هل يمكن حدوث حمل مع استخدام حبوب منع الحمل
حبوب منع الحمل
تُعدّ حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Oral contraceptives) إحدى الوسائل المتّبعة لتجنّب حدوث الحمل، وهي عبارة عن أدوية تؤخذ عن طريق الفم، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين، هما: حبوب منع الحمل المركّبة؛ التي تحتوي على هرمونيّ الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، والبروجيستين (بالإنجليزية: Progestin) الصناعيّين، وحبوب منع الحمل أحاديّة الهرمون؛ التي تحتوي على هرمون البروجيستين فقط، ومن الجدير بالذكر أنّ حبوب منع الحمل تعمل من خلال عدّة طرق، وهي منع الإباضة ، وزيادة سماكة الطبقة المخاطيّة في عنق الرحم، بالإضافة إلى زيادة رقّة بطانة الرحم. وفي الحقيقة تُعدّ حبوب منع الحمل من الطرق الفعّالة جداً في منع حدوث الحمل في حال تمّ الالتزام بالطريقة الصحيحة لتناول الحبوب.
إمكانية الحمل أثناء استخدام حبوب منع الحمل
تُعدّ نسبة نجاح حبوب منع الحمل 99% تقريباً في الحالات التي يتمّ فيها تناول الحبوب بالشكل المثاليّ؛ والذي يتضمّن تناول الحبوب في الوقت نفسه من كل يوم، أمّا في الحالات التي يحدث فيها تغيّر بسيط في الموعد اليوميّ لتناول الحبوب، أو التي يحدث فيها انقطاع لا يتجاوز جرعة واحدة من الدواء كل فترة عن طرق الخطأ، فإنّ نسبة نجاح حبوب منع الحمل تصل إلى ما يقارب 91%. وينبغي القول أنّ حبوب منع الحمل تُحافظ على مستويات ثابتة من بعض الهرمونات في الجسم، وفي حال عدم الالتزام بالأوقات والجرعات المحدّدة لحبوب منع الحمل يزداد خطر حدوث انخفاض في نسبة هذه الهرمونات، والذي بدوره قد يؤدي إلى حدوث الإباضة؛ ممّا يزيد من فرصة حدوث الحمل في حال ممارسة العلاقة الجنسيّة، ويعتمد حدوث الإباضة على الفترة التي حصل فيها خطأ في تناول حبوب منع الحمل بالنسبة إلى موعد الدورة الشهريّة .
أسباب الحمل أثناء استخدام حبوب منع الحمل
هناك العديد من العوامل التي قد تقلّل من فعالية حبوب منع الحمل، وتزيد من فرصة الحمل أثناء تناول هذه الحبوب، وفيما يأتي بيان لبعض منها:
- تخطّي أحد الجرعات: كما ذكرنا سابقاً فإنّ تخطّي إحدى الجرعات لأيّ سبب كان، قد يؤدي إلى اضطراب نسبة الهرمونات في الجسم وزيادة فرصة حدوث الحمل، لذا ينبغي اللجوء إلى استخدام طرق منع الحمل الأخرى في حال عدم القدرة على الالتزام بتناول جرعات حبوب منع الحمل بشكلٍ يومي، ويجدر البيان أنّه في حال الانقطاع عن تناول حبوب منع الحمل لمدّة يومين متتاليين يجدر اتّباع إحدى طرق منع الحمل الأخرى حتى مرور سبعة أيّام من عودة الانتظام في تناول الحبوب.
- اختلاف موعد الجرعات: ينبغي الحرص على تناول حبوب منع الحمل في نفس الموعد من كل يوم، وقد يساعد وضع منبّه ثابت للتذكير بتناول الجرعة في ذلك، وفي حال التأخّر عن موعد الجرعة بما يزيد عن ثلاثة ساعات فإنّه يُنصح باتّباع أحد طرق منع الحمل الأخرى في اليومين التاليين للوقاية من حدوث الحمل.
- التقيؤ: في حال التقيؤ بعد فترة قصيرة من تناول الجرعة اليوميّة من حبوب منع الحمل ينبغي تناول جرعة أخرى في أقرب وقت متاح، والاستمرار في تناول باقي الجرعات ضمن الوقت الطبيعيّ فيما بعد، إذ إنّ التقيؤ قد يؤدي إلى عدم امتصاص حبة الدواء بشكلٍ كامل، كما قد يؤدي إلى خروج الحبّة مع القيء.
- التفاعلات الدوائيّة: قد يؤدي تناول أحد الأدوية، أو المكمّلات الغذائيّة إلى التأثير في فاعليّة حبوب منع الحمل وزيادة فرصة حدوث الحمل، كبعض أنواع المضادّات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotics) مثل دواء ريفامبيسين (بالإنجليزية: Rifampicin)، وبعض المضادّات الفطريّة (بالإنجليزية: Antifungal drugs) مثل دواء غريسيوفولفين (بالإنجليزية: Griseofulvin)، وينبغي في هذه الحالة اتّباع أحد طرق منع الحمل الأخرى خلال تناول هذه الأدوية ولمدّة يومين آخرين بعد الإنتهاء من العلاج، وتجدر الإشارة إلى تعارض بعض العلاجات التي يتمّ تناولها على المدى الطويل مع حبوب منع الحمل أيضاً، مثل مضادّات الفيروسات المستخدمة في علاج عدوى فيروس العوز المناعيّ البشريّ، والأدوية المستخدمة في علاج مرض الصرع (بالإنجليزية: Epilepsy)، ونبتة سانت جونز (بالإنجليزية: St. John's Wort).
تأثير حبوب منع الحمل على الجنين
ينبغي القول أنّه لا داعي للقلق في حال حدوث حمل أثناء تناول حبوب منع الحمل؛ إذ إنّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (بالإنجليزية: FDA) تُشير إلى عدم وجود أيّ دليل يُثبت أنّ تناول حبوب منع أثناء الحمل سيؤذي الحمل أو الجنين بأي شكل من الأشكال، كما هو مُعتقد لدى الكثير من الناس بحدوث العيوب الخلقية لدى الجنين، والتسبب في حدوث مضاعفات الحمل. وعند الحديث عن تأثير حبوب منع الحمل فإنّه من الجدير بالذكر أنّ تناولها يُقلّل من خطر حدوث الحمل المنتبذ أو ما يُعرَف بالحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy) بشكلٍ عام، ولكن في حال تناول حبوب منع الحمل أحاديّة الهرمون التي تحتوي على هرمون البروجيستين فقط فإنّ خطر حدوث الحمل خارج الرحم يزداد بنسبة بسيطة. وفي حال الشكّ بحدوث الحمل أو ظهور نتائج إيجابيّة عند إجراء اختبار الحمل المنزليّ ، فإنّه يجدر التوقّف عن تناول حبوب منع الحمل، واتّباع إحدى طرق من الحمل الأخرى مثل استخدام الواقي الذكريّ كإجراء وقائيّ إلى أن يتمّ التأكد من حدوث الحمل.
أعراض الحمل الأولية
في الحقيقة تتشابه العديد من أعراض الحمل الأوليّة مع بعض الآثار الجانبيّة لحبوب منع الحمل؛ لذلك يصعب معرفة حدوث الحمل في وقت مبكّر في بعض الحالات، ومن الأمثلة على هذه الأعراض انقطاع الدورة الشهريّة، والمعاناة من الغثيان ، والشعور بألم عند لمس الثديين ، إضافة للشعور بالتعب والإعياء، والمعاناة من الصداع.