هل فعل الخير صدقة؟
هل فعل الخير صدقة؟
إن فعل الخير في الإسلام غير مقتصر على فئة معينة؛ فقد وسع الإسلام دائرة الخير ليستطيع فعلها كل مسلم؛ فلا يحس الفقير المعدم أنه محروم من المشاركة الاجتماعية الخيرة لعدم امتلاكه المال، بل فتح له الإسلام أبواب هذه المشاركة من خلال جعل كل عمل نافع يقوم به صدقة له، ويثاب عليها كما يثاب الغني على إنفاقه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة)، يخبرنا الحبيب في هذا الحديث أن عمل أي معروف عند الله -تعالى- صدقة يثاب المؤمنَ عليها، ويُجازيه الله -تعالى- عليه وإنْ كان هذا العمل قليل؛ لعُمومِ قولِه -صلى الله عليه وسلم-: (كل مَعروفٍ صَدقةٌ) ؛ ف كل معروف له حكم الصدقة في الثواب والأجر، فلا يحتقرالإنسان من المعروف شيئاً، ولا يبخل به على غيره.
وقد بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن كل فعل من أفعال الخير يفعله الإنسان المسلم لغيره يكون له بمثابة الصدقة، فقد جاء في الحديث: (كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة).
كما أن الله تعالى جَعَلَ كُلَّ أنواعِ الخَيرِ االتي يفعلها الإنسان في حق نفسه من خلال عبادة الله، وفي حَقِّ غَيرِه من خلال المَعروفِ وعمل الخير، جعل كل ذلك مِن صدقات التمتع بالصحة والجسد السليم المعافى، وفي الحديث السابق بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنواعاً عديدة من أعمال الخير والتي لها حكم وأجر الصدقة، الأمر الذي يحث الإنسان على عمل الطاعات دائماً.
صور فعل الخير
لفعل الخير صور عديدة، نبين بعضها على النحو الآتي:
- السعي في قضاء حوائج العباد وإدخال السرو إلى قلوبهم لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ) .
- العمل على زراعة النباتات ليتغذى منها الإنسان، وينوي في ذلك أن يتقوى على عبادة الله، ويأكل منها الحيوان أيضاً ويؤجر على ذلك، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن مُسلِمٍ يَغرِسُ غَرسًا، أو يَزرَعُ زَرعًا، فيأكُلُ منه طَيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ؛ إلَّا كان له به صدَقةٌ).
- السؤال عن أحوال الفقراء واليتامى والأرامل والإحسان إليهم وقضاء حوائجهم، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :(السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)
- من أعظم الأعمال التي تدخل الجنه مساعدة الناس وإزالة الأذى عنهم، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (قد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ، في شجرةٍ قطعَها من ظهرِ الطريقِ، كانت تُؤذي النَّاسَ).
فضل فعل الخير
يترتب على فعل الخير العديد من الفضائل، نذكر أهمها فيا يأتي:
- ابتغاء مرضاة الله تعالى وطلب الثواب والأجر منه.
- تعزز التنافس في فعل الخيرات، والتسابق فيها وتشجيع الإنسان على فعل الخير حينما يرى أثره الطيب في المجتمع وفي حياة الأشخاص الذين يحتاجون هذا الخير وينتظرونه، وهذه صفة من صفات المؤمنين.
- عمل الخير في الحياة سبب لمدح وثناء الناس على فاعله ودعاؤهم له، ونشر للرحمة والمودة بين الناس في الدنيا، وذكرهم الطيب لفاعل الخير بعد الموت.
- خلق جيل ومجتمع مجبول على العطاء وفعل الخير، ليتحقق فيه معاني التعاضد والتعاون ومبدأ الجسد الواحد.
- الإستفادة من طاقات الشباب في عمل الخير وخدمة الناس.
- حفظ كرامة الفقراء والمحتاجين من مد أيديهم للغير، وتبقى نفوسهم عفيفه، تخلو من الحسد والضغينة للغني.
وسائل تعين على عمل الخير
هناك العديد من الوسائل التي تعين على فعل الخير، نرود منها الأمور الآتية:
- التعود على احتساب الأعمال لنيل رضى الله وأن يبتغي الإنسان بأعماله وجه الله عز وجل وحسن ثواب الآخره .
- التبكير إلى الصلوات الخمس فذلك مما يجعل المسلم في ذمة الله في كل وقت، وينال من الله التوفيق والرعاية الدائمه .
- إستحضارالإنسان النيه الصالحة في كل عمل يقوم به نية أن يتقرب من الله عز وجل ويرضيه .
- المداومه والاستمرار في أي عمل ولو كان بسيط فإن خير الأعمال عند الله أدومها وإن قل ذلك يعين على التعود لفعل الخيرات.
- الحرص على بقاء المسلم دائماً على طهاره والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن وتجديد النوايا الطيبه في كل يوم .
لم يقصر هذا الدين العظيم فعل الخير على فئة معينة من الناس بل من رحمة الله في عباده أنه جعل فعل الخير موسعاً، ومهما كان الفعل بسيطاً وقليلاً فإن الإنسان يؤجر عليه ويجازى بالإحسان إحساناً ويكون له بمثابة الصدقة.