ما الفرق بين الثعلبة و القرع
ما الفرق بين الثعلبة والقرع
تُعبّرُ الثعلَبة (بالإنجليزية: Alopecia areata) عن تساقط بقع من الشعر بشكلٍ مفاجئ، علمًا أنَّ السبب الأساسيّ للإصابة بداء الثعلبة ما زال مجهولًا؛ إذ يمكن للشخص أن يصاب بداء الثعلبة من دون وجود مرض جلديّ أو اضطراب داخلي في الجسم، أمَّا القرَع (بالإنجليزية: Favus) ويطلق عليه (باللّاتينية: Tinea favosa) أي خليّة النحل بالعربيّة، فهو مرض فطريِِّ مزمن نادر الحدوث يصيب فروة الرأس ، والشعر، والجلد، والأظافر، بالإضافة إلى بعض الأعضاء الداخلية، مما سبق يمكننا التوصل إلى اختلاف الثعلبة عن القرع في العديد من النواحي وفيما يأتي بيان ذلك.
الأسباب
نوضحُ فيما يأتي أسباب حدوث كل من الثعلبة والقرع:
- أسباب الثعلبة: يُعدّ مرض الثعلبة أحد أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune disease)، حيث يهاجم الجهاز المناعيّ عند الشخص المُصاب بصيلات الشعر عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى تساقط الشعر على شكل بقع دائرية صغيرة الحجم، علمًا أنَّ تساقط الشعر لا يرافقه ظهور ندبات أو علامات على الأماكن التي يتساقط منها الشعر، وقد يصيب مرض الثعلبة الأشخاص من مختلف الأعمار ولكن توجد بعض العوامل التي ترفع فرص الإصابة بالثعلبة، ونذكر من هذه العوامل ما يأتي:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض الثعلبة.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض المناعة الذاتية المختلفة مثل: السكري، أو الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، أو أمراض الغدّة الدرقية .
- أسباب القرع: يُعدّ القرع أحد أشكال سعفة الرأس والأشد بينها، وهي عدوى تسببها ثلاثة أنواع من الفطريات، وفي أغلب الحالات تنتج عن جنس من الفطريّات يُعرف بالشَّعرويّة الشونلاينيّة (بالّلاتينية: Trichophyton schoenleinii)، وينتشر مرض القرع في مناطق التجمعات السكانية التي تعاني من الفقر، ويُعزى ذلك إلى قلة النظافة وسوء التغذية في تلك المناطق، وهذا ما يُفسر انتشار القرع في بعض دول العالم أكثر من غيرها، ويُشار إلى أنَّ التطور الهائل في الظروف الاقتصادية والاجتماعية قد ساهم في تقليل معدلات الإصابة بالمرض في الدول المتطورة، وفي العادة يتم اكتساب المرض خلال مرحلة الطفولة عن طريق الاتصال المباشر مع أحد المصابين، أو نتيجة استخدام الأدوات الشخصية للعناية بالشعر لأحد المصابين بالقرع مثل: المشط أو الفرشاة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الفطريات لا يصيبُ إلّا البشَر، وتتطلّب الإصابة به التعرَض للفطريات المسببة له لفترة طويلة.
الأعراض
نوضحُ فيما يأتي أهم الأعراض التي تدل على حدوث كلٍ من الثعلبة والقرع:
- أعراض الثعلبة: قد يرافق الإصابة بالثعلبة ظهور العديد من الأعراض، نذكر منها ما يأتي:
- ظهور بقعة أو أكثر خالية من الشعر ويعد العرض الأساسي للإصابة بالثعلبة، ويحدث ذلك نتيجة تساقط شعر الرأس لأسابيع قليلة، وقد يحدث تساقط الشعر في مناطق أخرى من الجسم كالوجه.
- قد يشعر المريض بحكة أو حرقة في الجلد قبل تساقط الشعر.
- ظهور بقع ملساء خالية من الشعر بالكامل، وفي بعض الحالات يتبقى بعض الشعر القصير، حيث إنَ الإصابة بالثعلبة قد تؤدي إلى تقليل كثافة الشعر سواء أكان ذلك في فروة الرأس أو في مناطق الجسم المختلفة.
- حدوث تغييرات على الأظافر، حيث قد تؤدي الثعلبة إلى ظهور خدوش، أو بقع بيضاء، أو خطوط على الأظافر وقد تصبح الأظافر خشنة أو تفقد لمعانها.
- أعراض القرع: يظهر القرع على شكل بقع جلدية حمراء صلبة مرتفعة عن سطح الجلد تُعرف بالحطاطات الحمامية (بالإنجليزية: Erythematous papules)، حيث تحيط هذه البقع ببصيلات الشعر، ومع زيادة حدّة الالتهاب الحاصل يتغيّر شكل هذه البقع الجلدية لتصبح قشور صفراء مائلة إلى اللون البنّي تتجمع في مجموعات تشبه خلية النحل، علمًا أنّ هذه القشور مكونة من الخيوط الفطرية وبقايا الكيراتين، وفي حال تركها دون علاج فإنّ قطرها سيتّسع لتسبب المزيد من تساقط الشّعر، ويؤدي ذلك تدريجيًا إلى حدوث الثعلبة التندبية (بالإنجليزية: Scarring alopecia) التي يحدث فيها فقدان للشعر مع ظهور ندبات أو علامات على فروة الرأس ، وعلى الرغم من أنّ العدوى قد تصيب مناطق أخرى من الجسم مثل: اللحيةِ، أو الأظافر، أو الجسم ولكنّها في العادة تصيب فروة الرأس أوّلََا، إذ تعتبر فروة الرأس المكان الأكثر شيوعًا لحصول العدوى.
