هل نشاط الغدة الدرقية يسبب السمنة
نشاط الغدة الدرقية
تُوجَد الغدّة الدرقية (بالإنجليزيّة: Thyroid gland) في الجزء الأمامي من الرقبة، وتفرز هذه الغدّة هرمونات تُساعد على تنظيم عمليات الأيض والتنفس ومعدّل ضربات القلب والجهاز العصبي والوزن ودرجة حرارة الجسم وغيرها من الوظائف في جسم الإنسان، ومن هرمونات الغدّة الدرقية هرمون الثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxine) ويُعرَف اختصاراً ب T4، وهرمون ثلاثي يود الثيرونين (بالإنجليزية: Triiodothyronine) ويُعرَف اختصاراً ب T3، وتنتج حالة تُعرَف بفرط نشاط الغدّة الدرقية (بالإنجليزيّة: Hyperthyroidism) عند إفراز أحد هرموني الغدّة الدرقية أو كلاهما بكميّات كبيرة وانخفاض الهرمون المُنشط للغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid-stimulating hormone) واختصاراً (بالإنجليزية: TSH) المُفرَز من الغدّة النخامية .
نشاط الغدّة الدرقية ووزن الجسم
يُساعد هرمون الغدة الدرقية على تنظيم عمليات الأيض في الجسم، الذي يُمثل كمية ومعدل الطاقة التي يستهلكها الجسم، بما في ذلك الطاقة التي يستهلكها الجسم ليستمر في وظائفه وقت الراحة المعروف بمعدل الأيض الأساسي (بالانجليزية: Basal Metabolism Rate)، وقد يؤدّي نشاط الغدّة الدرقية إلى فقدان الوزن، حيث ترتبط زيادة هرمونات الغدة الدرقية بارتفاع هذا المعدل وحرق كمية كبيرة من الطاقة خلال فترة الراحة، ولا يُعدّ هرمون الغدة الدرقية العامل الوحيد الذي يؤثّر في عمليات الأيض، وهناك العديد من العوامل الأخرى التي تساهم في ذلك كغيرها من الهرمونات ، ونوع الطعام المتناول، وكميته، ودرجة النشاط البدني، ولذلك فإنّ مستويات هرمونات الغدّة الدرقية لا تُعَد مقياساً كافياً لتحديد مدى التأثير على وزن الجسم، ومع أنّه من الشائع ارتباط ارتفاع نشاط الغدّة الدرقية بفقدان الوزن إلّا أنّه قد يزداد في حالات مُعينة، ومن الأسباب المؤدية إلى ذلك:
- زيادة الشهية: فمع أنّ الجسم يزيد من استهلاك السعرات الحرارية عند زيادة نشاط الغدة الدرقية إلّا أنّ نشاط الغدة الدرقية يؤدّي إلى فتح الشهية أيضاً، وبالتالي استهلاك كميات أكبر من السعرات الحراريّة، مما يُساهم في زيادة الوزن، ولذلك يُنصَح الأفراد الذين يُعانون من ارتفاع نشاط الغدّة الدرقية بتناول الأغذية الصحيّة واتّباع خطّة غذائيّة بإشراف طبيب ومُمارسة التمارين الرياضية.
- العلاجات المُستخدمة لنشاط الغدّة الدرقية: فبما أنّ ارتفاع نشاط الغدّة الدرقية يؤدّي إلى فقدان الوزن، فمن المُتوقع زيادة الوزن عند البدء بالعلاج، إذ تُقلّل العلاجات المُستخدَمة من كميّات هرمونات الغدّة الدرقية التي كان يُنتجها الجسم سابقاً، وقد تكون زيادة الوزن مُفيدة خصوصاً بالنسبة للأفراد الذين يخسرون الكثير من الوزن. كما يُنصَح بتعديل كميات السّعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها عند البدء بالعلاج، ويُفضّل استشارة الطبيب في حال كانت الأعراض الجانبية الناجمة عن العلاج شديدة وغير مُحتمَلة بما في ذلك زيادة الوزن ، بهدف إيجاد علاج جديد.
- التهاب الغدة الدرقية: حيث إنّ أكثر أنواع التهاب الغدّة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroiditis) شيوعاً هو التهاب الغُدّة الدّرقيّة الهاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto's thyroiditis)، ويتسبّب هذا الالتهاب بزيادة مستويات هرمونات الغدّة الدرقية أو انخفاضها بشكل كبير، ويَنتج في بعض الحالات النادرة عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم الغدّة الدرقية فترة زمنية طويلة كاستجابة مرض غريفز (بالإنجليزية: Graves' disease)، ممّا يؤدي بدوره إلى زيادة الوزن .
