نص إنشائي عن الماء (لطلاب الثانوي)
المقدمة: الماء بداية الحياة على الأرض
أثبتت الدراسات أن الماء هو العنصر الثاني الذي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنه بعد الهواء؛ ففي الحد الأقصى يستطيع الإنسان البقاء دون ماء مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، لأن ذلك يسبب له الجفاف الحاد الذي يدمر بدوره الجسد ووظائفه من الداخل مما يشير إلى أهمية الماء وعظمة وجوده في حياتنا.
العرض: استدامة الموارد المائية لحياة بلا جفاف
يتكون مركب الماء من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين؛ ويعد سبب الحياة على هذه الأرض، يقول عز وجل: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} إن أبسط الأشياء على كوكبنا يدخل الماء في تركيبها. كما تقول الدراسات في مجال علوم الأرض والبيئة إن الماء من أوائل المخلوقات وقد سبق وجوده وجود مخلوقات أخرى، أي أنه الأصل ونقطة البداية لهذا الكون، فمن الماء يخلق الإنسان، وبالماء تقوم عملية البناء الضوئي في النباتات لتكمل نموها ويتغذى عليها الإنسان والحيوان مما يؤكد أنها عامل أساسي لوجود الحياة على الأرض.
يستمر وجود الماء بفضل دورة حياته التي تتكرر دون توقف، وبسببها تتاح الفرصة للكائنات البحرية في العيش عندما لا تتوقف العملية على تبخر مياه البحار بل تمتد لتتكاثف ثم تسقط ثانية لتعوض ما فقدت، فلولا وجود الماء لانعدم وجود الكائنات البحرية بمختلف أنواعها. ويقع على عاتق كل فرد على هذه الأرض أن يحافظ على الماء قدر ما يستطيع، ولا يقتصر ذلك على الوضع الراهن بل يمتد ليصل المستقبل، فأفعالنا الآن تشكل جزءًا كبيرًا من مستقبلنا البعيد.
تتمثل ديمومة المصادر المائية بالمحافظة عليها وترشيد استهلاكها أولًا وقبل كل شيء ثم إيجاد حلول لاستثمارها واستغلال وجودها للإفادة منها في مجالات أخرى دون خسارتها؛ فمعروف أن الماء مصدر متجدد للطاقة.
تكون المحافظة على الماء من خلال ترشيد استهلاكه في البيوت والمنشآت العامة والخاصة من خلال استخدام أساليب الترشيد التي تكون بخطوات صغيرة جدًا لكنها ذات مفعول كبير؛ كتركيب قطع التوفير على الصنابير في مختلف الأماكن سواء في دورات المياه أو المطابخ وغيرها، والاقتصار على استخدم الدلاء عوضًا عن الخراطيم، وقد تبدو هذه الخطوات قديمة لكنها تشكل فارقًا كبيرًا في حجم المياه المستهلكة إذا قارنا تطبيقها مع عدمه.
تعتبر المحافظة على صحة الإنسان من أبسط حقوقه التي ينبغي على الدول توفيرها له ليستطيع أن يعيش حياة كريمة قادرًا أن يعيل من هو مسؤول عنهم دون استجداء الرحمة والمساعدات ممن هم أعلى منه ماديًّا، فإن أصيب الفرد بتسمم ناجم عن تلوث المياه قد يسبب له ذلك مشكلات صحية داخلية في الكلى قد يمتد ذلك لفشل كلوي لا قدر الله مما سيجعل منه حملًا على الدولة وعلى من هم يعيلونه أو قد يصاب بأمراض أخرى تتطلب العناية والاهتمام، ويكون الفرد بغنى عن كل ذلك بتوفير مياه نقية له.
