هل يجب ممارسة الرياضة يومياً
الرياضة
تُعدُّ الرياضة واحدةً من أهمّ الأنشطة البدنية، وتُعدُّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واحدة من أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها للحفاظ على صحة الجسد، وتحسين اللياقة البدنية، وتقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة ، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هناك أنواعاً عديدةً من التمارين الرياضية، وقد تبدو ممارسة التمارين الرياضية بانتظام صعبة في البداية، ولكن يمكن البدء تدريجياً، وتوزيع وقت التمرين، كما يُنصح باختيار الأنشطة التي تهدف إلى تحريك جميع أنحاء الجسم ؛ وذلك لتحقيق أقصى استفادةٍ من التدريبات، بالإضافة إلى أنَّه يُنصح بالتأكد من ممارسة هذه التمارين بأمان؛ وذلك من خلال استخدام المعدات المناسبة للحدّ من وقوع أيَّ إصابات، ومن المهم أيضاً وضع أهداف واقعية يمكن تحقيقها، ومكافئة النفس عند تحقيقها؛ كشراء معدات تمرينٍ جديدةٍ.
ممارسة التمارين الرياضيّة يومياً
يجب تكوين فكرةٌ جيدةٌ حول الهدف المرجو من أداء التمارين قبل اتخاذ قرارٍ بشأن مقدار ممارسة الرياضة، فقد يكون الهدف تحسين اللياقة البدنية، أو التحكم في الوزن، أو وسيلةً لتقليل مستويات الإجهاد والتوتر ، وحسْب التوصيات يحتاج البالغين إلى ممارسة النشاط البدني معتدل الشدّة كل أسبوع بما لا يقلُ عن 150 دقيقةٍ، بالإضافة إلى ممارسة أنشطة تقوي العضلات ، وفي حال كان النشاط المُمَارس ذو شدّةٍ عاليةٍ فإنّ ممارسة 75 دقيقةً في الأسبوع يكون كافياً، وللحصول على فوائد صحيةٍ أكبر يُنصح بزيادة الوقت لممارسة التمارين ذات الشدة المعتدلة مدّة 300 دقيقةٍ، أو ممارسة التمارين ذات الشدة المعتدلة مدّة 150 دقيقةٍ، أو مزيجٍ من الاثنتين، كما يُوصى بتوزيع التمارين الرياضية على الأسبوع عوضاً عن ممارستها في يومٍ واحد، وفي حال الرغبة بإنقاص الوزن يُنصح بممارسة تمارين متوسطة الشدة لأكثر من 250 دقيقةٍ؛ أيّ ما يعادل ساعة واحدة تقريباً خمسة أيامٍ في الأسبوع، بالإضافة إلى اتباع نظامٍ غذائيٍّ مناسبٍ. ونوضح فيما يأتي مثالٌ لجدولٍ زمنيّ رياضيّ يمكن الالتزام به من قِبَل المبتدئين:
- الإثنين: ممارسة 20 دقيقة من تمارين الكارديو (بالإنجليزيّة: Cardio).
- الثلاثاء: ممارسة تمارين القوة لكامل الجسم.
- الأربعاء: ممارسة 20 دقيقة من تمارين الكارديو.
- الخميس: يوم الراحة.
- الجمعة: ممارسة 20 دقيقة من تمارين الكارديو.
- السبت: ممارسة تمارين القوة لكامل الجسم.
أنواع التمارين الرياضية
تختلف أنواع التمارين باختلاف أهدافها، وفوائدها؛ فمثلاً تساهم تمارين رفع الأثقال في زيادة القوة الجسدية، أمّا اليوغا فتساعد على الاسترخاء، وتساعد ممارسة كرة القدم على تحسين اللياقة البدنية، كما أنَّ أفضل طريقةٍ لضمان الحفاظ على الصحة، واللياقة البدنية هي القيام بمزيجٍ من ثلاثة أنواعٍ مختلفةٍ من التمارين؛ والتي تشمل التمارين الهوائية أو الأيروبيك (بالإنجليزيّة: Aerobic exercises)، وتمارين القوة، وتمارين المرونة. بالإضافة إلى نوعٍ آخر من التمارين وهو تمارين التوازن والرشاقة، ونوضح فيما يأتي فوائد كلّ نوعٍ منها:
- التمارين الهوائية: والتي تشمل المشي، والسباحة، والجري، وركوب الدراجات، والرقص، ويساعد هذا النوع من التمارين على تحسين وظائف القلب، والرئة ، ويساهم في خفض ضغط الدم، والكوليسترول ، وتزيد القدرة على التحمل، كما تساعد على فقدان الوزن، بالإضافة إلى تخفيف التوتر، وتحسين القدرة على النوم.
