هل يضر شرب حليب الصويا وقت الدورة
هل يضر شرب حليب الصويا وقت الدورة
تُشير المعلومات إلى عدم وجود علاقة بين منتجات الصويا كالحليب، والتقلُّصات المرتبطة بالدورة الشهرية، كما أنّها لا تُحسّن من الأعراض المُصاحبة لها، ولا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي ، ولكن هناك راسةٌ واحدةٌ نُشرت في مجلّة Journal of the National Cancer Institute، وأُجريت على نساء يابانيات في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وقد أشارت هذه الدراسة إلى أنّ حليب الصويا زاد من طول مُدّة الدورة الشهرية بما يُقارب يومين.
وبشكلٍ عام فإنّ الدراسات التي تناولت التأثير المباشر لحبوب الصويا والحليب المستخرج منها في الدورة الشهرية للمرأة قليلة جداً، ولذلك هناك احتمال بسيط جداً لحدوث بعض التغيُّرات عند تناول حبوب الصويا، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من الدراسات لفهم تأثيره بشكلٍ أفضل.
ومن جهةٍ أخرى تبيّن أنّ للصويا دورٌ في المساعدة على التخفيف من الأعراض المُرتبطة بانقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause) لدى النساء؛ إذ إنّه يحتوي على الإيزوفلافون (بالإنجليزيّة: Isoflavones)؛ وهو نوعٌ من الإستروجين النباتي (بالإنجليزيّة: Phytoestrogens) الذي يمكن أن يُقلّل من الأعراض التي يتسبّب بها انخفاض مستوى الإستروجين في الجسم عند انقطاع الدورة الشهرية؛ مثل الهبّات الساخنة (بالإنجليزيّة: Hot flashes).
وقد أشارت مراجعةٌ نُشرت في مجلّة The Journal of The North American Menopause Society عام 2012 إلى أنّ النساء اللواتي تناولن 54 مليغراماً من إيزوفلافون الصويا يومياً، ولمدة 12 أسبوعاً انخفضت لديهنّ الهبّات الساخنة بنسبة 20.6%، كما أنّهنّ شهدنَ انخفاضاً في شدة الأعراض بنسبة 26.2%، وتجدر الإشارة إلى وجود الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثبات هذه الفعالية، ودراسة العوامل المؤثرة فيها.
وللاطّلاع على مزيدٍ من المعلومات حول تأثير حليب الصويا على النساء يمكنك قراءة مقال أضرار حليب الصويا للنساء .
نظرة حول حليب الصويا وفوائده العامة
يُعدّ فول الصويا من البقوليات الشعبية الآسيوية، وهو غذاءٌ نباتيٌّ غنيٌّ بالبروتين الذي يمكن تحضريه وتناوله بطرق متعددة، وينتمي فول الصويا إلى عائلة البازلاء، وغالباً ما يستخدمه الأشخاص الذين يتّبعون نظاماً غذائياً نباتياً كبديلٍ للحوم، كما يُعدّ حليب الصويا، والجبن المصنوع منه بديلاً جيداً لمنتجات الألبان، وهو مُستخلصٌ مائيٌّ يُشبه الحليب في مظهره، ويُصنَّع عن طريق نقع حبوب الصويا وطحنها مع الماء، وتجدر الإشارة إلى أنّه يحتوي على كميةٍ مُماثلة من البروتين الموجود في الحليب البقري، كما أنّه يتميّز بعدم احتوائه على الكوليسترول ، واحتوائه على كميةٍ قليلةٍ جداً من الدهون المُشبعة، إضافةً إلى خُلوِّه من سكر اللاكتوز، وهناك العديد من الفوائد الصحية لحليب الصويا؛ والتي نذكر منها ما يأتي:
- دعم صحة العظام: عادةً لا يحصل الأشخاص الذين لا يتناولون منتجات الألبان على الكمية الموصى بها من الكالسيوم الضروري لصحة العظام والأسنان، إلّا إذا كانوا حريصين بشكلٍ كبير على تناول الأطعمة الغنيّة به؛ مثل: السبانخ وبعض أنواع البقوليات.
- زيادة امتصاص الكالسيوم: تحتوي مُعظم أنواع الصويا المُدعّمة على 15% من الاحتياج اليومي من فيتامين د الضروري لامتصاص الكالسيوم.
