نقص فيتامين ب6
أسباب نقص فيتامين ب6
يرتبطُ نقص فيتامين ب6 في العادة بنقصِ أنواع أخرى من فيتامينات ب، مثل: نقص الفولات أو ما يعرف بفيتامين ب9 (بالإنجليزيّة: Vitamin B9)، أو نقص فيتامين ب12 (بالإنجليزيّة: Vitamin B12)، وفي الحقيقةِ لا يُعدّ نقص فيتامين ب6 شائعاً، وذلك بسبب توفره في معظم أنواع الأغذية، وقد يحدث للأسباب الآتية:
- بعض الحالات المرضيّة: والتي تؤثر في عمليّة امتصاصه وتقلل من مستوياته، مثل الأمراض الآتية:
- اضرابات أمراض المناعة الذاتيّة الّتي تُصيب الأمعاء؛ كحساسيّة القمح (بالإنجليزيّة: Celiac disease)، والتهاب القولون التقرُّحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative colitis)، وداء كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease).
- اضطرابات أمراض المناعة الذاتيّة الالتهابيّة، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، والإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزيّة: HIV) المعروف بالإيدز، وبعضُ أمراض الكلى.
- تناول بعض الأدوية التي تُقلل من امتصاصه: (بالإنجليزيّة: Pyridoxine-inactivating drugs)؛ وهي بحسب الآتي:
- الأدوية المُضادّةُ للصرع (بالإنجليزية: Anticonvulsant).
- دواء الآيزونيازيد (بالإنجليزيّة: Isoniazid) الذي يستخدم في علاج مرض السل.
- دواء السيكلوسيرين (بالإنجليزيّة: Cycloserine) وهو من المضادات الحيوية للبكتيريا المُسببة للسل.
- دواء الهيدرالازين (بالإنجليزيّة: Hydralazine) الذي يقلل من مستوى ضغط الدم.
- دواء الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزيّة: Corticosteroid) الذي يخفض الالتهابات.
- دواء البنيسيلامين (بالإنجليزيّة: Penicillamine) الذي يستخدم في علاج داء ويلسون .
- بعضُ الحالات الأخرى: مثل:
- الإصابة بمرض البيلة الهوموسيستينية (بالإنجليزية: Homocystinuria)؛ وهو مرضٌ وراثيٌ يرتبط باضطراب الأيض للحمض الأميني المثيونين.
- زيادة معدل نشاط الأيض في الجسم؛ مثل؛ فرط نشاط الغدّة الدرقيّة، وهي حالة تحدث في بعض الحالات النادرة.
- سوء التغذية الناجم عن نقص البروتين والطاقة (بالإنجليزيّة: Protein-energy undernutrition).
- إدمان الكحول (بالإنجليزيّة: Alcoholism).
- خلال غسيل الكلى.
علامات وأعراض نقص فيتامين ب6
يؤدي نقص فيتامين ب6 إلى ظهور أعراض مُشابهة لأعراض مرض الحُصَافُ (بالإنجليزيّة: Pellagra)؛ وهو مرضٌ ينتج عن نقص فيتامين ب3 (بالإنجليزيّة: vitamin B3)، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
- الشعور بالإرهاق والانخفاض في طاقة الجسم: حيث يؤدي نقص فيتامين ب6 إلى عدم تكوين عددٍ كافٍ من خلايا الدم الحمراء، ممّا يسبب فقر الدم، والذي بدوره يؤدّي إلى الشعور بالإرهاق والوَهَن، وقد يحدث فقر الدم أيضاً بسبب نقص نسبة الحديد في الجسم ، أو نقص بعض الأنواع الأخرى من الفيتامينات؛ كفيتامين ب12، والفولات.
- جفاف وتشقق الشفتين: فقد يظهر التَقشّر والتشقق في الشفتين، وفي زوايا الفم، بالإضافة إلى حدوث انتفاخ في الشفتين وتقرحهما واحمرارهما مع الشعور بالألم، وقد يرتفع خطر تعرضهم للنزيف أو العدوى.
