هل الميرمية ترفع ضغط الدم
الميرمية
تُعدّ الميرمية أو المريمية (الاسم العلمي: Salvia officinalis) من الأعشاب التي استخدمت لفترات طويلة في الطب الشعبي لتخفيف الآلام، ووقاية الجسم من الإجهاد التأكسدي (بالإنجليزية: Oxidative Stress)، وأضرار الجذور الحرة، والالتهابات، والعدوى البكتيرية ، والفيروسات، وتولّد الأوعية (بالأنجليزية: Angiogenesis)، وغيرها، وتشير بعض الدراسات إلى أنّ هناك أنواعاً من الميرمية قد تدخل في تطوير العقاقير؛ وذلك لدورها في العلاج، وفي علم الأدوية في كثير من بلدان آسيا والشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص في الصين والهند، وكذلك تشير هذه الدراسات إلى أنّه بالإضافة لدور الميرمية في علاج الأمراض البسيطة الشائعة، فإنّها قد تُوفر علاجات طبيعية حديثة لتخفيف أو علاج العديد من الأمراض الخطيرة التي تهدد الحياة، مثل: الاكتئاب، والخرف ، والسمنة، والسكري، والذئبة ، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان.
الميرمية وضغط الدم
بالرغم من أنّ العلاقة بين الميرمية وضغط الدم لا تزال بحاجة للمزيد من الأبحاث والدراسات، ولكنّ هناك مصادر توضح بأنّ الميرمية الإسبانية (الإسم العلمي: Salvia lavandulaefolia) قد تزيد من ضغط الدم لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم ، بينما الميرمية قد تخفض ضغط الدم للأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم المنخفض، لذلك يُوصى بمراقبة ضغط الدم بحذر، كما تبيّن أنّ هناك 18 نوعاً من الزيوت العطرية يُوصى باستخدامها لتعزيز علاج ارتفاع ضغط الدم ومن بينها؛ زيت الميرمية (بالإنجليزية: Sage essential oil) الذي قد يعزز إنقاص الوزن بواسطة زيادة عمليات الأيض في الجسم مما ينعكس إيجاباً على تقليل ضغط الدم، وزيت الميرمية المتصلب (بالإنجليزية: Clary sage) الذي يمكن له تقليل مستوى القلق مما يُخفض من ضغط الدم.
كما أشارت دراسة نشرت عام 2013 في مجلة الطب البديل والتكميلي إلى أنّ استنشاق زيت الميرمية المتصلب خفّض ضغط الدّم بشكل كبير، وهدّأ من تنفس مجموعة من النساء كنّ يخضعن لتقييم سلس البول لديهنّ، ووضحت الدراسة أيضاً أنّ زيت الميرمية قد يكون وسيلةً فعّالةً في تعزيز الاسترخاء.
فوائد الميرمية العامة
تُوضح النقاط الآتية بعض الفوائد الأخرى للميرمية:
- احتمالية تعزيز الوقاية من الاضطرابات التنكسية العصبية: بالإضافة إلى تحسين المهارات الإدراكية والمعرفية وذلك بحسب ما أظهرته مراجعة حديثة للعديد من الدراسات لأنواع من الميرمية، وتم دعم هذه الأدلة من خلال تجارب مخبرية ودراسات حيوانية، ودراسات بشرية أوليّة، وأظهرت دراسات أخرى أنه يُمكن للمريمية أيضاً أن تُحسّن من وظائف الذاكرة عند الصغار والبالغين الأصحاء، وما تزال هناك حاجة للمزيد من الأبحاث والدراسات لإثبات ذلك إذ إنّ أغلب هذه الدراسات أُجريت فقط على نوعين من الميرمية، وهما: الميرمية، والميرمية الإسبانية.
