هل قدمت التكنولوجيا الحديثة تسهيلات خاصة لمهنة الفلاحة؟
تأثير التكنولوجيا الحديثة على مهنة الفلاحة
تعرف الفلاحة بأنها المهنة التي يعمل بها كل من يعمل في الأرض يزرعها ويحصدها، ومع التقدم التكنولوجي ظهر مصطلح الزراعة الذكية (smart farm) الذي يهدف لدمج تقنيات المعلومات والاتصالات في الآلات والمعدات وأجهزة الاستشعار المستخدمة في أنظمة الإنتاج الزراعي ما ساهم بشكل كبير على تطور هذا المجال.
وبالتالي خلقت التحدي بين التكنولوجيا وفرص العمل ، ومن المتوقع أن تعمل التقنيات الجديدة مثل إنترنت الأشياء IOT والحوسبة السحابية cloud computing على تعزيز هذا التطور.
تمكين عملية دراسة التربة والرطوبة والحرارة
فعلى سبيل المثال قد يستخدم الفلاح تقنية IOT التي تعتمد على ربط مجموعة من المجسات (sensors) والتي تعمل على قياس درجات الحرارة والرطوبة ونسبة الحموضة في التربة بغرض تحليلها وقياس نسبة PH وبالتالي معرفة المحاصيل الملائمة لهذه التربة، وقد يتم ذلك على سبيل المثال عن طريق:
- أنظمة تحكم ( control systems)
تلك الأنظمة المسؤولة على استقبال البيانات من المجسات المنتشرة على طول المنطقة المزروعة، حيث يتم إرسالها عن طريق الاتصال اللاسلكي (Wireless) وصولًا بنظام تحكم موجود على خادم (server) يقوم بمعالجة هذه البيانات وبالتالي اتخاد القرار المناسب.
- ربط المستشعرات بأجهزة لوحية
إذ يتم ربط مستشعرات قياس درجات الحرارة والرطوبة ونسبة الحموضة عن طريق أجهزة لوحية أو هواتف نقالة.
- استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
وذلك للتنبوء بارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة أو الرطوبة أو سطوع الشمس وبالتالي اتخاذ القرار المناسب قبل التأثير على جودة المحاصيل أو تلفها.
تحسين جودة المنتجات والمحاصيل الزراعية
مع تطور التحسينات الهائلة الأخيرة في التكنولوجيا، والعمل على استخدام التقنيات الحديثة صار بمقدورنا العمل على تحسين جودة المحاصيل الزراعية مثل:
- البيوت الزجاجية الحديثة
تطورت الصوب الزجاجية ليصبح من السهل التحكم فيها عن طريق الكمبيوتر، إذ تستخدم فيها إضاءة مصابيح LED وأنظمة التحكم إلكترونية تعمل على تهيئة احتياجات البيئة الزراعية.
- استخدام تقنية الزراعة الدقيقة (الحمض النووي)
تعتمد هذه التقنية على فك الشفرة الوراثية للنباتات والتحكم فيها للتخلص من الجينات المسببة للأمراض أو التي تكون حساسة للآفات الزراعية كما تستخدم أيضًا في تسريع عملية النمو، وتعتمد تلك التقنية بشكل كبير على التطور في استخدام المجاهر وعمليات الحقن وبعض العمليات المعالجة عن طريق خوارزميات الحاسوب وتقنيات الذكاء الإصطناعي.
- استخدام التكنولوجيا النووية
تطبيق طرق الزراعة الحديثة من أجل الحفاظ على جودة المحاصيل والأمن الغذائي..
توفير إمكانية رصد الآفات والقضاء عليها بسهولة
تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا في الحفاظ على المحاصيل الزراعية من الآفات والتي تهددها حيث تعتمد على وسائل والتي نذكر منها:
- المصائد الآلية
التي تعمل على استشعار وجود آفات حشرية باستخدام مستشعرات.
- المستشعر الصوتي
وهو جهاز استشعار للكشف عن الآفات الحشرية يعمل عن طريق مراقبة مستوى ضوضاء الآفات الحشرية حيث يتم وضع مستشعرات اللاسلكية المتصلة بمحطة أساسية في الحقل، و عندما يتجاوز مستوى ضوضاء الآفة، يرسل جهاز استشعار هذه المعلومات إلى كمبيوتر غرفة التحكم.
- طريقة الكشف عن المرض بالتصوير الحراري
تعمل مستشعرات التصوير الحراري على قياس الفروق في درجة حرارة سطح أوراق النبات والمظلة، وذلك عن طريق التقاط المستشعر الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح النبات.
- الطائرات المتحكمة فيها عن بعد Drone
وهي طائرات دون طيار ترصد مئات الكيلو مترات المزروعة أو التي تتواجد بها الثروة الحيوانية، لتقييم حالة المحاصيل والحيوانات، ويتواجد بهذه الطائرات، وكذلك أنظمة آلية تعمل على ري وتسميد كل قطعة حسب خصائصها المحددة وعلى حسب توقعات الطقس.
تقليل العمالة البشرية ورفع مستوى الحراثة والحصاد
تطور صناعة المعدات الزراعية، ساهم بشكل كبير في رفع كفاءة عملية الحصاد والحراثة، حيث ساهمت هذه المعدات بالتقليل من عدد العاملين فيها، مع انجازها بوقت قياسي، وإدخال الحلول الروبوتية في عمليات الحصاد والري وتفقد المزروعات، كما ساهم التطور التكنولوجي في توفير تقنيات حديثة لحصد الأعشاب وقطف ثمار الفاكهة .
وقد ساهمت هجرة الناس من الريف الذي يشتهر بمهنة الفلاحة إلى المدن للعمل بوظائف خدمية، في التقليل من أعداد الفلاحين وبالتالي كان اللجوء إلى التكنولوجيا لاستكمال الدورة الزراعية الحل الأمثل كبديل عن العمالة الزراعية فيما يلي:
- استخدام الحراثات الزراعية
حيث يتم استخدامه في حراثة الأراضي الشاسعة.
- استخدام رشاشات الماء
وتستخدم في ري المحاصيل بدلًا من تزويد المحاصيل بالماء عن طريق الفلاحين.
- استخدام الدرون Drone
تعمل تلك الطائرات على رش المبيدات الحشرية للمحاصيل المزروعة في مساحات واسعة.
تسهيل بيع المنتجات الزراعية وزيادة الأرباح
إن الاعتماد على التكنولوجيا في الزراعة يساهم بشكل كبير في استدامة عجلة الإنتاج الزراعي، وبالتالي زيادة جني الأرباح وتوفير الأمن الغذائي المنشود، حيث وجدت بعض التطبيقات الحديثة مثل:
- منصات التكنولوجيا لبيع المحاصيل الزراعية
مثل منصة (فريسكو) التي تعمل على تسهيل عملية التسويق للمنتجات الزراعية.
- استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
وذلك عن طريق ا تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتنبؤ بالربح المتوقع حصده من عمليات بيع بعض المحاصيل الزراعية.
وفي النهاية يمكن القول بـأن التكنولوجيا وتبعاتها قد غزت كل مناحي حياتنا، فكان لها الأثر الكبير في تحسينها والعمل على تسهيلها بما يعود إيجاباً علينا، وأيضًا في مجال الزراعة كان أثر استخدام الأساليب التكنولوجية على تحسين إنتاجية القطاع الزراعي والحد من خسائره.