- ضعف جهاز المناعة: حيث يصبح الجسم أقل قدرة على مقاومة الأمراض، كما تؤدي الإصابة ببعض الحالات المرضيّة كالسرطان إلى استنزاف مستوى فيتامين ب6 في الجسم، وبالتالي قد يحتاج الشخص في هذه الحالات إلى استهلاك كميات أكبر من فيتامين ب6، وذلك عن طريق تناوُل المكمّلات الغذائيّة الخاصّة به، بعد استشارة الطبيب المُختص.
- الطفح الجلدي: قد يتسبّب النقص في هذا الفيتامين في حدوث التهاب الجلد الدهني (بالإنجليزيّة: Seborrheic dermatitis)؛ وهو طفحٌ جلديٌّ، يؤدي إلى احمرار الجلد وتقشره، والإصابة بالحكّة، مع إعطاء البشرة مظهراً دُهنيّاً، وقد يُسبّب انتفاخَ الجلد، أو ظهور بقعٍ بيضاء عليه، ومن المُمكن أن تظهر أعراض هذا المرض على قشرة الرأس، والوجه، والرّقبة، والجزء العلوي من الصدر.
- التهاب اللسان: (بالإنجليزيّة: Glossitis)؛ وهو انتفاخ اللسان ، وتقرحه، والتهابه، واحمراره، كما يظهر اللسان بملمسٍ ناعم؛ نتيجةً لنقص الحليمات اللسانية (بالإنجليزيّة: Papillae)، مما يُسبّب مشاكل في المضغ، والبلع، وحتى أثناء الحديث.
- وخز وألم في اليدين والقدمين: فقد يُحدِث النقص في فيتامين ب6 ضرراً في الأعصاب، يسمى باعتلال الأعصاب المحيطيّة (بالإنجليزية: Peripheral neuropathy)؛ مما يؤدي إلى الشعور بالحُرقة، والألم في الذراعين، واليدين، والساقين، والقدمين، إضافة إلى الصعوبة في المشي، وقد تكون هذه الأعراض مُشابهةٌ لوخز القلم أو الإبرة.
- تقلّب المزاج: فقد يؤثر نقص فيتامين ب6 في الحالة النفسيّة؛ بما في ذلك التغير في المزاج، وقد يُسبّب الاكتئاب، والقلق، والانفعال، وزيادة الشعور بالألم، وقد يعود هذا التأثير لدور هذا الفيتامين في تكوين النواقل العصبية التي تساهم في التخفيف من هذه الحالات، مثل: السيروتونين، وحمض غاما -أمينوبيوتيريك (بالإنجليزية: Gamma-aminobutyric acid)، ففي دراسة أجرتها جامعة أصفهان للعلوم الطبيّة عام 2017، تم إعطاء 84 فتاة كميةً من فيتامين ب6 قبل أسبوع من الحيض مدة شهرين، وساهم ذلك في تقليل أعراض مُتلازمة ما قبل الحيض (بالإنجليزيّة: Premenstrual syndrome)؛ التي تتمثل بالتقلبات المزاجية والتغيرات الفيزيائية التي تحدث قبل الدورة الشهرية، كالإعياء، والتهيّج، والوذمة، والقلق، وغيرها.
- نوبات التشنّج عند الأطفال: فقد يحصل النقص في فيتامين ب6 عند الرُضع بعد عُمر الستة شهور؛ وذلك لاستمرار إطعام الرضيع حليب الأم فقط، مع عدم البدء بإدخال الأطعمة الصلبة، مما يجعل الطفل مُعرضاً لحدوث نوبات التشنّج في حال النقص الشديد بمستوياته، وقد يكون أيّ صوت أو ضوضاء طبيعيّة مؤذية ومُزعجة لهم، وقد تستمر هذه النوبات لدى الأطفال الرُضع حتى بعد علاجهم بمضادات الصرع، وتُعدُّ هذه النوبات التشنجيّة نادرة الحدوث لدى البالغين؛ حيث أظهرت دراسةٌ أوليّةٌ أُجريت في جامعة ملبورن عام 2014، أنّ هذه النوبات قد تحدث نتيجةً لعدم وجود فيتامين ب6 في النظام الغذائي بشكل كافٍ، أو لدى النساء الحوامل، أو المصابين بأمراض الكبد.