أسباب زيادة نشاط الغدة الدرقية
هناك العديد من الأسباب التي تُؤدّي إلى زيادة نشاط الغدّة الدرقية، ومن أكثرها شيوعاً الإصابة بمرض المناعة الذاتي المعروف بمرض غريفز خصوصاً لدى النساء، وقد يزداد نشاط الغدة الدرقية بسبب حدوث التهاب فيها، أو تناول كميات كبيرة من اليود من خلال الأطعمة والمُكمّلات والأدوية، أو نتيجة تكوّن كُتَل عليها في ما يُعرَف بالدُرَاق عديد العقيدات (بالإنجليزية: Multinodular goiter)، وقد يزداد نشاط الغدّة الدرقية خلال فترة الحمل أو بعد سنة من الولادة لدى بعض النساء.
أعراض نشاط الغدّة الدرقية
لا يُمكن معرفة ما إذا كان هناك زيادة في نشاط الغدّة الدرقية من زيادة الوزن فقط، إنّما يُصاحب زيادة الوزن العديد من الأعراض والعلامات الأخرى، والتي لا بُدّ من مراجعة الطبيب عند ظهورها للتأكّد من التشخيص والحصول على العلاج المُناسب، ومن هذه الأعراض:
- جفاف البشرة.
- الإمساك أو الإسهال.
- تغيّرات في الشهية، فقد تزداد الشهية أو تنقص.
- صعوبة النوم والأرق.
- الإرهاق والتعب.
- عدم القدرة على تحمّل الحرارة.
- خفقان القلب .
- سرعة الانفعال.
- زيادة التعرّق.
- انقطاع الدورة الشهرية في بعض الأشهر أو قلّة غزارتها.
- ضعف العضلات.
- الاضطرابات النفسية.
- صعوبة التنفس .
- الرعشة والرجفان.
- الشلل المُفاجئ.
- مشاكل في الإخصاب.
- تغيّرات في الإبصار.
- الدوخة.
- الحكة والإصابة بالشرى (بالإنجليزية: Hives).
- ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- أعراض إضافية مُرتبطة بمرض غريفز الذي يسبب نشاط الغدّة الدرقية.
علاج نشاط الغدّة الدرقية
هناك العديد من العلاجات المُستخدَمة لعلاج الغدّة الدرقية بعد استشارة الطبيب، مثل:
- الأدوية: حيث تُستخدَم بعض الأدوية لعلاج هرمونات الغدة الدرقية بشكل مُباشر ويُستخدَم بعضها الآخر لعلاج الأعراض المُصاحبة ومن هذه الأدوية:
- حاصرات بيتا: إذ يؤدّي استخدام حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers) إلى تحسين الحالة خلال بضع ساعات، حيث تُستخدَم لتخفيف الأعراض إلى أن يتم استخدام علاجات أخرى.
- الأدوية المثبطة لإفراز هرمونات الغدة الدرقية: حيث تمنع هذه الأدوية الغدّة الدرقية من إنتاج كمية كبيرة من هرموناتها، وتُعدّل مستويات الهرمونات خلال عدّة أسابيع أو أشهر من بدء العلاج، وتتراوح مدّة العلاج بين سنة إلى سنتين، وقد تُسبّب هذه الأدوية تقليل كريات الدم البيضاء وزيادة خطر الإصابة بالعدوى وتفاعلات الحساسية وقد تؤدّي في بعض الحالات النادرة إلى فشل الكبد .
- اليود المُشع: إذ تلتقط خلايا الغدة الدرقية النشطة اليود المشع عند تناوله مما يؤدي إلى تحطمها، ومن حُسن الحظ أنّ هذا التحطم يكون موضعياً في الغدة الدرقيّة ولا ينتشر إلى الخلايا الأخرى، ومع أنّ الجرعة المُستخدمة قليلة ولا تُسبّب الكثير من الضرر إلّا أنّ هذا العلاج لا يُنصَح للمرأة خلال فترة الحمل أو الرضاعة، ويُفضّل تجنّب حدوث حمل مدّة 6 أشهر بعد العلاج على الأقل، وكذلك بالنسبة للرجال.
- الجراحة: حيث تتم الجراحة من خلال إزالة جزء من الغدة الدرقية، وعادة ما يتم اللجوء للجراحة بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من السرطان، أو الذين فشلت معهم العلاجات الأخرى أو لم تتحمّلها أجسامهم، أو خلال فترة الحمل.