هل إزالة المرارة تسبب السمنة
هل إزالة المرارة تسبب السمنة
إزالة المرارة أو استئصال المرارة (بالإنجليزية: Cholecystectomy) هو إجراء جراحيّ تتمّ فيه إزالة المرارة، وللإجابة عن سؤال (هل إزالة المرارة تسبب السمنة؟) فإنّه يُشار إلى أنّ استئصال المرارة قد يؤدي إلى فقدان الوزن بشكلٍ مؤقت لدى معظم المصابين، لكنّه على المدى البعيد قد يؤدي إلى زيادة الوزن ، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body Mass Index)، اختصارًا BMI، حيث يعبّر مؤشر كتلة الجسم عن وزن الجسم نسبةً إلى طوله.
سبب تغيرات الوزن المرتبطة بإزالة المرارة
ولفهم آلية فقدان وزيادة الوزن المتعلقة باستئصال المرارة تجب الإشارة إلى أنّ عملية استئصال المرارة قد تسبب حدوث العديد من الآثار الجانبية المرافقة للجراحة، ووُجد أنّ بعض هذه المضاعفات قد تكون المسؤولة عن فقدان الوزن المؤقت الذي يحدث بعد العملية عند غالبية الذين خضعوا لاستئصال المرارة، إضافةً إلى أنّ بعض المصابين قد يلجؤون إلى اتباع نظام غذائيّ قليل الدهون قبل العملية، مما يساعد على فقدان الوزن أيضًا، ومن أبرز هذه الآثار الجانبية والمضاعفات التي قد تحدث بعد العملية ما يأتي:
- الإسهال والغثيان والتقيؤ: كلّها أمور تسبب فقدان الوزن.
- الإمساك: قد تظهر مشكلة الإمساك كأثرٍ جانبيّ لتناول الأدوية المسكنة للألم بعد العملية، وقد يؤدي الإمساك إلى تقليل الرغبة في الأكل، مما يقلل من عدد السعرات الحرارية المُتناولة، وبالتالي فقدان الوزن.
- الألم: قد يؤثر الألم الناتج عن جراحة استئصال المرارة في رغبة المصاب في الأكل، مما يسهم في فقدان الوزن أيضًا.
- فقدان الشهية: وهو أثر جانبي للجراحة قد يستمرّ لعدة أسابيع بعد العملية، هذا بدوره يساهم في فقد الوزن.
وبعد مرور عدة أسابيع على إجراء الجراحة عادةً، يكون الجسم قد تكيّف مع الظروف الجديدة ويبدأ معدل تناقص الوزن بالتباطؤ أو قد يتوقف، وعلى المدى البعيد قد يبدأ الوزن بالازدياد نتيجة الأسباب الآتية:
- معدل الأيض: (بالإنجليزية: Metabolism Rate) يتأقلم الجسم مع التغّيرات التي حدثت بعد الخضوع لعملية استئصال المرارة ، إلّا أنّ هذه التغّيرات قد تؤثر في حالات قليلة في كيفية معالجة الجهاز الهضميّ للطعام وهضمه، بحيث يُصبح الجسم غير قادر على هضم الدهون والسكر بشكل صحيح، وسيتمّ تخزين الطاقة الغذائية الموجودة في الوجبات المُتناولة على هيئة دهون داخل الجسم، وهذا بدوره يسبب زيادةً في الوزن.
- الالتهاب: (بالإنجليزية: Inflammation) يؤثر وجود الالتهاب بشكل عام، سواء كان الالتهاب متعلّقًا بالجراحة أو بأسبابٍ أخرى، في عمل الهرمون الذي يتحكم في الوزن ويؤدي إلى عدم قدرة الهرمون على أداء وظيفته كما يجب، مما يسبب زيادة الوزن أيضًا.
- التغيرات في النظام الغذائي: يخضع المصابون الذين يعانون من حصوات المرارة عادةً لنظام غذائيّ قليل الدهون، ومع تكيّف الجسم مع التغيرات الجديدة بعد استئصال المرارة، قد يعودون لتناول نظام غذائيّ متنوع يتسبب بزيادة الوزن لدى البعض.