العلاج
نوضح فيما يأتي بعض الطرق العلاجية المتبعة لعلاج كل من الثعلبة والقرع:
- علاج الثعلبة: في الحقيقة لا يوجد علاج لمرض الثعلبة؛ إذ إنّ أغلب الحالات يعود فيها الشعر للنمو بشكلٍ ذاتيّ، وتوجد حالات أخرى يستمر فيها تساقط الشعر لسنوات وقد لا يعود للنمو مرةً أخرى، لذلك يتم الاعتماد في العلاج على استخدام الأدوية التي تحفز نمو الشعر، ونذكر من هذه الأدوية ما يأتي:
- الستيرويدات القشرية (بالإنجليزية: Corticosteroids)، ويعد الخيار الأكثر شيوعًا لعلاج الثعلبة، إذ تعد من الأدوية القوية المضادة للالتهاب؛ حيث تثبط هذه الأدوية جهاز المناعة مما يؤدي لنمو الشعر مرة أخرى، ويتم إعطاؤها عن طريق الحُقَن ، أو عن طريق الاستخدام الموضعي للمراهم، أو عن طريق الفم.
- مينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil)، وأنثرالين (بالإنجليزية: Anthralin)، وثنائي فينيل سيكلوبروبينون (بالإنجليزية: Diphenylcyclopropenone)؛ إذ تستخدم هذه الأدوية لقدرتها على تحفيز نمو الشعر ، أو لقدرتها على التأثير في جهاز المناعة، ومن الجدير بالذكر أنَّ استخدام هذا النوع من الأدوية لا يمنع فقدان الشعر.
- المعالجة الكيميائية الضوئية؛ إذ تدعم بعض الدراسات استخدام المعالجة الكيميائية الضوئية؛ كونها تقدم بديلًا للمرضى غير القادرين على أخذ الأدوية.
- علاج القرع: يُعد القرع من الأمراض المزمنة؛ فقد تستمر الإصابة به لما يقارب 10-20 سنة، ويعتمد نجاح العلاج على المرحلة التي توقف فيها المرض، وعلى الرغم من أنَّ المرض لا يعدّ من الأمراض شديدة العدوى، إلّا أنّه قد يصيب أكثر من فرد من العائلة، ويجب علاج جميع المصابين من العائلة في الوقت نفسه، علمًا أنَّ الحفاظ على نظافة فروة الرأس وإزالة الجلد التالف والقشور تعد من أهم الخطوات المتبعة في الخطة العلاجية، ويمكن علاج القرع من خلال استخدام مضاد فطريات فموي، حيث يعد دواء الغريسيوفولفين (بالإنجليزية: Griseofulvin) واحدًا من أفضل العلاجات الفعالة، ويُشار إلى وجود بعض الأدوية الأخرى القادرة على التخلص من القرع كالتيربينافين (بالإنجليزية: Terbinafine)، أو الإيتراكونازول (بالإنجليزية: Itraconazole)، أو الفلوكونازول (Fluconazole)، بالإضافة إلى إمكانية استخدام المراهم الموضعية التي تحتوي على الكيتوكونازول (بالإنجليزية: Ketoconazole)، أو استخدام غسول الشعر الذي يحتوي على كبريتيد السيلينيوم (بالإنجليزية :Selenium sulphide).
كيف يفرق الأطباء بين الثعلبة والقرع؟
يعتمد الأطباء للتفريق بين الثعلبة والقرع على عدد من الإجراءات، وفيما يأتي توضيح ذلك:
- التحدث مع المريض وسؤاله عن الأعراض التي رافقت حدوث المرض.
- فحص المنطقة التي تعرضت لسقوط الشعر.
- فحص أظافر الشخص المعنيّ.
- سحب الشعر برفق على حواف البُقعة الخالية من الشعر لتحديد سهولة اقتلاع الشعر.
- فحص الشعر والبُصيلات لتحديد إذا كانت تظهر بشكل غير طبيعيَ.
- قد يطلب الطبيب إجراء تحليل دم، للتحقق من وجود أمراض مناعية أخرى قد تسبب فقدان الشعر.
- قد يحتاج الطبيب لتشخيص المرض إلى أخذ خزعة عن طريق أخذ جزء من الجلد من فروة الرأس وفحصه تحت المِجهر باستخدام محلول هيدروكسيد البوتاسيوم (بالإنجليزية: Potassium hydroxide)، أو عن طريق وضعها في بيئة مناسبة للنمو في المختبر لتحديد نوع الفطريات المسببة لفقدان الشعر، علمًا أنَّ هذه الحالات تعد نادرة الحدوث.