نظام غذائي لمرضى القولون العصبي
القولون العصبي
تُعرف مُتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome) باسم القولون المتهيج أيضاً، وتتمثل هذه المتلازمة بظهور مجموعة من الأعراض المعويّة التي تظهر دفعة واحدة كالإسهال والتشنجات المعوية، وتختلف هذه الأعراض من حيث الشدّة والاستمراريّة من شخص لآخر، وهي من المشاكل شائعة الانتشار، فنجد أنّ ما بين 3-20% من الأمريكيين تظهر عليهم أعراض مُتلازمة القولون العصبي، كما تجدر الإشارة إلى أنّها من المشاكل التي تُصيب النساء أكثر من الرجال، ومن الجدير بالذكر أنّ مُعظم المرضى يُصابون بالقولون العصبي في الفترة ما بين سنّ المراهقة وعمر الأربعين، حيثُ يشعر المُصاب بالمُتلازمة بألم وانزعاج في منطقة البطن، مع اضطراب في الإخراج، فيُعاني المُصاب من الإسهال أو الإمساك، أو التناوب بينهما، كما يشعر مريض القولون بانتفاخ البطن بالغازات، وتزداد هذه الأعراض سوءاً في حالات التوتر العصبي.
النظام الغذائي لمرضى القولون العصبي
تجدر الإشارة هُنا إلى أنّه في حالة القولون العصبي فإنّ العلاج يعتمد على التخفيف من حِدّة الأعراض التي يُعاني منها المُصاب، وذلك لكي يتأقلم مع المرض ويستمرّ في أدائه لأنشطته بالشكل المُعتاد، كما تجدر الإشارة إلى أهمية اتباع حمية غذائية تُلزم المريض بتجنّب بعض أنواع الأطعمة والتركيز على أنواع أخرى للتخفيف من أعراض القولون العصبي، وهُنا نذكر بعضاً من الأمور التي يتضمنها هذا النظام الغذائي، وهي:
- تجنُّب تناول الأطعمة التي تُسبّب الانتفاخ وتكوُّن غازات البطن؛ ومن هذه الأطعمة التي يجب على مريض القولون العصبي تجنبُّها، المشروبات الغازيّة والكحوليّة، الكافيين، وبعض أنواع الخضروات كالملفوف والبروكلي والقرنبيط.
- تجنُّب تناول الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين؛ حتى ولو يكن المريض يُعاني من حساسيّة القمح فإنّ بعض مرضى القولون العصبي تتحسّن لديهم مُشكلة الإسهال في حال التوقُّف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين وبالأخصّ القمح، والشعير.
- تجنّب الأطعمة التي تحتوي على السّكريات التي يُطلق عليها فودماب (بالإنجليزية: FODMAP)، والتي تتضمّن سكّر الفركتوز (بالإنجليزية: Fructose)، واللاّكتوز (بالإنجليزية: Lactose)، والفركتانز (بالإنجليزية: Fructans) وغيرها، ومن المُمكن أن تتواجد هذه السكريات في بعض أنواع من الحبوب، والخضراوات، والفواكه، ومُنتجات الألبان .
- تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من الألياف.
- الحرص على تناول كميّات كافية من الماء خلال اليوم.
- تناول كميات أقل من الوجبات الغذائيّة ومضغ الطعام ببطء؛ حيثُ يُسهم ذلك في التقليل من انتفاخ البطن بالغازات والإسهال.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون بنسب أقل.
- تناول مكمّلات البروبيوتيك الغذائية (بالإنجليزية: Probiotic supplements)؛ ومن الأمثلة عليها اللاّكتوباسيلس أسيدوفيلس (بالإنجليزية: Lactobacillus acidophilus)، حيثُ تُسهم هذه المكمّلات الغذائية في التخفيف من أعراض القولون العصبي بما في ذلك ألم البطن، والانتفاخ، وعدم انتظام الإخراج.
- الإقلاع عن التدخين .
- تجنّب تناول الأطعمة التي تسهم في تهييج القولون ، مثل؛ الفلفل الأحمر، والبصل الاخضر ، وحليب الأبقار.
علاج القولون العصبي
تُستخدم في علاج القولون العصبي مجموعة من الأدوية والمكملات الغذائية التي تعمل على التّخفيف من حِدّة أعراضه، ومن هذه العلاجات نذكر ما يلي:
- السيليوم: تناول مكملات السيليوم (بالإنجليزية: Psyllium)، بالإضافة إلى النخالة ، وألياف الذرة؛ وهي من المواد التي تعمل على التقليل من سُرعة مرور الطعام خلال الجهاز الهضمي، والتّخفيف من أعراض القولون العصبي.
- المُضادات الحيوية: فقد يصف الطبيب أحد المُضادات الحيوية مثل ريفاكسيمين (بالإنجليزية: Rifaximin)، وقد يستمر المريض بتناول الريفاكسيمين لمُدّة أسبوعين، حيثُ يعمل هذا العلاج على تغيير كمية البكتيريا في الأمعاء، وبالتالي التخفيف من أعراض القولون لمُدّة لا تقل عن ستة أشهر.