- الاختلال المعرفي ومرض ألزهايمر لدى كبار السن: فقد يتسبّب النقص في فيتامين ب6 إضافةً إلى النقص بفيتامينات ب الأخرى، إلى ارتفاع نسبة الحمض الأميني هوموسيستين (بالإنجليزيّة: Homocysteine)؛ وقد تسبّب المستويات العالية من هذا الحمض الأميني حدوث بعض المشاكل الصحية، مثل: مرض ألزهايمر ، وأمراض القلب، كما أنه قد يحدث ضرراً وتلفاً في الأعصاب. كما ذكرت مراجعة لبعض الدراسات الرصدية القائمة على الملاحظة ونشرت في المجلة الأمريكية للتغذية العلاجية عام 2000 أنّ النقص الشديد بمستويات فيتامين ب6 والفولات وفيتامين ب12 لدى كبار السن وبخاصة عند الإصابة ببعض الأمراض، مثل؛ فقر الدم الخبيث (بالإنجليزية: Pernicious anemia) يرتبط بالقصور الإدراكي، كما أنّ عدم استهلاك كميات كافية من مجموعة فيتامين ب يرتبط بخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لكن ما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات حول هذه العلاقة.
تشخيص نقص فيتامين ب6
يُشخَص نقص هذا الفيتامين بالاعتماد على العلامات والأعراض التي تظهر على الأشخاص، مثل التي ذكرت أعلاه بما فيها؛ ظهور النوبات لدى الرضع، أو لدى المرضى الذين حصلت لديهم هذه النوبات بعد علاجهم بمضادات الصرع، أو عند النقص بمجموعة فيتامين ب لدى الذين يعانون من سوء التغذية جراء نقص البروتين والطاقة، كما يُشخص هذا النقص بحسب الفحوصات المِخبريةِ؛ ومن الجدير بالذكر أنّه لا يتم الاعتماد على فحصٍ مِخبريٍ واحدٍ فقط لتشخيص النقص، ومن الأمثلة على هذه الفحوصات؛ قياس نسبة فوسفات البيريدوكسال في بلازما الدم (بالإنجليزيّة: Serum pyridoxal phosphate).
مصادر فيتامين ب6
المصادر الغذائية لفيتامين ب6
تحتوي معظمُ الأغذيةِ على فيتامين ب6، ولذلك فإنّ نظامٍ غذائيٍّ متوازن يُجنب الإصابة بنقصه، ومن هذه الأغذية نذكر ما يأتي:
- الحمّص: إذ يحتوي الكوبُ الواحدُ من الحمّص على 1.1 مليغرام من فيتامين ب6، أي ما يشكّل 55% من الكميةِ المُوصى بتناولها يوميّاً من هذا الفيتامين.
- الكبد البقري: يحتوي 85 غراماً من الكبد البقري على 0.9 مليغرام من فيتامين ب6، أي ما يشكّل 45% من الكميةِ المُوصى بها يوميّاً.
- تونة الزعنفة الصفراء: يحتوي 85 غراماً من هذا النوع من التونة على 0.9 مليغرام من فيتامين ب6، أي ما يزوّد بـ 45% من النسبة اليوميّة الموصى بها يوميّاً.
- صدر الدجاج المشوي: يحتوي كلُّ 85 غراماً من صدر الدجاج على 0.5 مليغرام من فيتامين ب6، وتُغطّي هذه الكمية 25% من الكمية اليوميّة الموصى بتناولها.
- حبة الموز متوسّطة الحجم: إذ إنّها تحتوي على 0.4 مليغرام، أي ما يُغطّي 20% من الكمية اليوميّة المُوصى بها.
- التوفو: (بالإنجليزيّة: Tofu) يحتوي نصفُ الكوبُ منه على 0.1 مليغرام من فيتامين ب6؛ وتُغطّي هذه النسبة 5% من الكمية اليوميّة الموصى بها.