- مصدر للعديد من العناصر الغذائية المهمّة: مثل: الأحماض الأمينية الأساسية ذات السلاسل المتفرّعة؛ باستثناء الميثيونين (بالإنجليزيّة: Methionine)، كما يُعدّ حليب الصويا مصدراً جيداً لفيتامينات ب، وخاصةً فيتامين ب3، وفيتامين ب6، والفولات، إضافةً إلى غِناه بالزنك، والنحاس، والمغنيسيوم .
وللاطّلاع على مزيدٍ من المعلومات حول فوائد حليب الصويا على النساء يمكنك قراءة مقال ماهي فوائد حليب الصويا .
أضرار حليب الصويا
درجة أمان حليب الصويا
بشكلٍ عام يُعدّ تناول الأطعمة والمنتجات التي تحتوي على بروتين الصويا غالباً آمناً، كما أنّ من المُحتمل أمان استهلاك المكمّلات الغذائية التي تحتوي على مُستخلصاته مدّة تصل إلى 6 أشهر، في حين من المُحتمل عدم أمان تناولها بجرعاتٍ عالية ولمدةٍ زمنية طويلة، أمّا بالنسبة للحوامل والمُرضعات فإنّ استهلاك الصويا بكمياتٍ قليلة يُعدّ غالباً آمناً، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّه من المُحتمل عدم أمان تناوله بكمياتٍ كبيرة كتلك الموجودة في مستخلصاته للحوامل، ولا توجد معلومات كافية عن درجة أمان استخدامه بكمياتٍ كبيرة من قِبَل المُرضعات، ولذلك يُنصح بالالتزام باستخدامه بالكميات الطبيعية الموجودة عادةً في الطعام، كما نُشير إلى أنّ استخدامه من قِبَل الأطفال في الطعام أو مع الحليب يُعدّ غالباً آمناً.
محاذير استخدام حليب الصويا
فيما يأتي ذكرٌ لبعض الحالات التي يجب الحذر فيها عند استخدام الصويا ومنتجاتها؛ وذلك تجنُّباً للأعراض الجانبية التي يمكن ان يُسبّبها:
- المصابون بحساسية الحليب:إذ إنّ الأطفال المُصابين بحساسيّة شديدةٍ اتجاه الحليب البقري قد يعانون من الحساسية عند تناولهم منتجات الصويا أيضاً.
- الذين يعانون من حمّى القش: يُعدّ الأشخاص الذين يُعانون من حمّى القش (بالإنجليزيّة: Hay fever)، أو ما يُعرف بالتهاب الأنف التحسُّسي (بالإنجليزيّة: Allergic rhinitis) أكثر عُرضةً للإصابة بحساسية قشور الصويا.
- مرضى الربو: يُعدّ الأشخاص المُصابون بالربو أكثر عُرضةً للإصابة بحساسية قشور الصويا.
- المصابون بسرطان المثانة: قد تزيد منتجات الصويا من خطر الإصابة بسرطان المثانة، ولذلك يجب تجنُّب تناوله إذا كان الشخص مُصاباً به، أو في حال كان مُعرّضاً للإصابه به بسبب وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
- الذين يعانون من التليُّف الكيسي: (بالإنجليزيّة: Cystic fibrosis)، قد يتعارض حليب الصويا مع عملية تحليل البروتين لدى الأطفال المُصابين بالتليُّف الكيسي، ولذلك يُنصح بعدم تقديم منتجات فول الصويا لهم.
- مرضى السكري: قد يزيد الصويا من خطر حدوث انخفاض كبير في مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المُصابين بالسكري، والذين يستخدمون الأدوية للسيطرة على مستوياته.
- الذين يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية: يجب على الأشخاص المُصابين بأمراض الغدة الدرقية ، أو الأكثر عُضةً للإصابة بها تجنُّب تناول الصويا؛ وذلك لاحتماليّة تأثيره في في توازن الهرمونات، وتثبيط امتصاص أدوية الغدة الدرقية.
- المعرضون للإصابة بحصى الكلى: هناك قلقٌ من أنّ منتجات الصويا قد تزيد من خطر الإصابة بحصى الكلى؛ وذلك لاحتوائها على كمية كبيرة من مادة كيميائية يُطلق عليها اسم الأكزالات (بالإنجليزيّة: Oxalates)؛ وهي المكوّن الأساسي لحصى الكلى، كما تجدر الإشارة إلى أنّ أجسام الأشخاص المُصابين بأمراض الكلى غير قادرة على التعامل مع بعض المواد الكيميائية الموجودة في الصويا، ممّا قد يرفع من مستوياتها في الجسم ويُعرّضه للخطر، ولذلك إذا كان للشخص تاريخ مع الإصابة بحصى الكلى فإنّه يُنصح بتجنُّب تناول كمياتٍ كبيرة من الصويا.