- مُضادات تقلصات البطن: (بالإنجليزية: Antispasmodics) وهي الأدوية التي تعمل على التخفيف من حِدّة التّقلصات المعويّة التي قد يُعاني منها مريض القولون العصبي، وفي الحقيقة، يُنصح بتناول هذه الأدوية بناء على استشارة الطبيب، حيثُ إنّها قد تتسبّب بحدوث بعض الأعراض الجانبية كالدوار والإمساك ، الأمر الذي يجعلها خياراً غير مُناسب لبعض مرضى القولون العصبي.
- مُضادّات الإكتئاب: (بالإنجليزية: Antidepressants) من الممكن أن يصف الطبيب مُضادّات الاكتئاب لدورها في التخفيف من حِدّة آلام البطن والانتفاخات عند بعض المرضى المُصابين بالقولون العصبي.
- دواء الألوسيترون: (بالإنجليزية:Alosetron) وهو من الأدوية التي يتم وصفها من قِبل الطبيب المُعالج للنساء اللّواتي يُعانين من مُشكلة القولون العصبي، والذي يترافق مع وجود إسهال، ولا يُصرف هذا الدواء للرجال، وفي الحقيقة، يلجأ الطبيب لهذا العلاج بعد مُلاحظة عدم استجابة المريضة للأدوية الأخرى المُستخدمة في علاج مرضى القولون العصبي.
- دواء إلوكسادولين: (بالإنجليزية: Eluxadoline) يُعالج هذا الدواء مُشكلة الإسهال المُصاحبة لمُتلازمة القولون العصبي، وذلك من خلال التخفيف من حِدّة انقباضات عضلات الأمعاء، والتّقليل من كمية السوائل المُفرزة فيها، وزيادة انقباض عضلات المُستقيم .
- دواء لوبيبروستون: (بالإنجليزية: Lubiprostone) فيتم وصف هذا الدواء للنّساء في الحالات الشديدة التي لا تستجيب فيها لأي علاج آخر، حيثُ يعمل هذا الدواء على زيادة إفراز السوائل في الأمعاء الدقيقة، وبالتّالي التخفيف من أعراض الإمساك المُصاحبة لمُشكلة القولون العصبي.
- تناول دواء ليناكلوتايد: (بالإنجليزية: Linaclotide) يتم تناول هذا الدواء قبل وجبة الطعام بساعة أو نصف ساعة، حيثُ يعمل على زيادة إفراز السوائل في الأمعاء، الأمر الذي يؤدّي إلى التّخفيف من مُشكلة الإمساك وأعراضه.
أسباب الإصابة بالقولون العصبي
تجدر الإشارة هُنا إلى أنّه بالرغم من تعدّد العوامل التي قد تزيد من احتماليّة الإصابة بمُتلازمة القولون العصبي، إلاّ أنّ السبب المُباشر الذي يؤدّي إلى الإصابة بالقولون العصبي غير واضح بعد، ولكن هُناك بعض العوامل التي تلعب دوراً هامّاً في الإصابة بالقولون العصبي، ونذكر منها ما يلي:
- انقباضات عضلات الأمعاء: ففي الحالة الطبيعيّة تستمرّ عضلات الأمعاء بالانقباض أثناء مرور الطعام من خلالها، وفي بعض الحالات من الممكن أن تنقبض هذه العضلات بشكل أقوى أو لفترة أطول من الحالات الطبيعيّة، ويؤدّي ذلك إلى حدوث انتفاخ في البطن، وتجمُّع للغازات، والإصابة بالإسهال ، أمّا انقباضها بشكل بطيء فيؤدّي إلى الإصابة بالإمساك، وخروج براز صلب وجاف.
- تأثير الجهاز العصبي: من المُمكن أن يتسبّب وجود أيّ مشاكل في أعصاب الجهاز الهضمي بالشعور بالانزعاج والألم الشديد عند تمدّده بسبب الغازات أو البراز المُتجمّع، ومن ناحية أخرى، قد يتسبّب وجود أي خلل أو عدم تناسق في الإشارات العصبيّة المُنتقلة بين الدماغ والجهاز الهضمي، بالإصابة بالاسهال، أو الإمساك، أو الشعور بالألم.
- التهاب الأمعاء: حيثُ وُجد أنّ بعض المُصابين بالقولون العصبي يرتفع لديهم عدد خلايا الجهاز المناعي في الأمعاء، ويترافق ذلك مع الشعور بالالم والإصابة بالإسهال.
- الإصابة بعدوى شديدة: فمن المُمكن أن يُصاب الشخص بالقولون العصبي نتيجة الإصابة بعدوى فيروسيّة أو بكتيريّة قويّة.
- تغيُّر في نمو البكتيريا المعوية النافعة: (بالإنجليزية: Microflora) فأيّ خلل يؤثر في هذه البكتيريا الجيدة التي تعيش في الأمعاء، قد يتسبّب بالإصابة بالقولون العصبي.