- مصادر أخرى: كالسلمون، ولحم الديك الرومي (بالإنجليزية: Turkey)، والحبوب المُدعّمة بفيتامين ب6، والحبوب الكاملة، والأرز البُني، والجزر، والأفوكادو، والبطاطا، والخُضار الورقة؛ كالسبانخ، والبابايا ، والبرتقال، والشمام، وبعض المكسرات؛ كالبندق.
لقراءة المزيد من المعلومات حول مصادر فيتامين ب6 يمكن الرجوع لمقال أين يوجد فيتامين ب6 .
المكمّلات الغذائيّة لفيتامين ب6
يحصُل معظمُ الأشخاصِ على الاحتياج اليوميّ من هذا الفيتامين عند تناولهم الأغذية المختلفة، دون حاجتهم إلى اللجوء للمكمّلات الغذائيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعضُ الحالات التي قد تستدعي تناولُ فيتامين ب6 على شكل مُكمّلات غذائية، وذلك بعد استشارة الطبيب؛ كالمصابين بأمراض الكلى المختلفة، والذين يعانون من سوء الامتصاص (بالإنجليزية: Malabsorption) لفيتامين ب6، إضافة إلى المصابين بفقر الدم الوراثي، وقد تستخدم هذه المكملات أيضاً للتقليل من التفاعل العكسي لاستهلاك المضادّ الحيوي السيكلوسيرين (بالإنجليزيّة: Cycloserine)، الّذي يوصفُ عادةً لمرضى السُّل.
وتجدر الإشارة إلى أنّ فيتامين ب6 يتوفر في عددٍ من المكمّلاتٍ الغذائية، ويكون على شكلِ هيدروكلوريد البيريدوكسين (بالإنجليزيّة Pyridoxine hydrochloride) فيها؛ مثل المُكمّلات الغذائيّة مُتعدّدة الفيتامينات (بالإنجليزيّة: Multivitamin)، والمكمّلات الغذائية لفيتامين ب المركّب (بالإنجليزيّة: Vitamin B-complex)؛ وهو عبارة عن مُكمل غذائي يحتوي على جميع فيتامينات ب الثمانية، وقد يتوفر فيتامين ب6 لوحده كمكمّل الغذائي.
الكميات الموصى بها من فيتامين ب6
يُوضّح الجدول الآتي الكميات الموصى بتناولها يوميّاً من فيتامين ب6، بحسب الفئة العمريّة ولكِلا الجنسين:
الفئة العمريّة | الكمية |
---|---|
6-0 شهور | 0.1 مليغرام |
12-7 شهر | 0.3 مليغرام |
3-1 سنوات | 0.5 مليغرام |
8-4 سنوات | 0.6 مليغرام |
13-9 سنة | 1 مليغرام |
الذكور من 14-18 سنة | 1.3 مليغرام |
الإناث من 14-18 سنة | 1.2 مليغرام |
البالغون من 19-50 سنة | 1.3 مليغرام |
الذكور من 51 سنة فأكثر | 1.7 مليغرام |
الإناث من 51 سنة فأكثر | 1.5 مليغرام |
المرأة الحامل | 1.9 مليغرام |
المرأة المُرضع | 2 مليغرام |
نبذة عامة حول فيتامين ب6
يُعرف فيتامين ب6 (بالإنجليزيّة: Vitamin B6) أيضاً بالبيريدوكسين (بالإنجليزيّة: Pyridoxine)، وهو أحد الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، والتي لا يستطيعُ الجسم تخزينها؛ بَل يُطرح الفائض منها عن طريق البول، ولذلك لا بُدَّ من استهلاكه من النظام الغذائي بشكلٍ مُستمرّ، وهو ضروريٌّ للعديد من وظائف الجسم؛ كعمليّات أيض البروتينات، والكربوهيدرات، ويدخل في تكوين خلايا الدم الحمراء ، وبعض المواد الكيميائيّة الموجودة في الدماغ، ويُحسن من نموّه وتطوّره، كما أنّه مُهمٌ لعمل الجهاز المناعيّ، ونشاط الهرمونات الستيرويدية (بالإنجليزيّة: Steroid hormones).
لقراءة المزيد من المعلومات حول فوائد هذا الفيتامين يمكن الرجوع لمقال فوائد فيتامين ب 6 .