وسائل وتكنولوجيا التعليم
وسائل التعليم
مفهوم وسائل التعليم
تُعرَّف وسائل التعليم بأنَّها: الأدوات، والأجهزة، والموادّ التي يلجأ إليها المُعلِّم؛ بهدف تحسين عمليّة التعليم، والتعلُّم ، ونقل المعرفة إلى المُتعلِّم.
أهمّ وسائل التعليم
تُوجَد العديد من الوسائل التعليميّة التي تُسهِّل العمليّة التعليميّة، وتُحسِّنها، ومن أهمّ هذه الوسائل:
- السبّورة: وتُعَدُّ الوسيلة التعليميّة الأقدم؛ وهي عبارة عن لوح خشبيّ يُتيح الفرصة للمُعلِّم؛ لتوضيح ما يَصعُب على الطلّاب.
- المُجسَّمات: وهي أجسام ثُلاثيّة الأبعاد، تُعَدُّ صغيرة نسبيّاً، وتُستخدَم؛ لتمثيل أجسام كائنات حيَّة انقرضت، أو مُجسَّمات ضخمة يَصعُب إحضارها إلى الفصل المدرسيّ ، كمُجسَّم سيارة، وأسد، وغيرها.
- العيِّنات: وهي الموادّ الطبيعيّة التي يتمّ الحصول عليها من البيئة، والطبيعة دون إجراء أيِّ تعديل عليها؛ بحيث تبقى على حالها في بيئتها، مثل: الصخور ، والمعادن، وغيرها.
- الرسوم: وهي خطوط مُنحنِية، أو مستقيمة، أو مُركَّبة منهما، وهي تُشكِّل توضيحاً لموضوع ما، ومنها: الرسوم البيانيّة، والتوضيحيّة، والخرائط .
- الصور: وهي تُعتبَر بمثابة توضيح، وشرح لموضوع دراسيٍّ ما.
- الرحلات التعليميّة: وهي الجولات التي تُنظِّمها المدرسة ؛ بهدف دراسة مواضيع علميّة في البيئة الطبيعيّة الحقيقيّة.
- المعارض، والمتاحف: وهي أماكن تُستخدَم؛ لعرض الأفكار، والخبرات، والتجارب، والمعلومات التي تُمثِّل مصدراً من مصادر المعرفة .
تكنولوجيا التعليم
مفهوم تكنولوجيا التعليم
قد يتبادر إلى ذهن السامع أنَّ كلمة تكنولوجيا في مُصطلح تكنولوجيا التعليم (بالإنجليزيّة: Instructional Technology) تدلُّ على الأجهزة، والآلات، والكهرباء، وهذا اعتقاد خاطئ؛ فتكنولوجيا التعليم تعني: عمليّة منهجيّة مُنظَّمة تسعى إلى تصميم، وتحسين، وتقويم، عمليّة التعليم، والتعلُّم، وتحقيق أهداف تعليميّة مُحدَّدة من خلال إدارة التفاعل البشريّ مع مختلف مصادر التعلُّم، سواء كانت الموادّ التعليميّة، أو الآلات، والأجهزة التعليميّة، كما أنَّ تكنولوجيا التعليم هي: علمٌ يبحث في التطبيق، والنظريّة الخاصَّة بالعمليّات التعليميّة، من حيث تصميمها، وتطويرها، واستخدامها، وإدارتها، وتحسينها؛ بهدف الوصول إلى عمليّة تعليميّة مُتكاملة.
أهمّية تكنولوجيا التعليم
تُعَدُّ تكنولوجيا التعليم مهمّة جداً في العمليّة التعليميّة، وتتمثَّل أهمّيتها فيما يأتي:
- تشجيع المُتعلِّم على التعلُّم، وإشباع رغباته في التعلُّم، وإيجاد اتّجاهات، ومهارات جديدة لديه.
- استفادة المُتعلِّم من خبرات حسِّية حقيقيّة، ومنحه فرصة أكبر؛ للمشاركة الفاعلة في العمليّة التعليميّة.
- تعميق، وترسيخ ما يتمّ تعلُّمه من قِبَل المُتعلِّم، وذلك من خلال إشراكه لحواسّه المختلفة في العمليّة التعليميّة .
- تكوين مفاهيم سليمة لدى المُتعلِّم، وتجنُّب الوقوع في اللفظيّة.
- مساعدة المُعلِّمين على مراعاة الفروق الفرديّة بين الطلبة، ممَّا يُساعد على تعديل سلوكهم، وتقويمه.
- مساعدة المُتعلِّم على ترسيخ، وترتيب الأفكار، والمعلومات التي يكوِّنها، ويتلقّاها.
خصائص وسِمات تكنولوجيا التعليم
تتميَّز تكنولوجيا التعليم بعِدَّة خصائص، ومن أهمّها:
- اعتماد تكنولوجيا التعليم على مفاهيم، وأُسُس نظريّة مُستمَدَّة من عِدَّة مجالات علميّة، إضافة إلى اعتمادها على المُمارسات، والتطبيقات المُعتمدة على هذه الأُسُس.
- تحقيق صفة التفاعُليّة، والتكامُليّة، والتداخُليّة للعمليّات المُكوِّنة لمنظومة تكنولوجيا التعليم.
