نوافل الصلاة عند المالكية
نوافل الصلاة عند المالكية
الإمام مالك هو من علماء الشّريعة وفقهائها المعروف بإمام دار الهجرة، وحجة الأمّة وشيخ الإسلام، هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث، وتنقسم نوافل الصّلاة إلى نوافل راتبة؛ وهي النّوافل التّابعة للفرائض كسنن الصّلاة، ونوافل غير راتبة؛ كصلاة الضّحى وغيرها، ويبلغ عدد رواتب الصّلاة المؤكدات اثنتي عشرة ركعة، وهي: أربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر.
وقد سمعت أمّ حبيبة أمّ المؤمنين حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه: (مَن صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عَشْرةَ ركعةٍ، بَنَي له بيتٌ في الجنَّةِ: أرْبَعًا قبلَ الظُّهرِ، وركعتيْنِ بعدَها، وركعتيْنِ بعدَ المغرِبِ، وركعتَيْنِ بعدَ العِشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفَجرِ - صلاةِ الغَداةِ)، وأمّا الرواتب غير المؤكّدات فهي أربع قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء .
وقد ذكر الإمام مالك في مذهبه استحباب التّنفّل في كل وقتٍ يحلّ فيه التّنفّل، فنوافل الصّلاة عنده كما قال خليل في مختصره في الفقه المالكي : " ن دب، نفل، وتأكد بعد مغرب، كظهر وقبلها كعصر بلا حد"، وقال الشيخ أحمد الدردير: "بلا حد يتوقف عليه الندب، بحيث لو نقص عنه أو زاد فات أصل الندب، بل يأتي بركعتين وبأربع وبست، وإن كان الأكمل ما ورد من أربع قبل الظهر وأربع بعدها وأربع قبل العصر وست بعد المغرب".
وفيما يأتي تفصيل ذلك:
- صلاة الفجر
ركعتان قبل الفجر، وهي من غير الرّواتب عند المالكية، ولها حكم خاص يُسمى بالرّغيبة، وهي ما كانت فوق المستحب ودون السّنة في التّأكّد، وتُصلى قبل صلاة الفجر، ويُكره أن تُصلى بعد فرض الفجر.
- صلاة الظهر
ركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها، والأكمل أن يصلّي أربعاً قبلها وأربعاً بعدها.
- صلاة العصر
ركعتان قبل العصر والأكمل أن يصلي أربعًا قبلها.
- صلاة المغرب
ركعتان بعد المغرب أو أربعًا أو ستًا.
- صلاة العشاء
صلاتا الشّفع والوتر ، ولم يرد في مذهبه وجود نافلة راتبة قبل العشاء ولا بعدها، ففي حاشية العدوي على الخرشي: "سكت المؤلف عن النفل بعد العشاء للاستغناء عنه بالشفع والوتر، وأما النفل قبلها فلم يرد عن مالك وأصحابه فيه شيء"، وقال سيدي زروق: "ولم يرد شيء معين في النفل قبل العشاء إلا عموم قوله صلى الله عليه وسلم: بين كل أذانين صلاة، والمراد: الأذان والإقامة".
مفهوم النافلة
النّافلة من الفعل نَفَل، فهي في اللّغة النافلة مُطلق الزّيادة، وأمّا في الشّرع فكل ما زاد على الفرض فهو نافلة وتطوع، سواءً كانت في الصّلاة أو الصّيام أو الزّكاة، وقد ذكر الله -تعالى- كلمة النّافلة في آياته، حيث قال -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) .
ومن حكمة مشروعيتها أنّ الله -تعالى- شرعها لتجبر النقص والخلل الذي يقع به المصلّي في الفرائض، وبسبب أدائها ينال صاحبها محبة الله -تعالى- ويزداد قربةً منه، فهي لم تُشرع إلا لمصلحة عباده.
فضل الإكثار من النّوافل
شرع الله -تعالى- النّوافل لعباده المؤمنين لِما لها من فضلٍ عظيمٍ، ويعود على الفرد المؤمن بثوابٍ كثيرٍ وأجرٍ مُضاعف، فهي من الأعمال التي يحبّها الله -تعالى-، والتي ترفع من واظب عليها الدّرجات العالية في الجنّة، ومن هذا الثّواب ما يأتي:
- صلاة النّوافل ترفع صاحبها الدّرجات في الجنّة: فمن حافظ على صلاة النّافلة ارتفعت درجاته في الجنّة.
- صلاة النّافلة تكفر الذنوب وتمسحها: فكلما يركع المسلم ويسجد لله -تعالى- تُكفّر عنه سيئاته وذنوبه.
- تجبر أيّ نقص في الفرائض: فمن حافظ على النّوافل جُبر الخلل الذي وقع فيه بغير تعمّد في صلاة الفرض.