وصف الناقة في معلقة طرفة
وصف الناقة في مُعلقة طرفة بن العبد
من أشهر قصائد الشاعر طرفة بن العبد مُعلّقته الشهيرة التي مطلعها " لخولة أطلال ببرقة ثهمد " والتي يبلغ عدد أبياتها 104 بيتاً شعرياً كتبها على البحر الطويل، على قافية الدال، حيث عبّر من خلالها عن حبّه لخولة (امرأة كلبية) ووصف خلالها الناقة بالعديد من الصفات، وفيما يلي أبرز الأبيات الشعرية في معلقة طرفة بن العبد والتي وصف من خلالها الناقة:
وَإِنّي لَأَمضي الهَمَّ عِندَ اِحتِضارِه
- بِعَوجاءَ مِرقالٍ تَروحُ وَتَغتَدي
في هذا البيت الشعريّ يصف طرفة بن العبد الناقة النشيطة التي يركبها عندما يحضره الهم، حيث تمتاز بالسرعة في سيرها، كما أنها تصل الليل بالنهار لشدة نشاطها.
أَمونٍ كَأَلواحِ الأَرانِ نَصَأتُها
- عَلى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهرُ بُرجُدِ
في هذا البيت الشعريّ يصف طرفة بن العبد الناقة التي يأمنها من أن تتعثر به في سيرها، كما أنه شبّه عرض عظامها بألواح التابوت العظيم.
جَماليَّةٍ وَجناءَ تَردي كَأَنَّها
- سَفَنَّجَةٌ تَبري لِأَزعَرَ أَربَدِ
في هذا البيت الشعريّ يصف طرفة بن العبد جمال الناقة ومظهرها الخارجيّ فهي مكتنزة اللحم تشبه الجمل في وثاقة الخلق، كما وشبّهها ب النعّامة .
تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وَأَتبَعَت
- وَظيفاً وَظيفاً فَوقَ مَورٍ مُعَبَّدِ
في هذا البيت الشعريّ يستمر طرفة بن العبد بوصف الناقة، ويُخبر بأنها تنافس أسرع الإبل وأكرمهن، كما أنها تطأ بحوافرها وأقدامها طريق مُعبّد ومذلل للسير.
تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ في الشَولِ تَرتَعي
- حَدائِقَ مَوليِّ الأَسِرَّةِ أَغيَدِ
في هذا البيت الشعريّ يصف طرفة بن العبد الناقة وهي ترعى في أيام الربيع ما غلظ من الأرض، وذلك ليكون أفضل تأثيراً في سمنها وقوتها وأوفر للحمها، كما يصف البساتين الخضراء ذات التربة الناعمة التي أصابها المطر والتي ترعى منها الإبل .
تَريعُ إِلى صَوتِ المُهيبِ وَتَتَّقي
- بِذي خُصَلٍ رَوعاتِ أَكلَفَ مُلبِدِ
في هذا البيت الشعريّ يصف طرفة بن العبد الناقة بأنها ذكية القلب ترجع إلى راعيها إذا دعاها، كما أنه وصف عفّتها.
كَأَنَّ جَناحَي مَضرَحيٍّ تَكَنَّفا
- حِفافَيهِ شُكّا في العَسيبِ بِمَسرَدِ
في هذا البيت الشعريّ شبّه طرفة بن العبد شعر ذنب الناقة بجناحي نسر أبيض.
فَطَوراً بِهِ خَلفَ الزَميلِ وَتارَةً
- عَلى حَشَفٍ كَالشَنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ
في هذا البيت الشعريّ يصف طرفة بن العبد سلوك الناقة، فهي تضرب وتحرّك ذنبها تارةً على خلف رديف راكبها، وتارةً أخرى تضربه على أخلاف متشنجة والتي جفّ لبنها.
لَها فَخِذانِ أُكمِلَ النَحضُ فيهِما
- كَأَنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ
في هذا البيت الشعريّ يُخبر طرفة بن العبد بأن لهذه الناقة فخذان تكتنزان باللحم، فهما تشبهان باب قصر عالٍ مُملّس.
كَقَنطَرَةِ الروميِّ أَقسَمَ رَبُّها
- لَتُكتَنَفَن حَتّى تُشادَ بِقَرمَدِ
في هذا البيت الشعريّ شبّه طرفة بن العبد الناقة في تداخل أعضائها، وانتظام وتراصّ عظامها، بقنطرة تبنى لرجل رومي قد حلف صاحبها بأن يحيط بها حتى تجص بالصاروج (حجر الكِلس بعد شويه بالنار).
جُنوحٌ دِفاقٌ عَندَلٌ ثُمَّ أُفرِعَت
- لَها كَتِفاها في مُعالىً مُصَعَّدِ
في هذا البيت الشعريّ يصف طرفة بن العبد حركة الناقة، حيث قال بأنها كثيرة الميلان في سيرها، وذلك لفرط نشاطها وسرعتها الفائقة.
كَأَنَّ عُلوبَ النِسعِ في دَأَياتِها
- مَوارِدُ مِن خَلقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ
في هذا البيت الشعريّ يصف طرفة بن العبد آثار النسع (سيرٌ عريضٌ تشدُّ به الرِّحال) في ظهر الناقة كأنه نقر به ماء، كما وجعل جنبها صلباً كالصخرة الملساء.
تَلاقى وَأَحياناً تَبينُ كَأَنَّها
- بَنائِقُ غُرٌّ في قَميصٍ مُقَدَّدِ
وَأَتلَعُ نَهّاضٌ إِذا صَعَّدَت بِهِ
- كَسُكّانِ بوصيٍّ بِدِجلَةَ مُصعِدِ
في هذ الأبيات الشعريّة يصف طرفة بن العبد عنق الناقة، حيث شبهه في الارتفاع بذنب السفينة عند جريها في الماء.
فَذالَت كَما ذالَت وَليدَةُ مَجلِسٍ
- تُري رَبَّها أَذيالَ سَحلٍ مُمَدَّدِ
في هذا البيت الشعريّ يصف طرفة بن العبد تبختر وتمايل الناقة وكأنها جارية ترقص، كما شبّه طول ذنب الناقة بطول ذيل ثوب الجارية التي ترقص.