هل الخسوف غضب من الله
هل الخسوف غضب من الله؟
الخسوف هو: ذهاب نور القمر كلّه أو بعضه وقتاً من الزمن، ولا يعدّ الخسوف علامةٌ من علامات غضب الله ، بل آيةٌ من آياته كما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وفي الخسوف تخويفٌ من الله وتحذيرٌ منه لعباده إذا كثرت الذنوب وتعاظمت حتى يتوبوا ويرجعوا إليه، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مسعود -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ الشَّمْسَ والْقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللَّهُ بهِما عِبادَهُ، وإنَّهُما لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فإذا رَأَيْتُمْ مِنْها شيئًا فَصَلُّوا، وادْعُوا اللَّهَ حتَّى يُكْشَفَ ما بكُمْ)، فقد أخبر النبيّ أنّ الخسوف والكسوف تخويفٌ من الله -تعالى- لعباده ولم يُذكر أنّه غضبٌ منه، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الكسوف إنذارٌ من الله لعقوبة انعقدت أسبابها، وليس عذاباً، لكنّه إنذارٌ".
حكم صلاة الخسوف
اختلف العلماء في حكم صلاة الخسوف؛ فذهب كلٌّ من الحنابلة والشافعية إلى أنّ صلاة الخسوف سنّةٌ مؤكدةٌ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقال الحنفية إنّها حسنةٌ، وقال المالكية بأنّها مندوبةٌ.
كيفية صلاة الخسوف
تؤدّى صلاة الخسوف ويُنادى إليها دون أذانٍ ولا إقامةٍ بل بقول: "الصلاة جامعةٌ"، واختلف العلماء في كيفية أدائها مع الإشارة إلى أنّ جميع الكيفيات الواردة مجزئةً في الأداء، وفيما يأتي بيانها:
الكيفية الأولى: عند الشافعية والحنابلة
قالوا في بيان كيفية صلاة الخسوف إنّها تؤدّى ركعتَين في جماعةٍ، وفي كلّ ركعةٍ قراءتان وقيامان وركوعان وسجودان، كما أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِن قِرَاءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وقدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ).
الكيفية الثانية: عند المالكية والحنفية
قالوا إنّ صلاة الخسوف تؤدّى ك صلاة النافلة ؛ ركعتين بقيامٍ واحدٍ وركوع واحدٍ في كلّ ركعةٍ، وقال الحنفيّة إنّ أكثر صلاة الخسوف أربع ركعاتٍ تؤدى كلّ ركعتَين على حدة، وأضاف المالكية والحنفية إنّ صلاة الخسوف يصليها المسلم منفرداً؛ لعدم ورود الجماعة فيها عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ولأنّ الأصل فيما عدا الصلاة المفروضة أن تؤدّى على انفرادٍ إلّا الصلوات التي ثبتت فيها الجماعة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.