- تمارين القوة: أو ما تُعرف بتمارين المقاومة؛ فقد يساهم هذا النوع من التمارين في الحفاظ على عظامٍ قويةٍ، بالإضافة إلى أنها تزيد من معدلات الأيض، وتستند هذه التمارين على استخدام الأوزان الحرة، أو كرات التمرين، أو الأشرِطَة الرياضية.
- تمارين المرونة: إذ تُعتبر المرونة عنصراً مهماً في اللياقة البدنية، وتساهم هذه التمارين في الحفاظ على الحركة دون الإصابة بالألم، ومن الضروري ممارسة هذه التمارين بعد التمرين، أو يمكن ممارستها بشكلٍ مستقل لإحماء العضلات، ويمكن إجراء تمارين المرونة، أو التمدد يومياً، أو عدّة مراتٍ في اليوم، وتساعد كلٌّ من اليوغا، والتاي تشي (بالإنجليزيّة: Tai Chi) على التمدد أيضاً.
- تمارين التوازن والرشاقة: إذ إنَّ التوازن وخفة الحركة مهمان ليس فقط في الأداء الرياضي، ولكن أيضاً في اللياقة البدنية العامة، ويمكن أن يتأثر التوازن سلباً في مرحلة الشيخوخة، ومن الجدير بالذكر أنَّ اختيار التمارين يجب أنَّ يتم بدقةٍ؛ وذلك لأنَّ تمارين التوازن قد لا تكون مناسبة، وتشتمل تمارين التوازن للمبتدئين الوقوف على قدمٍ واحدة، أو الوقوف على أصابع القدمين ، أمّا المستويات المتوسطة من تمارين التوازن؛ فتشمل استخدام كرة التمرين، أو القيام بتمارين أساسية مع إغلاق العينين ، أو القيام بتمريناتٍ باستخدام ساقٍ واحدةٍ، أما التدريبات الأكثر تقدماً فيتم فيها استخدام كرة التمرين.
فوائد ممارسة الرياضة بشكلٍ عام
لا تقتصر فائدة التمارين الرياضية على تحسين الحالة الصحية، وإنّما تساهم في تقليل خطر التعرض للإصابة بالأمراض على المدى الطويل؛ مثل: الإصابة بأمراض القلب، والسكري، والسرطان ، ومن أهمّ فوائد الرياضة نذكر ما يأتي:
- تحافظ على صحة القلب: فتساعد ممارسة التمارين الرياضية على خفض الكوليسترول الضار الذي يَسدّ الشرايين، كما تُخفف من الضغط على القلب، وتُحسن وظيفة عضلة القلب، وتزيد من تدفق الدم ، وتقلّل فرص تكوّن جلطات الدم، وقد تم إثبات هذه النتائج من قِبل مجموعةٍ من الدراسات على مرّ السنين.
- تساعد على إنقاص الوزن: حيث أظهرت الأبحاث أنَّ لممارسة التمارين الرياضية بمدة تبلغ 30 دقيقة كحد أدنى في اليوم يمكن أن يساعد على فقدان الوزن، والحفاظ عليه أيضاً.
- تقلّل من خطر الإصابة بهشاشة العظام: حيث تساعد ممارسة التمارين الرياضية بالاقتران مع تناول الكالسيوم على بناء عظامٍ قويةٍ، وتقليل احتمالية الإصابة بهشاشة العظام مع التقدم في السن.
- تقلّل خطر الإصابة بنزلات البرد: فقد أشار الباحثون إلى أنَّ الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية كانوا أقل عرضةً للإصابة بنزلات البرد بنسبةٍ تصل إلى 23% مقارنةً مع الأشخاص الذين مارسوا التمارين بشكلٍ أقلّ، كما وُجد أنَّ أعراض نزلات البرد التي تصيب الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضة قد اختفت لديهم بسرعةٍ أكبر مقارنةً مع الأشخاص الذين مارسوا التمارين بشكلٍ أقل.
- تحافظ على صحة البشرة: فقد تتأثر البشرة بعملية الإجهاد التأكسدي الذي تحدث في الجسم نتيجة انعدام قدرة الأجسام المضادة على إصلاح الأضرار التي تسببها الجذور الحرة للخلايا، وقد تبين أنَّ ممارسة التمارين المعتدلة والمنتظمة يمكن أن يزيد من إنتاج الجسم لمضادات الأكسدة الطبيعية، مما يساعد على حماية الخلايا ، كما قد تحفز التمارين من تدفق الدم، وتساهم في تأخير ظهور علامات شيخوخة الجلد.
- تساهم في تحسن الحالة المزاجية: فقد تبين أنَّ ممارسة التمارين الرياضية تساعد على التخفيف من الإجهاد والتوتر، وتقلّل من الاكتئاب ، وتزيد من الشعور بالسعادة، والراحة.