نص إنشائي عن مهنة الطبيب (لطلاب الابتدائي)
المقدمة: زيارتي إلى الطبيب
دخلت عيادة الطبيب متألمًا من مرض فنظرت حولي فرأيت ستائر الغرفة الجميلة، وأبوابها النظيفة، وحيطانها البيضاء، ورائحتها العطرة، كأني جالسٌ في أفخم فنادق المدينة، فشدّني ذلك الطفل الذي يصرخ عاليا بسبب ألم في بطنه، فلما ناداه الطبيب دخل عليه وأغلق الباب تاركًا أباه في صالة الانتظار، كأن بينه والطبيب علاقةٌ حميمة وأسرار كثيرة، فما هي إلا دقائق حتّى خرج الطفل ضاحكًا فرحًا، لا يشكو ألمًا ولا ينزل دمعًا، فلما حان دوري ودخلت على الطبيب فإذا به يتبسم، فأزاح عني بعض الألم، وبعدما فحصني وكتب لي الدواء، عرفت أنّ الطبيب نعمة من الله وأنّ مهنته من أنبل المهن.
العرض: الطبيب محارب الأمراض
ما أجمل مهنة الطب وما وأنبلها! هذه المهنة التي يبذل فيها الطبيب شبابه من أجل أن يحصل على شهادته التي تؤهله لممارسة مهنة الطب، ويبذل أيضّا وقته في عيادته سهرًا على راحة مرضاه، ويبذل نفسه من أجل محاربة الأمراض، فقد يتعرض لأذى في جسده أو يصاب بالعدوى نتيجة العمل على دواء للأمراض التي يعاني منها الناس، فهو لا يقل شأنًا عن المحارب الذي يحارب لأجل وطنه، فالطبيب كذلك يحارب لراحة الناس في أوطانهم، يحارب بنفسه وماله ووقته رغبةً في شفاء الناس وتخليصهم من كل أذى.
الطبيب صاحب رسالة عظيمة؛ لذلك لا بد من أن يتحلى بالصفات الحسنة كي يثق به الآخرون، ومن تلك الصفات: الأمانة وحفظ أسرار المريض فلا يخبر أحدًا بمرض فلان، وحسن تعامله مع المرضى، والتحلي بالرقة والقلب اللين، والذكاء، وهدوء الأعصاب كي لا يوتَر مريضه، كما يجب أن يمتلك الطبيب مهارة جيدة يستطيع من خلالها إخبار المريض بمرضه إن كان خطيرًا على نحو لبق دون جرح مشاعره، وعدم استغلال المريض من أجل كسب المال؛ فالطبيب ملاك الرحمة، كل الآمال معقودة عليه بعد الله عز وجل.
يخاف الكثير من الناس زيارة الطبيب ظنًا منهم أنه شخص لا يبالي بوجع المريض، ولا يهتم بمرضه، همه أن ينقضي الوقت ثم يترك عيادته ذاهبًا إلى بيته كأنّ همًا كبيرًا انزاح عن عاتقه، والحقيقة أن هذا الظنّ ليس صحيحًا غالبًا، فالطبيب يمضي يومه كاملًا في عيادته لأجل مساعدة مرضاه، وإزاحة التعب عنهم، وإعانتهم ورفع الهم عنهم، فإن زاره طفل فهو له أب، وإن زاره الرجل فهو له أخ، وإن زاره الشيخ فهو له ابن، وإن زارته الفتاة كان لها عونًا، ولا يبالي الطبيب بتعبه، ولا يلتفت لألمه، تراه يلبس الثوب الأبيض، كأنه ملاكٌ في وقاره.