التعامل مع تغييرات الوزن
يتطلب الحفاظ على الوزن الحالي أو إنقاصه إجراء مجموعة من التغييرات التي ترتبط بنمط الحياة بطريقة صحيّة يسهل التعايش معها، باستثناء في حال وجود توصية طبية حول اتباع نظام غذائي معين لسبب طبيّ عند الشخص المعني، ومن هذه التوصيات ما يأتي:
النشاط البدني
لممارسة النشاط البدني دورٌ مهم في إدارة الوزن والتعامل مع تغيراته، إضافةً إلى فوائده الصحيّة الأخرى، ولكن يُشار إلى أنّ بعد استئصال المرارة يوصي الطبيب بأخذ وقتٍ كافٍ للراحة والتعافي قبل الانخراط في أيّ نشاط بدني، وتجدر استشارة الطبيب حول الوقت المناسب للبدء بممارسة الرياضة والنشاط البدني عامة بعد استئصال المرارة، ويُعدّ المشي أحد أكثر الأنشطة البدنية المناسبة كنقطة انطلاق يعتمدها الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة ويرغبون في الحفاظ على وزنهم، حيث يمكنهم البدء بممارسة رياضة المشي وزيادة الوقت المخصص للمشي بشكل تدريجيّ، وأمّا التمارين الهوائية معتدلة الشدة، فيُفضّل ممارستها لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، أو ممارسة التمارين الهوائية الشديدة لمدة 75 دقيقة أسبوعًّا، أو الجمع بينهما، وفي حال الرغبة في إنقاص الوزن فيجب ممارسة الرياضة بمعدلات أكثر مع اتباع حمية غذائية مناسبة، ويجدر التنبيه إلى أهمية استشارة الطبيب حول طبيعة الرياضة المناسبة خاصة استشارته حول الرياضة الشديدة في حال كان الشخص المعنيّ مصاب بمشكلة صحية معينة.
التغييرات الغذائية
تشمل التغييرات الغذائية المتبعة للتعامل مع تغييرات الوزن بعد الخضوع لعملية استئصال المرارة ما يأتي:
- اتباع نظام غذائي صحي قليل الدسم والدهون لبضعة أشهر بعد الخضوع لعملية استئصال المرارة إلى أن يستعيد الجسم قدرته على التعامل مع النظام الغذائيّ العاديّ، لكن بشكل عام يوصَى باتباع نظام غذائي قليل الدسم دائمًا وذلك تجنبًا لأيّ مضاعفات مسقبلية.
- اتباع نظام غذائي غني بالألياف والخضروات وخاصّة الخضراء منها والحبوب الكاملة والمنتجات الطبيعية، حيث يُفضّل إدخال هذه الأطعمة إلى جانب الوجبات الصغيرة على مدار اليوم مما يسهم في الحفاظ على الوزن بعد الجراحة، ويمكن الحصول على المشورة الطبية لمعرفة الخطة الغذائية المناسبة.
- إدخال بعض الخيارات الغذائية إلى الطعام، مثل: اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك والبيض والمكسرات والفاصولياء.
- اعتماد الأطعمة ذات المحتوى المنخفض من السكر والملح والدهون المشبعة والكوليسترول .
- تجنب الأغذية المصنعة والوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية غير المفيدة.
- مراقبة الحصص الغذائية اليومية بحيث تحتوي على سعرات حرارية بالقَدر الذي يتمكن فيه الجسم من حرقها.
- اعتماد الوجبات الصغيرة المتعددة بدلًا من الوجبات الكبيرة.
- الإكثار من شرب السوائل ما لم يوصي الطبيب بعكس ذلك.
- تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل ومنتجات الألبان والأطعمة الدهنية في حال وجود إسهال ، أو غيرها من الأطعمة التي قد تُسبب ذلك، ومراجعة الطبيب في حال استمر الإسهال لأكثر من أسبوعين بعد إجراء العملية.
- تجنب الكحول.
ما هي المرارة
المرارة هي عضو يُخزّن السائل الهضمي الذي يُنتجه الكبد ويعرف باسم الصفراء، أو العصارة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile)، وتُشبه في شكلها حبة الأجاص، وتقع في الجانب الأيمن العلوي من البطن أسفل الكبد مباشرة.