وصايا من سورة الأنعام
وصايا من سورة الأنعام
وصايا تتعلق برب العباد
تضمنت سورة الأنعام العديد من الوصايا التي تتعلق بالله -تعالى-، وهي على النحو التالي:
- عدم الشرك بالله تعالى
وذلك في قوله -تعالى-: (أَلّا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا)، أي لا قليلاً ولا كثيراً، وحقيقة الشرك بالله أن يعبد المخلوق كما يعبد الله، أو يعظم كما يعظم الله، أو يصرف له نوع من خصائص الربوبية والإلهية ، وإذا ترك العبد الشرك كله صار موحداً مخلصاً لله في جميع أحواله، فهذا حق الله على عباده، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.
- الوفاء بعهد الله
وذلك في قوله -تعالى-: (وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا)، وهذا يشمل العهد الذي عاهده عليه العباد من القيام بحقوقه والوفاء بها، فالجميع يجب الوفاء به، ويحرم نقضه والإخلال به.
وصايا تتعلق بحقوق العباد
تضمنت سورة الأنعام العديد من الوصايا التي تتعلق بحقوق العباد، وهي على النحو التالي:
- تجنب قتل الأولاد خشية الفقر
وذلك في قوله -تعالى-: (وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم مِن إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وَإِيّاهُم)، أي لا تقتلوا أولادكم من خشية الفقر على أنفسكم بنفقاتهم، فإن الله هو رازقكم وإياهم، ليس عليكم رزقهم، فتخافوا بحياتهم على أنفسكم العجزَ عن أرزاقهم وأقواتهم.
- تجنب فعل الفواحش
وذلك في قوله -تعالى-: (وَلا تَقرَبُوا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ)، ولا تقربوا الظاهر من الأشياء المحرمة عليكم، والباطن منها الذي تأتونه سراً في خفاء لا تجاهرون به، فإن كل ذلك حرام.
- عدم قتل النفس إلا بالحق
وذلك في قوله -تعالى-: (وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلّا بِالحَقِّ)، يعني بالنفس التي حرم الله قتلها؛ نفس مؤمن أو معاهد، وقوله: إلا بالحق، يعني بما أباح قتلها به، من أن تقتل نفساً فتقتل قوداً بها، أو تزني وهي محصنة فترجم، أو ترتد عن دينها الحق فتقتل.
- حفظ مال اليتيم
وذلك في قوله -تعالى-: (وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ)، ولا تقربوا مال اليتيم إلا بما فيه صلاحه وتثميره، والشد القوة، وهو استحكام قوة شبابه وسنه.
- العدل في الكيل والميزان
وذلك في قوله -تعالى-: (وَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقِسطِ)، لا تبخسوا الناس الكيل إذا كلتموهم، والوزن إذا وزنتموهم، ولكن أوفوهم حقوقهم، وإيفاءهم ذلك يكون بإعطائهم حقوقهم تامة.
- العدل بالحكم بين الناس
وذلك في قوله -تعالى-: (وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا وَلَو كانَ ذا قُربى)، وإذا حكمتم بين الناس فتكلمتم فقولوا الحق بينهم، واعدلوا وأنصفوا ولا تجوروا، ولو كان الذي يتوجه الحق عليه والحكم ذو قرابة لكم.
- الإحسان للوالدين
وذلك في قوله -تعالى-: (وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا)، من الأقوال الكريمة الحسنة، والأفعال الجميلة المستحسنة، فكل قول وفعل يحصل به منفعة للوالدين أو سرور لهما يكون من الإحسان للوالدين ، وإذا وجد الإحسان انتفى العقوق.
سبب نزول وصايا سورة الأنعام
نزلت في المشركين الذين أشركوا وعبدوا غير الله، وحرموا ما رزقهم الله، وقتلوا أولادهم، وكل ذلك فعلوه بآرائهم وتسويل الشياطين لهم، قل لهم أيها الرسول الكريم أقبلوا أقص عليكم وأخبركم بما حرم ربكم عليكم حقاً لا ظناً، بل وحياً منه وأمراً من عنده.