نماذج من حسن الخلق في الإسلام
تعريف حُسن الخلق
الحسن في اللغة ضد القبيح، والخلق في اللغة الطبع والسجية، بناءً على ذلك فمعنى حسن الخلق: الطبع المرغوب والسجية المطلوبة، كما ويعرف حسن الخلق: بأنه تقديم الجميل، وكف الأذى، والتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، فصاحب الخلق الحسن تصدر عنه الأخلاق الحميدة بتلقائية من دون تفكير وعناء
نماذج من حسن الخلق في الإسلام
يعد الإسلام دين الأخلاق، وتعد الأخلاق في الإسلام جزءاً من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، فقد أمر بكل الأخلاق الفاضلة، ونهى عن كل الأخلاق المذمومة، وفي الآتي عرض لبعض الأخلاق الحسنة
خلق الإحسان
يعد خلق الإحسان من الأخلاق التي تشمل كل ما يقوم به العبد من عمل وعبادة، في القلب أو القول أو العمل، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم منزلة الإحسان بقوله: (أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)، ويقصد بالإحسان أن تفعل الخير والمعروف بما يصير به الغير حسناً.
ويعد خلق الإحسان ممّا يحبه الله تعالى لقوله عز وجل: (أَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان يشمل كل شيء من قول أو فعل، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ).
خلق الرفق
يعرف الرفق في اللغة بأن ما يوافق الإنسان ويستريح معه بدون عنف، ويعرف الرفق بالشرع بأنه سهولة التعامل في القول والفعل، والتعامل مع الناس برفق ولين، وقد بين الله تعالى أثر الرفق في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في اجتماع الخلق من حوله، فقال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾.
وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الرفق زينة لكل شيء، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ)، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بأن يرفق الله تعالى بكل من يرفق بالمؤمنين فقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم وَمَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَرَفَقَ بهِمْ، فَارْفُقْ بهِ).
خلق الإنصاف
يعرف الإنصاف بأنه المعاملة بالعدل، فإذا أخذ المرء حقه كاملاٌ فهذا الإنصاف، وفي الاصطلاح: الإنصاف هو أن تعطي غيرك من الحق مثلما تأخذ أنت لو كنت مكانه، وقد أمر الله تعالى بالإنصاف ولو على حساب النفس أو الوالدين أو الأقارب فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ﴾.
ومن الإنصاف في السنة النبوية أن جعل النبي صلى الله عليه وسلم علامة إيمان المرء هي أن يحب للناس ما يحب لنفسه، فقال صلى الله عليه وسلم: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)، فالمؤمن يحب الإنصاف في الحق لغيره كما يحبه لنفسه.
فضل حسن الخلق
ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية فضائل كثير لمن حسنت أخلاقه، ومن هذه الفضائل ما يأتي:
- محبة الله تعالى لصاحب الخلق، مثل قوله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾.
- أقرب الناس مجلساً من النبي صلى الله عليه وسلم هم أصحاب الخلق الحسن لقوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ أقربَكم مني منزلًا يومَ القيامةِ أحاسنُكم أخلاقًا في الدُّنيا).
- ميزان الخيرية والتفاضل بين الناس هو في حسن الأخلاق لقوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ خِيَارَكُمْ أحَاسِنُكُمْ أخْلَاقًا).