نقص الوزن أثناء الحمل
نقص الوزن أثناء الحمل
يعرّف نقصان الوزن بأنه انخفاضٌ في وزن الجسم بسبب عوامل إرادية تشمل اتباع نظام غذائي، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو نتيجة لعوامل خارجة عن الإرادة؛ كالإصابة بمرض ما، وتُشكل أغلب حالات إنقاص الوزن هي لفقدان الدهون في الجسم، ولكنّ فقدان الوزن بشكل شديد قد يؤدي إلى نفاذ البروتينات، والمواد الأخرى في الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة الحمل فمن المهم زيادة الوزن بالمقدار الطبيعي لمساعدة الطفل على الحصول على ما يكفي من المواد الغذائية للنمو والتطور، وفي حال عدم اكتسابها لهذا الوزن فقد يولد طفل صغير الحجم، أو غيرها من المشاكل الصحية.
أسباب نقص الوزن أثناء فترة الحمل
يختلف معدل زيادة وزن المرأة الحامل نتيجة عدة عوامل تختلف بتغير ظروف الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ نقص وزن المرأة الحامل أثناء فترة الحمل يعتبر أمراً غير اعتياديٍ، ويجب مناقشة أسبابه ِمع مقدم الرعاية الطبية، إذ إنّ بعض الأعراض المبكرة للحمل قد تجعل المرأة تفقد القليل من الوزن في البداية، لكن مع تقدم الثلث الأول من الحمل، فمن المفترض أن تكتسب الحامل بضعة كيلوغرامات كحد أدنى، إلا أنّ هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لنقصان وزن المرأة الحامل خلال فترة الحمل، وفيما يأتي توضيح ذلك:
- غثيان الصباح: (بالإنجليزية: Morning sickness) وتُعرف هذه الحالة بالمعاناة من الغثيان والتقيؤ خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ويحدث ذلك لدى العديد من النساء في هذه الفترة وتعتبر جزءاً طبيعياً من الحمل الصحي، وعلى الرغم من أنّ اسمها محدد بوقت الصباح إلا أنّها قد تحدث في أيِّ وقت خلال اليوم وفي الليل، وتبدأ هذه الحالة عادةً في حوالي الأسبوع السادس من الحمل، وتصل إلى ذروتها بقرابة الأسبوع التاسع، وتختفي في ما بين الأسبوع الـ 16 إلى 18، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة تُعدُّ غير طبيعية عندما تصبح بدرجة شديدة لدرجة أن تتقيأ المرأة باستمرار وتصل لعدة مرات في اليوم، ويؤدي غثيان الصباح الشديد إلى فقدان الوزن، والسوائل، وحمض المعدة أثناء القيء، بالإضافة إلى الجفاف، وخلل في تركيز الكهارل في الجسم، وإذا لم تتلق المرأة الحامل العلاج المناسب، فقد يؤدي ذلك إلى العديد من المضاعفات، بما في ذلك فشل الأعضاء، والتداخل مع صحة المرأة وقدرة طفلها على النمو، والولادة المبكرة..
- إمكانية تداخل أعراض الحمل مع الأكل: وذلك في المراحل الأولى في الحمل وعلى الرغم من أنّ هذه الأعراض لا تسبب فقدان الوزن بشكل مباشر إلا أنّها قد تفضي إلى تناول المرأة لعدد قليل من السعرات الحرارية بشكل يومي، ومن هذه الأعراض؛ كراهية بعض الروائح، أو المذاق، أو القوام للأطعمة، والإعياء الذي يحدث في المراحل المبكرٍة من الحمل، بالإضافة إلى حرقة المعدة ، وعسر الهضم، والإمساك الذي يمكن أن يحدث أيضاً في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ويستمر بعد ذلك.
- الإجهاض: فوفقًا لـ American Pregnancy Association فإنّ من المرجح أن تحدث حالات الإجهاض في الأسبوع الثالث عشر من الحمل، ويُعدُّ فقدان الوزن هو أحد علامات التحذير من هذا الإجهاض، كما أنّ هناك العديد من الأعراض الأخرى التي قد تشير أيضاً إلى حدوث الإجهاض، مثل: الآلام في الظهر من الدرجة الخفيفة إلى الحادة، وظهور المخاط بلون وردي يميل إلى الأبيض، والتقلصات، والنزيف بلون بني أو أحمر، وفقدان الأنسجة من المهبل، والتناقص المفاجئ في ظهور علامات الحمل.
- الحمية الغذائية: التي تتعلق بالنظام الغذائي المتوازن أثناء الحمل حيث إنّ تناول الخيارات الصحية قد يُخفض بضعة كيلوغرامات، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّه لا يُوصى اتباع الحمية التي تُقللُّ فيها السعرات الحرارية، أو يُحاول فيها إنقاص الوزن؛ إذ إنّ اتباعها لهذا الهدف أثناء الحمل يُعدُّ خطراً على المرأة الحامل وطفلها، خاصةً إن كانت قد تحدُّ من العناصر الغذائية المهمة، مثل: الحديد ، والفولات، والفيتامينات، والمعادن الهامة الأخرى، كما أنّه في حالة فقدان الوزن أثناء الحمل فإنّ الطفل سيستهلك العناصر الغذائية التي يحتاجها من مخازن جسم المرأة الحامل مما يسبب خطر على صحة المرأة الحامل وزيادة عرضتها للعدوى والشعور بالتعب المستمر، وبالرغم من ذلك فإنّ النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة ينصحنَ بعدم زيادة الوزن بشكل مفرط أثناء الحمل.