- اعتبار تكنولوجيا التعليم علماً تطبيقيّاً يعتمد بشكلٍ أساسيّ على تطبيق الأُسُس، والمفاهيم النظريّة؛ بهدف حلِّ المُشكلات التعليميّة بأسلوب علميّ.
- استثمار تكنولوجيا التعليم للموارد المُتاحة، سواء كانت موارد بشريّة، أو مادِّية، وهذا لا يعني أنَّ تكنولوجيا التعليم تُقلِّل من فُرص العمل، بل إنَّها تسعى إلى إيجاد أدوار أخرى للمُعلِّم بدلاً من الأدوار التقليديّة في العمليّة التعليميّة.
- اعتبار تكنولوجيا التعليم عمليّة مُنظَّمة، وشاملة، وكُلِّية؛ فهي تأخذ بالحسبان المُتغيِّرات ذات العلاقة، وتُركِّز على أجزاء المنظومة التعليميّة جميعها، وتتعامل معها على أساس أنَّها كيان كُلِّي.
- اعتبار تكنولوجيا التعليم علماً ذا أصول مُتعدِّدة؛ فهي لم تُستمَّد من مجال مُحدَّد؛ حيث تعود نشأتها إلى عِدَّة مجالات علميّة.
- اعتبار تكنولوجيا التعليم عمليّة استراتيجيّة هادفة، وفكريّة؛ حيث إنَّها تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف، من أهمّها: تبسيط إجراءات التعليم، وحلُّ المشكلات التي تحدث في العمليّة التعليميّة، والتكيُّف مع التحوُّلات الحاصلة في النظام التربويّ المُعاصر.
مجالات تكنولوجيا التعليم
هناك أربعة مجالات رئيسيّة لتكنولوجيا التعليم، وهي:
- التصميم: ويتمثَّل هذا المجال في تصميم البرامج التعليميّة، والاستراتيجيّات التعليميّة، والموادّ الدراسيّة ، وكتابة النصوص التعليميّة، وذلك مع مراعاة قدرات، وخصائص الطلّاب.
- التطوير: ويتمثَّل هذا المجال في تطوير، وإنتاج البرامج البصريّة، والسمعيّة، والموادّ المطبوعة، وتطبيقات تكنولوجيا الحاسب الآليّ ، والوسائل التفاعُليّة المُتعدِّدة، بالإضافة إلى العديد من التقنيات المُتكاملة التي تتَّحِد بدورها؛ لتحقيق أهداف العمليّة التعليميّة.
- الاستخدام: ويتمثَّل هذا المجال في توظيف الوسائل، واستخدام مختلف الوسائط التعليميّة في مواضعها المناسبة، بالإضافة إلى نَشر التحديدات التربويّة، ومتابعة سَيرها، وتأسيس السياسات، والنُّظُم الضروريّة لنجاح العمليّة التعليميّة.
- التقويم: ويتمثَّل هذا المجال في تحليل مختلف المُشكلات التي تحدث خلال سَير العمليّة التعليميّة ، ومحاولة حلِّها، بالإضافة إلى تحليل نتائجها، ومستوياتها، والقياس وِفق معايير مُحدَّدة، والعمل وِفق التقويم التكوينيّ، والشامل.
الفرق بين وسائل التعليم وتكنولوجيا التعليم
هناك من يَخلط بين مفهومي وسائل التعليم، وتكنولوجيا التعليم، ويَستخدم أحد المُصطلحَين على أنَّه مُرادفٌ للآخر؛ وذلك نتيجة للفهم الخاطئ، أو غير الواضح لمفهوم تكنولوجيا التعليم، ومُكوِّناتها، وخصائصها، واعتبار أنَّ تكنولوجيا التعليم ما هي إلّا الأجهزة الإلكترونيّة التي تُستخدَم في العمليّة التعليميّة، وفيما يأتي بعض الفروقات بين وسائل التعليم، وتكنولوجيا التعليم:
- مفهوم تكنولوجيا التعليم لا يُمثِّل مُسمَّىً حديثاً لمفهوم الوسائل التعليميّة.
- مفهوم تكنولوجيا التعليم له جذور تعود إلى بدايات القرن العشرين، أمّا مفهوم الوسائل التعليميّة فجذوره تعود إلى القرن الخامس عشر، وبذلك فإنَّ هناك اختلافاً بين نشأة المفهومَين.
- تكنولوجيا التعليم تُمثِّل عمليّة عقليّة فكريّة تهدف إلى التطبيق المنهجيّ لمختلف نظريّات التعليم؛ أي إنَّها عمليّة غير محسوسة، أمّا الوسيلة التعليميّة فهي تُمثِّل جُملة الأجهزة، والأدوات، والموادّ المُستخدَمة في العمليّة التعليميّة، وهي بذلك تُعتبَر أشياء مادِّية محسوسة، إلّا أنَّ فاعليّتها تتحقَّق بتكامُل علاقتها مع مجالات تكنولوجيا التعليم.
- الوسائل التعليميّة هي منظومة فرعيّة، وواحدة من مجالات تكنولوجيا التعليم؛ أي إنَّ تكنولوجيا التعليم هي ذات مدى أوسع، وأشمل من الوسائل التعليميّة.
وهذا الفرق بين مفهوم وسائل التعليم، ومفهوم تكنولوجيا التعليم لا يعني أنَّهما غير مُترابطَين؛ حيث إنَّهما يرتبطان معاً ضمن إطار منظوميّ مُتكامل.