يمتلك الطبيب أحدث الأدوات وأنظفها في غرفة الفحص ليريح مريضه، ويشخص المريض المرض بعد فحص المراجعين باستخدام تلك الأدوات، ويسعى دائمًا إلى تعقيم أدواته والعناية بها، لأنه يعلم أن أدوات الفحص أهم ما يملك في عيادته، إذ تعينه على الكشف عن الأمراض ومعاينة المرضى وفحصهم، كذلك يعلم أن ترك الأدوات دون تنظيفها سببٌ في تفاقم الأمراض وانتشارها، وسببٌ في موت كثير من المرضى، لذلك ترى الطبيب أنظف الناس وأجملهم هيئة.
لا شك أن كتابة الدواء ووصفه على نحو جيد هو أمر في غاية الأهمية، فكما أن الطبيب يهتم بغرفة الفحص أشد الاهتمام، فهو كذلك يصف الدواء، ووصفه إيّاه ذو أهميةً كبرى، فبعد أن يكشف الطبيب على مريضه ويعرف علّته يكتب له الدواء المناسب لمرضه، لأنه يعلم أنّ وصف الدواء بشكلٍ خاطئٍ سببٌ في زيادة مرض المريض، وقد يكون سببًا في موته، لذلك فإن عمله يتطلب الكثير من التركيز والحذر أثناء كتابة الدواء لكي لا يُلحق بالمريض أي شكل من أشكال الأذى.
يغرس الطبيب في قلوبنا كثيرًا من الصفات النبيلة؛ فهو يعلمنا كيفية مساعدة الآخرين ويعلمنا أن نكون يدًا واحدة، وأن نعطي دون كلل أو ملل أو شعور بالتذمّر والأسف، كذلك يزرع فينا صفاء القلب، وطيب الخاطر، يحبب لنا فعل الخير دون مقابل أو ثناء، كذلك هو حريص على أن يوثق معاني الحب في قلوبنا، ومعاني التضحية من أجل الآخرين ولوكان ذلك على حساب أوقاتنا أو نفوسنا، فنحن ندين له بالشكر والعرفان على صنيعه، فشكرًا للطبيب الذي أنقذ حياة شخص عزيز على قلوبنا، وشكرًا للطبيب الذي رسم السعادة والبسمة على وجه المريض وعائلته، وشكرًا للطبيب الذي سخَر حياته من أجل راحة مرضاه، وإنقاذ حياة الآخرين.
للطبيب أهمية كبيرة في المجتمع ، يتباهى به النّاس؛ يحبه القريب، ويهابه البعيد، كيف لا وهو من يساند المرضى في مرضهم ويقدم لهم الدعم بأشكاله كلّها، كذلك يساهم في إنقاذ حياة الكثير من الناس، ويقدم للمجتمع شتّى صنوف الرعاية الصحية، لكل الناس لا يفرق بين أبيضهم وأسودهم فقيرهم وغنيهم فكلهم في الرعاية متساوون، كذلك يعتبر عنصرًا محاربًا في مجتمعه في أثناء الحروب إذ يصل الليل بالنهار لا يكل ولا ينام، يعالج الجريح، ويواسي عائلة الشهيد، وقد يقتحم المخاطر من اجل إنقاذ حياة المصابين.
الخاتمة: أريد أن أصبح طبيبًا
من جدّ وجد، ومن سار على الدرب وصل، ومن أراد أن يصبح طبيبًا درس بجد واجتهاد، وتميز في دراسته، وتعتبر الصحبة الصالحة سببًا معينًا على الوصول لأهدافنا، فكما أنّ رفقاء السوء سببٌ في الفشل والكسل، فإنّ رفقاء الخير سببٌ في النجاح والنشاط، كذلك ينبغي أن يكون لدينا دافع يدفعنا للقيام بالأمور الصالحة، يدفعنا لحب الخير وتقديمه للناس، لا أن نكون جشعين نكره تقديم الخير للناس، فإن كان دافع الخير موجودًا بداخلنا سهل علينا أن نكون أطباء متميزين، نبني مجتمعًا متينًا قويًا بأفراده.
إن كنت مهتمًّا بقراءة نموذج آخر لمقال عن الطبيب، قد يفيدك مقال: موضوع تعبير عن مهنة الطبيب .