومنها المساجد القديمة، مثل: مسجد الشافعيّ الذي يقع في حارة المظلوم، والذي بُنِي بأمر من ملك اليمن الأيُّوبي (سليمان بن سعد الدين شاهنشاه الثاني) الشافعيّ المذهب، وكان ذلك في عام 648هـ، كما تضمُّ المدينة مسجد عُثمان بن عفّان الذي يقع على بُعد مسافة قليلة من مسجد الشافعيّ، وقد تمّ بناؤه في الفترة ما بين القرنَين: التاسع، والعاشر الهجريَّين، وتحتوي المدينة على مسجد يُعَدُّ من المعالِم الحديثة؛ حيث بُنِي على سطح البحر، وهو مسجد الرحمة الذي يُعتبَر الأوَّل من نوعه من حيث التصميم في العالَم.
- سُوق جدَّة القديم: وهو سُوق تُراثيّ أثريّ يتميَّز باحتوائه على الأحياء، والمباني القديمة التي تضمُّ عدداً كبيراً من المَحالّ التجاريّة الصغيرة، والتي يتمّ فيها بَيْع موادّ التجميل، والبخور، والتوابل، والأدوات المنزليّة، والمنسوجات، وبالإضافة إلى هذا السُّوق، فإنّ هناك العديد من الأسواق المشهورة، مثل: سُوق العطور، وسُوق الذهب ، وسُوق السجَّاد ، وسُوق الملابس.
- المنحوتات، والمُجسَّمات: تشتهر شوارع جدَّة باحتوائها على عدد كبير من المُجسَّمات، والمنحوتات الفنِّية المصنوعة من الجرانيت ، أو البرونز، أو الفولاذ، أو الحجر، حيث تمّ تصميمها على يَد مُتخصِّصين عالَميِّين، مثل: فيكتور فازاريلي، وخوان ميرو، وهنري مور.