- خفض سكر الدم والكوليسترول: حيث أُجريت دراسة على 40 شخصاً يعانون من مرض السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول استهلكوا مستخلص أوراق الميرمية مدة 3 أشهرٍ مما قلل من مستويات الغلوكوز الصومي (بالإنجليزية: Fasting Glucose)، ومتوسط مستوى غلوكوز الدم خلال هذه المدة، بالإضافة لانخفاض مستوى الكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية، ومستويات الكوليسترول الضار، وارتفاع في مستويات الكوليسترول الجيد الذي يُعرف اختصاراً بـHDL ، وأُجريت تجربة أخرى سريرية مزدوجة التعمية (بالإنجليزية: Double blinded) على 80 فرداً مصاباً يضعف التحكم بالسكري من النوع الثاني أنّ الميرمية أثرت بشكل إيجابي على مستويات السكر في الدم؛ إذ إنّه بعد ساعتين من الصيام انخفضت مستويات سكر الدم بشكل كبير عند المرضى الذين تناولوا الميرمية مقارنةً بعدم تناولها.
- التحكم بالالتهابات: حيث وُجد أنّ بعض المركبات في الميرمية قد تمتلك تأثيراً مضادّا للالتهاب ولكنّ هناك حاجة للمزيد من الأدلة لتأكيد هذه الفائدة، حيث أشارت إحدى الدراسات التي بحثت تأثير مجموعة من هذه المركبات على الاستجابة للالتهابات في ما يُعرف بـ Gingival fibroblasts؛ وهي نوع من خلايا النسيج الضّام في اللّثة ، وقد وُجد أنّ بعضها قد ساعد على الحد من هذا النوع من الالتهابات، كما أنّ هناك دراسات حديثة قد دعمت استخدام الميرمية في طب الأسنان لما لها من خصائص مضادة للالتهابات.
أضرار الميرمية
تُعتبر الميرمية آمنة عند استهلاكها في الكميات الموجودة في الغذاء، وقد تكون آمنة عند استهلاكها عن طريق الفم أو عند وضعها على الجلد بكميات دوائية لفترةٍ قصيرةٍ تصل إلى 4 أشهر، ولكنها قد تكون غير آمنة عند استخدامها بكميات كبيرة ولمدة طويلة، حيث إنّ بعض أنواعها كالميريمية يحتوي على مركب الثوجون (بالإنجليزية: Thujone)؛ الذي قد يكون ساماً إن تم تناوله بكميات كافية ويمكن أن تسبب نوبات وأضراراً في الكبد والجهاز العصبي، وتجدر الإشارة إلى أنّ كمية الثوجون تختلف بحسب نوع النبات، ووقت الحصاد، وظروف النمو، وعوامل أخرى، وتوضح النقاط الآتية بعض التحذيرات لاستخدام الميرمية:
- النساء الحوامل والمرضعات: إذ إنّ استهلاك الميرمية في فترة الحمل يعتبر غير آمن بسبب احتمالية وجود المادة الكيميائية الثوجون والتي تسبب بدء الدورة الشهرية والإجهاض للحامل، كما تُوصى المرضع بتجنب الميرمية لأنّ الثوجون قد يقلل من إدرار الحليب.
- مرضى السكري: إذ إنّ الميرمية قد تخفض من مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري، لذلك يُوصى بمراقبة نسبة السكر بالدم بعناية، وملاحظة ظهور علامات انخفاض السكر في الدم (Hypoglycemia)، كما يمكن استشارة الطبيب لتحديد الجرعات المناسبة من أدوية السكري عند استهلاك الميرمية.
- الأمراض المرتبطة بالحساسية للهرمونات: كسرطان الثدي، وسرطان الرحم ، وسرطان المبيض، وسرطان بطانة الرحم، أو الورم الليفي الرحمي، حيث إنّ الميرمية الإسبانية (Salvia lavandulaefolia) تمتلك تأثيراً مشابهاً لهرمون الإستروجين الأنثوي، ويُوصى تجنب هذه الميرمية في حال المعاناة من أي حالة قد تزداد سوءاً عند تعرضها لهرمون الإستروجين.
- نوبات الصرع: إذ إنّ احتواء الميرمية على كميات كبيرة من الثوجون يمكن أن يسبب حدوث نوبات، ولذا يُنصح تجنب تناول كميات أكبر من الموجودة في الغذاء إذا كان الشخص يعاني من نوبات الصرع .
- العملية الجراحية: فقد تؤثر الميرمية على مستويات السكر بالدم وبالتالي فإنّها قد تتداخل وتتعارض مع التحكم بمستوى سكر الدم خلال الجراحة وبعدها، لذلك يجب التوقف عن استهلاك الميرمية كدواء قبل أسبوعين على الأقل من موعد الجراحة المقررة.