ينبغي على الدول أن تشجع الاستثمارات في هذا المجال وتقوم بتطوير مشاريع إعادة تدوير المياه وتحليتها لتستفيد وتفيد، ولا يمكن الحفاظ على أي مصدر من مصادر الطاقة إلا بشكل تكاملي من الدولة والأفراد، لذا ينبغي أن يحمل كل فرد منا هذه المسؤولية وألا يتشبه بغيره ممن يبذرون في استخدام الماء أو يقومون بسرقات غير مشروعة مما قد يحرم غيرهم الحقّ في امتلاك الماء.
يتوجب على المزارعين العمل على إيجاد الحلول المرشدة لاستخدام الماء في ري محصولاتهم؛ فمن ناحية يوفرون على أنفسهم تكلفة ماديةً للمياه المهدورة أو المستخدمة على نحو خاطئ وفائض عن الحاجة، ومن ناحية أخرى يوفرون حصة من المياه يستفيد منها أشخاص آخرون.
يعد حفر الآبار من الحلول التي إن طبقت بصورة جماعية من مختلف البلدان حلًا مجديًا في استغلال مياه الأمطار وعدم هدرها دون فائدة، فمن جانب يوفر المواطنون ثمن الماء التي يشترونها من دولتهم ويحصلون على مياه دون أي مقابل، ومن ناحية أخرى يتسنى لغيرهم الاستفادة من هذه المياه التي كانوا سيشترونها عوضاً عن مياه الآبار.
يتوجب على الدول أخذ إجراءات حازمة لقاء سرقة المياه وإهدارها واستخدامها بطرق غير مشروعة أو حتى غير صحيحة؛ فكثرٌ يعانون من سرقة المياه وبكميات كبيرة دون أية رقابة مما يساهم في إهدارها في غير موضعها الصحيح.
يمكن اعتبار الماء بحكم ما سبق مصدرًا متجددًا وغير متجدد للطاقة في الوقت ذاته؛ فكونه مصدرًا طبيعيًا نحصل عليه بلا جهد بشري من خلال المطر ووجوده أصلًا في باطن الأرض وتجدد المطر وعدم توقفه يجعل منه مصدراً متجدداً للطاقة، وأما إهداره وعدم استثماره فيما هو مفيد يجعل منه مصدرًا غير متجدد في المستقبل، فقد تأتي الأجيال من بعدنا شاهدةً على جفاف وقحط أكثر مما نعانيه اليوم.
تعد العوامل التي يساهم فيها الإنسان مثل الصناعة وإنتاج غازات الدفيئة والاحتباس الحراري من أكبر العوامل التي تساعد على فقدان الماء؛ وذلك من خلال ارتفاع درجات الحرارة نتيجة ثقب الأوزون وتاليًا جفاف البحار والأنهار على نحو ما نشهد في عالمنا العربي في نهر دجلة والفرات على سبيل المثال؛ فإيجاد حل للاحتباس الحراري وتقليل هذه الغازات سيسهم حتماً في الحفاظ على المياه.
الخاتمة: مياه نقية حياة صحية
من الضروري أن نفكر في إيجاد حلول لمشكلة تلوث المياه ، فالحفاظ على نظافة الميا وعدم تلويثها لا يحافظ على وجودها فقط بل يمتد ذلك ليشمل التقليل من كلف تحلية الماء وتنقيتها ليحصل الأفراد على حصصهم من الماء النقي وتاليًا الحفاظ على حياة الإنسان وصحته من المخاطر التي تسببها عوادم المصانع والمواد الكيميائية الملقاة في المياه، وبناءً على ذلك يطلب منا بصورة ملحة المحافظة على نظافة المياه المتوفرة مثل: عدم تلويث مياه البحار، والأنهار بمخلفات المصانع الكيميائية ومخلفات الإنسان والمخلفات العضوية عامة حتى يتسنى لنا القدرة على تطويع هذه المياه والقدرة على الاستفادة منها أكبر استفادة.
إذا كنت مهتمًّا بقراءة مقال مشابه، فقد يفيدك هذا المقال: موضوع تعبير عن الماء .