- المصابون بالفشل الكلوي: تحتوي الصويا على كمياتٍ كبيرة من مادة كيميائية يُطلق عليها اسم الإستروجين النباتي كما ذكرنا سابقاً؛ وهي مادة سامة إذا استهلّكت بكمياتٍ كبيرة جداً، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص المُصابين بالفشل الكلوي، ويستهلكون كمياتٍ كبيرة من الصويا هم أكثر عُرضةً لارتفاع مستويات الإستروجين النباتي في الجسم، ولذلك يُفضّل تناوله بكمياتٍ محدودة بالنسبة لهم.
- المصابون بسرطان الثدي: نُشير إلى أنّ تأثير الصويا في الأشخاص المُصابين بسرطان الثدي غير واضح بعد، وقد اختلفت الدراسات بشكلٍ كبيرٍ جداً حول تأثيره في هذا المرض، فقد أشارت بعض الأبحاث إلى أنّه يمكن للصويا أن يُغذّي بعض أنواع سرطان الثدي؛ وذلك لأنّه يمتلك تأثيراً مُشابهاً لتأثير هرمون الإستروجين، في حين بيّنت دراسات أُخرى أنّه يمكن لتناوله أن يُقلّل من خطر الإصابة بسرطان الثدي لمن لا يعاني منه؛ وقد يعود هذا الاختلاف بالتأثير إلى اختلاف الكميّة المُستهلكة منه، وبسبب عدم وجود معلومات كافية حول علاقة الصويا بسرطان الثدي فإنّ الأشخاص المُصابين بسرطان الثدي، أو من لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض يُنصحون بتجنُّب تناول الصويا ومنتجاته.
- الأشخاص المعرّضون للإصابة بسرطان بطانة الرحم: (بالإنجليزيّة: Endometrial cancer)؛ فقد يؤدي الاستهلاك طويل الأمد لأقراص الأيزوفلافون المركّزة المصنوعة من الصويا إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم ، ولذلك يُنصح بالحذر عند استخدام مكمّلات الأيزوفلافون للأشخاص الأكثر عُرضةً للإصابة بسرطان بطانة الرحم.
مشروبات مفيدة للدورة الشهرية
هناك العديد من المشروبات التي تُعدّ مفيدة للتخفيف من آلام الدورة الشهرية؛ والتي نذكر منها ما يأتي:
- القرفة: يمكن للقرفة أن تساعد على التخفيف من الأعراض المُصاحبة للدورة الشهرية، حيث أشارت دراسة نُشرت في مجلّة Iranian Red Crescent Medical Journal عام 2015 إلى أنّ تناول كبسولات القرفة خفّف من النزيف، والغثيان، والقيء، وعُسر الطمث (بالإنجليزيّة: Dysmenorrhea) المُصاحب للدورة الشهرية دون التسبُّب بأيّة أعراض جانبية، ولذلك يمكن اعتبارها مفيدة للتخفيف من عُسر الطمث لدى الفتيات الصغيرات في السن.
- وللاطّلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد القرفة يمكنك قراءة مقال فوائد شرب القرفة .
- عشبة القديسين: (بالإنجليزيّة: St. John’s Wort)، حيث أشارت دراسة نُشرت في مجلّة Advances in Zoology and Botany عام 2019، والتي أُجريت على 19 امرأة إلى أنّ تناول مُستخلص عشبة القديسين قلّل من شدة الأعراض المُصاحبة للدورة الشهرية.
- الشبت: (بالإنجليزيّة: Dill)، حيث أشارت دراسة نُشرت في مجلّة Journal of research in medical sciences عام 2014 إلى أنّه يمكن للشبت أن يُخفّف من الآم عُسر الطمث، ولكن ما زالت هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثبات هذا التأثير.
- وللاطّلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد بذور الشمر يمكنك قراءة مقال فوائد الشبت .
- بذور الشمر: فقد أشارت دراسة نُشرت في مجلّة An International Quarterly Journal of Research in Ayurveda عام 2012 إلى أنّ مُستخلص بذور الشمر قد يساهم في التخفيف من الآلام المُصاحبة للدورة الشهرية.
- وللاطّلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد بذور الشمر يمكنك قراءة مقال فوائد بذور الشمر .