- القيء المفرط الحملي: (بالإنجليزية: Hyperemesis gravidarum) وهو يُعدُّ أسوأ بكثيرٍ من غثيان الصباح، وتبدأ أعراضه عادة ما بين الأسبوع الخامس والعاشر من الحمل، وينتهي في الاسبوع العشرين من الحمل، ومنها؛ فقدان الوزن، ومن الممكن السيطرة على الحالات الخفيفة من القيء المفرط الحملي عن طريق إجراء تغيرات في النظام الغذائي ، والراحة ، واستخدام مضادات الحموضة، أما في الحالات الشديدة فقد تكون هناك حاجة إلى العلاج بواسطة متخصص، أو الدخول إلى المستشفى ليتمكن الأطباء من تقييم الحالة، ومنح العلاج المناسب.
علاج نقص الوزن أثناء فترة الحمل
يمكن أن يشمل علاج ما يعرف بغثيان الصباح الشديد الذي يسبب نقص الوزن التدخل الطبي بسبب شدة الحالة بالإضافة إلى ما يأتي:
- تجنب تناول الطعام عن طريق الفم لفترة قصيرة لراحة الجهاز الهضمي.
- استخدام السوائل الوريدية.
- استهلاك المرأة الحامل للفيتامينات والمكملات الغذائية.
- استهلاك دواء لإيقاف التقيؤ إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد، وذلك في حال لزم الأمر.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الزنجبيل أو تناول مكملات فيتامين ب6 وذلك في حال أوصى الطبيب بذلك للمساعدة على تخفيف الغثيان بالإضافة إلى اتباع حمية بلاند، وتناول وجبات صغيرة بشكل متكرر، وشرب كمية كبيرة من السوائل عند عدم الشعور بالغثيان، وتجنب الأطعمة الغنية بالتوابل والدهون، وتناول وجبات خفيفة عالية بالبروتين.
- التحدث إلى الطبيب المعالج أو المستشار المتخصص في حال شعور المرأة بالقلق أو الاكتئاب نتيجة لحالتها مما قد يساعد على التغلب على هذا الشعور.
المعدّل الطبيعي لزيادة الوزن عند الحامل
لا توجد وسيلة واحدة لزيادة الوزن يمكن أن تناسب جميع النساء الحوامل، وتعتمد زيادة الوزن المناسبة للمرأة الحامل على عدة عوامل، بما في ذلك وزن ما قبل الحمل، ومؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: BMI).
وزن المرأة قبل الحمل | مؤشر كتلة الجسم (BMI) | معدّل الزيادة الطبيعي في الوزن أثناء الحمل بالكيلوغرام |
---|---|---|
المرأة التي تعاني من نقصان الوزن | أقل من 18.5 | 13-18 كيلوغراماً |
المرأة ذات الوزن المثالي | 18.5-24.9 | 11.5-16 كيلوغراماً |
المرأة التي تعاني من زيادة الوزن | 25-29.9 | 7-11.5 كيلوغراماً |
المرأة التي تعاني من السمنة | أكثر من 30 | 5- 9 كيلوغرامات |
نصائح لزيادة طبيعية في الوزن أثناء الحمل
يجب اتباع نظام غذائي متوازن لزيادة وزن الحامل بشكل صحي وطبيعي، ويجدر التنويه الى أنه يجب اختيار الاطعمة الغنية بالسعرات الحرارية المناسبة لاحتياجات المرأة الحامل، والتي تحتوي على الدهون الصحية ، والمعادن، والفيتامينات، والألياف، وفيما يأتي بعض النصائح للحصول على نظام صحي متوازن:
- تناول الأرز والخبز والحبوب الكاملة؛ حيث إنّها تزوّد الجسم بالكربوهيدرات التي توفر الطاقة لنمو الطفل.
- تناول الخضروات والفواكه؛ حيث إنّها تحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات، والمعادن المفيدة، مثل: فيتامين أ ، وفيتامين ج، والبيتا كاروتين، ومحوعة فيتامين ب، والفولات، وغيرها.
- تناول الزبادي؛ لاحتوائهِ على البروتين، والكالسيوم، والفسفور وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن استهلاك اللبن الخالي من الدهون للحد من الكوليسترول والسعرات.
- تناول ما يتراوح مقداره بين 20 إلى 35 غرامًا من الألياف يوميًا للمساعدة على الوقاية من الإمساك ، والبواسير، ويمكن الحصول عليها عن طريق أكل الحبوب الكاملة، والخضروات، والبقوليات، والفواكه.
- إضافة الاطعمة التي تحتوي على دهون صحية، مثل: زيت الزيتون، والأفوكادو، إذ إنّ هذه الأطعمة توفر أنواع الدهون المناسبة لنمو دماغ طفل.
- استهلاك ما لا يقل عن ثمانية أكواب من السوائل في اليوم خلال فترة الحمل، حيث إن الماء يقلل من خطر الإمساك والبواسير، بالإضافة إلى أنّ زيادة تدفق البول يقلل من عدوى الجهاز البولي، والذي قد يكون خطيرًا على المرأة الحامل وعلى الطفل.
- تناول الاغذية الغنية في البروتين؛ حيث إنّه يوصي باستهلاك ما بين 75 إلى 100 غرامٍ يوميًا من البروتين، وقد يوصي الطبيب بمزيد من البروتين إذا كان الحمل يمثل خطورة أو إذا كانت الحامل تعاني من نقص في الوزن.